تصريح تاريخي لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي👌
ونثق في أن الهيئة الوطنية للانتخابات ستعمل جاهدة علي تنفيذ كلام سيادة الرئيس
وعلشان الكل يعرف إننا لازم نطالب بحقوقنا بما لا يمس أمن الوطن ولا نسكت عن أي خطأ ، دورنا اننا نوصل صوتنا ونثق في قرار القيادة السياسية دائما
تحليل شامل لبيان الرئيس السيسي وأحداث بعض الدوائر الانتخابية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تُقاس بعدد الكلمات ولا بطول الخطابات، بل تُقاس بحجم الرسائل التي تحملها وبالقرارات التي قادرة على إعادة تشكيل ثقة الشعوب في أنظمة الحكم والعدالة. وفي هذا السياق جاء البيان الرئاسي الصادر اليوم عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن ما جرى في بعض الدوائر الانتخابية، ليكون ليس مجرد تعليق رسمي، بل محطة فاصلة بين مرحلتين:
مرحلة كان السؤال المشروع فيها: “هل تُحترم إرادة الناس؟”
ومرحلة صدرت فيها الإجابة بوضوح: “لا يوجد صوت أعلى من صوت الشعب.”
وعلى مدار الأيام الماضية كان هناك جدل واسع ومخاوف حقيقية لدى الكثيرين من ضياع أصواتهم أو عدم انعكاس مجهودهم في نتائج واضحة. لكن البيان الرئاسي اليوم حمل رسالة طمأنة حاسمة لكل المصريين، وأكّد أن “مفيش صوت هيروح… ومفيش حد فوق إرادة الشعب”.
هذا التصريح لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان ضمانًا وإنذارًا ورسالة مؤسسية في الوقت ذاته، من خلال عدة مرتكزات أساسية:
1️⃣ توجيه واضح للهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق الشامل في الأحداث والطعون بدون مجاملة أو مواءمة سياسية.
2️⃣ إلزام صريح بضمان حصول كل مندوب على صورة رسمية من محضر الفرز، وهو مطلب حقوقي عبّر عنه المجتمع منذ البداية، وحين يصدر من أعلى منصب في الدولة تصبح الرسالة أن الشفافية ليست خيارًا إجرائيًا بل قيمة أخلاقية وثقافة دولة.
3️⃣ التأكيد على إمكانية إعادة الانتخابات كليًا أو جزئيًا في حال عدم التيقّن من الإرادة الحقيقية للناخبين، وهي خطوة سياسية تعتبر من أقوى الرسائل التي وُجهت خلال السنوات الأخيرة، وتعكس أن الشرعية تُؤخذ من الشعب فقط وليس من الأوراق النهائية.
4️⃣ الدعوة للإعلان عن الإجراءات المتخذة تجاه مخالفات الدعاية الانتخابية، ما يمهّد لبداية رقابة حقيقية ومناخ انتخابي أكثر انضباطًا وعدالة في الجولات اللاحقة.
وكانت الجملة الأكثر تأثيرًا سياسيًا هي:
“لا تتردد الهيئة الوطنية للانتخابات في اتخاذ القرار الصحيح عند تعذّر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية، سواء بالإلغاء الكامل أو الجزئي.”
هذه العبارة وحدها كانت كافية لاستعادة ثقة كل من شعر أن جهده ذهب سدى، وأكدت أن الدولة لا تتستر على الأخطاء، بل تراجعها وتصححها
💬 ماذا تعلّمنا من التجربة الأخيرة؟
تعلّمنا أن قيمة المشاركة لا تُقاس بالنتيجة، بل بوجود منظومة تحترم صوت المواطن وتستجيب لشكواه؛ فالشعوب لا تبحث عن انتصار مرشح بقدر ما تبحث عن انتصار العدالة.
تعلّمنا أن الخوف الحقيقي ليس من التزوير أو الخطأ… بل من لحظة يفقد فيها الناس ثقتهم بأن صوتهم يُحدث فرقًا؛ عندها تصبح الديمقراطية مجرد شكل بلا روح، وصندوق بلا معنى.
تعلّمنا أن الاعتراض المحترم ليس خصومة مع الدولة، بل هو شراكة ناضجة في حماية نزاهة مؤسساتها؛ وأن المطالبة بالشفافية ليست تحديًا لسلطة الدولة، بل تثبيتًا لشرعيتها أمام التاريخ.
تعلّمنا أن القوة ليست في الصراخ ولا في خلق الفوضى، بل في:
• جمع الأدلة بدلًا من الاتهامات فقط
• اللجوء للقانون بدلًا من التنديد فقط
• الثقة في الدولة ومؤسساتها المحترمة
وتعلّمنا كذلك أن الإنصاف أكبر من المكسب الشخصي؛ فربما تخسر مقعدًا… وتكسب وطنًا يؤمن بالعدالة.
وأهم ما أدركناه أن الدولة التي لا تخشى الاعتراف بالخلل هي دولة تستحق الولاء؛ لأنها تعرف أن قوتها الحقيقية ليست في فرض الأمر الواقع… بل في تصحيح الواقع حين ينكشف الخلل
وتعلّمنا أيضًا أن الدولة التي تمتلك شجاعة مواجهة الأخطاء علنًا هي الدولة التي تقف شعوبها خلفها، لا أمامها.
⸻
🔍 ما يحدث الآن ليس نهاية… بل بداية
اليوم قالت الدولة كلمتها
والهيئة الوطنية للانتخابات أمام مسؤولية تاريخية
والإعلام أمام اختبار المهنية
والمجتمع أمام اختبار الوعي
والمرشح أمام اختبار الأخلاق
والناخب أمام اختبار الأمانة
فالنتيجة هذه المرة ليست مجرد فوز أو خسارة، بل هي فوز للثقة أو خسارة للثقة… والثقة أثمن من المقاعد، وأطول عمرًا من الدورات، وأعلى شأنًا من أي مكاسب سياسية.
⸻
🙏 كلمة تقدير
شكرًا فخامة الرئيس…
ليس لأنكم تحدثتم، بل لأنكم فتحتم مسارًا لاكتشاف الحقيقة بدل الاكتفاء بتهدئة المشهد، وقدّمتم نموذجًا عمليًا يقول:
“الدولة القوية لا تخاف من مراجعة نفسها.”

تحياتي
هيام_الفقي
![]()

