دكرنس للأسف جفت أقلامك وطويت صحفك طارق سالم رسالة من بين ألاف الرسايل لنوابنا المحترمين عن هذا البلد وقيادتها المسئولين عنها أفيقوا يرحمكم الله اعملوا ما نصبتم له لأن وجودكم في هذه المناصب سوف تسئلون أمام الله وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته . إلى متى يظل حال بلدنا بالشكل ده ونحن بالقرون الحديثة والجمهورية الجديدة .منذ زمن ونحن نعيش في بلدنا دكرنس على أمل أن تصبح مدينتنا نموذج للمدن الراقية المريحة التي تجعل من أهلها العيش بسعادة وفرح ونحلم سويا بصفاء سماءها وطيبة أرضها وحضن أباءها وأمهاتها مما يجعل عيش الأبناء في أمن وأمان ويزرع بداخلهم الانتماء لها والعمل على الحفاظ على تراثها .· ولكن مع مرور السنوات والأعوام تبخر حلمنا وصعد إلى مكان لا يمكن رجوعه مهما كانت سماءه صافيه لأنه يأبى أن يعود إلى بلد حرثت أرضه وتألمت سماءه وتيتم أهلها وترملت أرضها واصبح أهلها غرباء عنها وكأنهم ليسوا من نبتها وشربوا من نيلها الذي اصبح جاف من مياهه وهدمت شواطئه لدرجة أنه ينظر بعين خالية من الحياة لنا ويقول ما بالكم أنتم ليستم من أهلي أنتم عمل غير صالح عمل تخليتم فيه عن خيركم الذي نزل لكم حتى تستقيم حياتكم وتنموا زروعكم التي ذبلت جذورها .· دكرنس الأن تصرخ وتان وجفت اقلامها من الأحبار بجميع ألوانها وتكسرت أسنانها من كثرة الشكوى والألم والتعب لدرجة أنها لم تعد تقبل الإمساك بها وتنفر من الكتابة وبعثت للأوراق هيهات هيهات إياكم أن تطيعوا من يريد الكتابة على صفحاتكم لأنني لم أعد قادر على الكتابة وسوف اجرح وجهك وتمزق صفحاتك الرقيقة .· دكرنس الأن وفي هذا الزمن المستنير لم ترى النور في تحسين خدماتها من بنية تحتية مهلكة عفى عنها الأزمان وتأكلت جدرنها ولم تعد حتى تصلح للرقع والأحزمة المؤقتة لأن جسدها لم يعد يتحمل للأسف .· ترى هذا في الصرف الصحي المسحور في هذا البلد وكأن يسكنه الجان· ترى هذا في خطوط مياه الشرب التي كلت وملت وتزعق بعلو الصوت لم أعد احتمل جسدي تمزق وكيعاني شلت مفاصلها مما يؤدي إلى تمزقها وتطفح بالطرقات وتغرق الشوارع وبرغم كل هذا يأتون ليقوموا بالترقيع وكأنه إصلاح وكله تمام يافندم .· ترى هذا في الطرقات والشوارع التي لم تعد تصلح للسير بها وعليها سواء سيرا بالأقدام أو راكبا مركبتك من جميع أنواع المركبات لما بها من حفر ونقر ومرتفعات ومنخفضات وكأننا في صحراء ليست بها بشر ولا حياة وحين تراها تتحسر القلوب وتدمع العين وتتألم الأبدان .· ترى هذا في اصحاب المحلات الذين تعدوا على الطرقات وكل منهم استقطع أمام محله محل أخر بكل جرأة وبجاحة وعند السؤال يرد عليك أنا دافع يا أستاذ وكأنه حق مكتسب مما يقلص عرض الطريق وسهولة المرور به ولا يوجد من يراقب ويمنع هذا التعدي وكأن بلدنا ليست بها حكومة أو مجلس مدينة يقوم بدوره من هذه الاشغالات التى ليست بحق لهم وتعرض حياة المارة والسيارة بالطرقات للخطر برغم حالتها السيئة أصلا .· ترى هذا في هذه الأيام من فصل الشتاء دكرنس تغرق في شبر ميه عند المطر تجد شوارعها وكأنها بحر مياهه تكسوا الشوارع في كل الاتجاهات طبعا لما بها من حفر ونقر وعدم الاستعداد من قبل المسئولين لهذا المطر والعمل على تجهيز المعدات التي تسعف الطريق من المياه وعند السؤال أيضا يكون الرد ليس عندنا امكانيات لهذا للأسف .· هذا البلد هلكت بنيته التحتية هلاك لا يشفع ولا ينفع لدرجة أنه لم يعد يصلح يتحمل الضغوط عليه والاستهلاك البشري وحتى من الطبيعة .· هذا البلد كل منا فقد الأمل في الإصلاح والتطوير مهما صرخنا ومهما نادينا ومهما شكونا ومهما كتبنا لأن القيادات والمسئولين عنه في غيابة جب كبير وغويط لم يسموا كل هذا الأنين من أهله وناسه وسكانه .· هذا البلد توقعنا خيرا وكل الخير عندما خرج من أهلها أعضاء ونواب مجلس شعب وشيوخ وكل منا تفاءل خيرا لهذا البلد ولكن للأسف بالفعل يا بلدي جفت أقلامك وطويت صحفك ولكي الله ولأهلك الصبر والسلوان .