اغتصاب الطفولة .. الكاتبة / نصيرة استوقفتني سذاجة بعض الذين يحصرون الدين بين اللحية والقميص ويتقمصون شخصيات ما لم يكن لهم الحظ لينالوا منها قسطا من مقياسها الجوهري الفريد منذ ان بزغ فجر الاديان على هذه البسيطة بل وتتعدى سذاجتهم الى ابعد مايمكن وهم يمارسون رغد العيش على كاهل براءة الصبية التي تأتي بها امهاتهن اليهم خوفا عليهم من صعلكة الشوارع فيهرعن اليهم على امل الثقة العمياء ونقاء الامان لكي يتبنون ابنائهن آملين حمايتهم من فقر يداهم حياتهم او خشية إملاق يطغى على طفولتهم وتمضي السنون وهم يستنزفون جهود الغلمان ويعتصرون قواهم وينخرون قدرات اجسادهم الضعيفة مقابل وعود كاذبة واهية مستمرين في هذا اللون من العبثية ليصنعوا منها مستقبلا زاهرا يؤمنون به حياة ابنائهم الذين لا يعرفون مرارة الحرمان وتظل هذه المهازل قائمة الذات في ظل غياب وعي الامهات والآباء الذين وافقوا على التجارة بسعادة ابنائهم الذين لم ينعموا بحلاوة الطفولة غير آبهين بما يجري لهم في ساحة العمل ومعاملة هؤلاء الفئات ذات المشاريع الصغرى والكبرى على حد السواء ..ولأن روح الانسانية تغيب عند بعض من تقوقعت افكارهم الضيقة في زوايا مغلقة تابى الانفتاح على حياة متوازنة ومتوازية انغمست نفوسهم في الاستيلاء على هذه الفئات الضعيفة لتخدم مصالحهم الخاصة ويستخلصون من تعاسة هؤلاء الصبية فكرة جاذبية الوصول لتحقيق اهدافهم فيعمل هؤلاء ليلهم ونهارهم لتوفير السعادة لسادتهم الذين يوهمونهم بانهم أمنوا لهم حياة كريمة .. في الوقت الذي قطعوا فيه طريق احلامهمهكذا انظر اليهم من نافذة تصويري التي رصدتها منذ زمن بعيد وقد شغفت بما يجول في خاطرهم الذي ضربه الصدأ فاتلف ذاك البريق الذي يتحلى به كل من لم تخول له نفسه .. قد كنت ألهم نفسي بالثقة العصماء لكي ارى الامهات وهم يستفقن من غفلتهن ليحظن ابنائهن من خطر الارواح المستنفرة من حب الآخرين وجنودهم القائمين على أمنهم وحراستهم من هبة حراك يستوقف هذه المهازل التي يمارسونها على حساب المساكين وتوظيف قدراتهم وكذا الذين ضاقت بهم الحياة فالتجاءوا اليهم من خطر هموم تزاحم حياتهم فحيلت سعادتهم الى شقاء ..بل ليت عقول الآباء تصحو من سبات انهك فكرهم واظلم الجانب الكبير من عقولهم فأراد التملص من عبء المسؤولية ليلبسها اطفالهم ويعتق نفسه من صعاب تضجر منها كثيرا فأراد ان يتخلص منها ليتفرغ بغية طرح هذا العبء الثقيل او لضرف طرق حياته فخدش كل مافيها جميل .. وتستمر قسوة هذه الاحداث على حياة طفولة بريئة لم تدخل بعد مركبة ربيع العمر لتزهر احلامها بل اقتنها جنود الخفى لتبطش باهدافها المقدسة وتغتصب آمالها في لبس غير معهود ..ياويح تلك الأمهات اللاتي يلتمسن مفاتيح الرجاء بثقة مطلقة في من غدروا بفلذات اكبادهم وسقوهم الأمرين حتى ثملوا مقابل استعبادهم و دوس كرامتهم والتنكيل بهم بين صرحة وهمزة وغمزة عين لا تفقه شيئا من خشية الله ..انها اقذر لعبة في عالم الطفولة التي لم تتمرس على مثل هذه العبثية التي تمارسها عصابات جشعة تتقن فنون الاستيلاء والهيمنة على الطفولة وتجيد صناعة الصنارة لاصطياد المغفلين كي يسترزقون من أعمالهم الشاقة ..لا زالت افكاري تراودها تلك اللعبة البشعة التي يمارسها هؤلاء على ابناء حارتهم والذين لم يبلغوا الحلم بعد ..تلك اللعبة اجدها أقذر من منديل صاحب محل الفطائر ..