تقرير…مجدي الشهيبي
في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية يثبت الشباب المصري يومًا بعد يوم أنهم قادرون على استغلالها لخدمة مجتمعاتهم المحلية وتحقيق فرق حقيقي على أرض الواقع. ومن بين هؤلاء الشباب، يبرز اسم المهندس وليد خضراوي، ابن قرية تانوف بمركز ديرمواس في محافظة المنيا الذي أطلق مؤخرًا تطبيقًا مبتكرًا باسم “دليل” يهدف لخدمة أهالي المركز بالكامل بشكل مجاني.
فكرة وُلدت من حاجة حقيقية
انطلقت فكرة التطبيق من معاناة يومية يواجهها كثير من المواطنين في ديرمواس حيث يضطر البعض لقضاء ساعات في البحث عن طبيب مناسب أو رقم سائق توكتوك أو حتى أقرب سوبر ماركت. أدرك المهندس وليد أن الحل يمكن أن يكون بسيطًا وعمليًا إذا تم جمع كل هذه المعلومات في مكان واحد يسهل الوصول إليه. ومن هنا جاءت ولادة “دليل”
محتوى شامل في متناول يدك
التطبيق صُمم ليكون دليلًا رقميًا متكاملًا، يضم
العيادات الطبية: العناوين، مواعيد العمل، التخصصات، وأرقام التواصل.
السوبر ماركت والمتاجر الكبرى: مواقعها وأوقات فتحها.
المطاعم والمقاهي: قوائم الطعام وأرقام الحجز.
سائقي التوكتوك: مع إمكانية الاتصال المباشر.
الخدمات العامة: من محلات الأجهزة إلى الصيدليات ومراكز الصيانة.
بهذه الطريقة، أصبح التطبيق بمثابة خريطة تفاعلية لحياة المواطن اليومية، توفر له كل ما يحتاجه في ثوانٍ.
خدمة مجانية بروح التطوع
اللافت في المبادرة أن التطبيق مجاني بالكامل، ما يعكس روح العطاء والانتماء التي يتحلى بها وليد خضراوي، إذ يؤكد أن هدفه الأول والأخير هو خدمة أهالي ديرمواس وتخفيف الأعباء عنهم، دون أي مقابل مادي.
خطوة نحو التحول الرقمي المحلي
يُعتبر “دليل” نموذجًا عمليًا لكيفية دمج التكنولوجيا في خدمة المجتمعات الريفية، حيث لا يقتصر الأمر على المدن الكبرى. بل يفتح الباب أمام مبادرات مشابهة يمكن أن تُحدث فارقًا في مختلف أنحاء مصر، خاصة في المراكز والقرى التي تفتقر أحيانًا لوسائل تواصل سريعة بين المواطن ومقدمي الخدمات.
إشادة ودعم من الأهالي
منذ إطلاقه، حظي التطبيق بإقبال وإشادة واسعة من أبناء ديرمواس، الذين عبروا عن امتنانهم لهذه الفكرة التي تختصر وقتهم وجهدهم، وتجعل الوصول إلى أي خدمة مسألة ضغط زر فقط.
رسالة ملهمة للشباب
قصة المهندس وليد خضراوي تعكس رسالة مهمة لكل شاب طموح، وهي أن التغيير يبدأ من مكانك وبما تمتلكه من أدوات. فبتوظيف خبرته الهندسية ومعرفته باحتياجات مجتمعه، استطاع أن يقدم حلًا عمليًا، ويترك أثرًا إيجابيًا يلمسه الجميع.
