من الحياة… فاطمة

كتبت / سحر الجمال. 


في قرية من قرى مصر ومع صوت الكروان وهو يصدح ويسبح بملك الله مع اذان الفجر ولدت فاطمه ، كانت فاطمه اكبر أخواتها،وكانوا خمس بنات ،لايوجد لهن أخ صبي ..تزوجت فاطمه وكانت مازالت طفلة تلعب في حقل ابيها ، ولكن كعادة تلك القرى لا تملك فيها البنت قرار مصيرها ،لكن يشاء القدر ألا يستمر زواجها إلا بضعة شهور خرجت وهي حامل وطلقها زوجها عبد الهادي في هدوء وبمنتهى الرقي .
تزوج عبد الهادي وعادت هي الى بيت أبيها ،ويشاء القدر ان تحمل امها معها ،تضع فاطمه مولودها قبل امها بأيام صبي تسميه ياسر ، وتضع امها صبي ايضا وتسميه محمد لكن كانت الفرحه بالصبي بعد خمس بنات فرحة منقوصة بسبب طلاق فاطمه وهي مازالت صغيره .

يكبر الصبيان مع بعضهما البعض في بيت واحد الحفيد والخال …يحبوا معا ويمشيا أولى خطواتهما معا ويدخلا المدرسة معا …تمر الأعوام ويأتي الخطاب لفاطمه ولكنها رفضت وأبت ان تتزوج مرة ثانية ،وطلبت من أبيها ان يتركها لتربي ابنها ، هنايحترم الأب رغبتها ويتركها تحمل مع أمها مسؤلية اخواتها والبيت ، يكبر الصبيان ويتزوج البنات جميعا ويموت الأب ….تحمل فاطمه مسؤلية بيت ابيها واخواتها ومسؤلية الأرض

ألى هنا تسير الأمور بخير ،حتى كان اخوها وابنها في المرحلة الثانويه…يدخلا معا مدرسة الزراعه …ولكن يأبى القدر ان يتركهم في أمان وسلام حيث يصاب اخيها بحمى التيفود وينقل العدوى لٱبنها ….ولكن لا جدوى من العلاج وتحدث النائبة ويموت اخيها ويتعافى ابنها ….تصاب الجده بالعمى من الحزن على وليدها وتظل تنادي على ابنها ليل نهار …يا محمد فيلبي ياسر النداء نعم

يكبر ياسر ويحمل المسؤلية عن امه ….ولكن اخوتها البنات يغارون منه ويشعرون ان الجده تميز الحفيد ….يطالبون بتوزيع الميراث ،حيث بدأوا في التشكيك في أمانة ياسر وهو امر عاري تماما عن الصحه …تأخذ كل اخت حقها ….يكبر ياسر ويؤهل للزواج ولكن ترفض الخالات ان يتزوج ياسر ويعيش في بيت جده …ويساومون امه على حقهم في البيت ،إما حقهم في بيت أبيهم أو يخرج ياسر ويتزوج خارج البيت….

بعد الحاح وعناء ورجاء وبكاء وتوسل من الأم والجده يتزوج في غرفه صغيره بجوار دار البهائم …وينجب ياسر الأولاد …ويعاود الخالات الطلب بخروج ياسر من البيت …تبكي فاطمه وتتوسل أخواتها ولكن لا أحد يرحم دموعها …

تنادي فاطمه على ابنها وتطلب منه ان يذهب لأبيه ويحكي له ما يحدث معه ويقول له امي هي اللي بعتاني ليك ….بالفعل يذهب ياسر لأبيه ،يستقبله الأب بحفاوة بالغه ،ويروي له ياسر ما يحدث معه …وانه لا يملك مكان يعيش فيه….هنا تدمع عين الأب ويطأطأ على كتف إبنه ويذهب الى خارج الغرفه ويأتي ومعه مفتاح وورقه …يقول الأب لأبنه يا ياسر ده مفتاح البيت اللي اتجوزت امك فيه ،مقفول من يوم ما خرجت منه …وده عقد ملكيه للبيت كتبته بأسمك بعد ما أتولدت ، روح يا ياسر صلح اي خسائر في البيت على حسابي وهات زوجتك وولادك وامك وعيش فيه بالفعل يذهب ياسر ويحكي لأمه وينتقل الى بيت ابيه…ويطلب من أمه ان تأتي لتعيش معه …لكنها ترفض ترك جدته ..فيقول لها ناخذ جدتي معنا ..ولكن ترفض الأم وتقوله انا هفضل هنا وهموت هنا

تمر الأعوام وكل يوم يأتي ياسر بصنيه كبيره عليها الطعام لامه وجدته …الجده تنادي محمد وياسر يرد نعم … تتيسر عيشة ياسر حيث يلحقه ابيه بعمل يتكسب منه ،يأخذ ياسر أمه وجدته لعمل عمرة …وتعود بعدها امه وتصاب بمرض السرطان وما هي ٱلا شهور قليله تعيشها فاطمه بعد إصابتها بالمرض ومع بذوغ الفجر وصوت الكروان يصدح يسبح بملكوت الله في سمائه تصعد روح فاطمه الى بارئها مع صوت الكروان الحزين ….

ويظل ياسر يرعى جدته الفاقده لبصرهاوتظل الجده تنادي محمد ويرد ياسر نعم جدتي
محمد….نعم جدتي

Loading

خالد ابراهيم

Learn More →

اترك تعليقاً