كتب / طارق سالم.
يعطي الله العبد على نية الآخرة ما شاء من الدنيا والآخرة ولا يعطي على نية الدنيا إلا الدنيا . نحن نعيش حياتنا اليومية وقلوبنا تحمل بطياتها غرف تنبض بالمصالح التى تيسر لنا معيشتنا منها ما هو للصالح العام ومنها ماهو لصالح العمل ومنها ماهو لصالح للمجتمع ومنها ماهو صالح لعيلتنا ومنها ماهو صالح لنبض القلب السليم .
· والاخطر ما هو صالح للأنانية والمصلحة الشخصية التى دائما ما تحمل بالنيات الموجهة لصالح من هم بيده مقاليد الأمور والتى يتجه الشخص إلى الوقوف بجانب من تعلم نفسه أنه سوف يحصل من خلاله على منصب أو جاه أو يكون من المقربين حتى يظهر بالصورة دائما أنه هو الشخص الوفى والمخلص ودائما ما تراه يظهر حرصه وخوفه عليه من خلال الحديث عن المحيطين به ويحلل له الشخصيات واسلوبها وسلوكها ونياتها ومواقفها قبل أن يحصل على هذا المنصب ودائما ما يبدو أنه هو الوحيد الخائف على مصلحته وهو الناصح الأمين له حتى لو اصبح شاذ بين زملائه أو مجتمعه فلا يهمه من نظراتهم حتى لو وصل الأمر للبعد عنهم .
· وبعد أن يوفق الشخص المرشح للإدارة أو صاحب المال أو مجلس النواب أو أى منصب من المناصب تجد صاحب النيات المصلحجية فرح ومسرور ويلتف حوله يمينا وشمالا ويمكث أوقات طويلة معه ويلبي له كل طلباته حتى يصبح كظله الذي يحميه من أشعة الشمس هكذا يتوقع .
· ولكن بعد أن يتقلد هذا الشخص المنصب أو يوفق في مجلس النواب أو يكون هذا الشخص سخى كما يقولون يده سخية بالإنفاق تجد صاحب النيات المصلجية يظهر نياته الحقيقية وتكثر مطالبه منهم من يحصل عليها ومنهم من يصبح من المقربين والمستفيدين ماديا ومعنويا ومنهم من يريد أن يحصل على منصب أو موقع أو كرسى سواء كان هو أهله له أو لا وسواء كان من حقه أو غير ذلك ومنهم من يطلب أن يكون من المحليين بالمحليات على حسب ما وعد به من هذا الشخص حتى وإن كان الوعد طيب خاطر فقط ولكنه لم يفهم هذا فعليا ولكنه جعله بين نياته حقيقة .
· ونرى مثل هذه النماذج بحياتنا اليومية في كل مكان تراهم ووجوههم تحمل لون غير لون البشر وترى ابتساماتهم تحمل اللون الأصفر وترى أعينهم دائما تحمل السهام النافقة وترى قلوبهم تنبض بالغل لكل من حوله حتى يصبح هو الوحيد من المقربين حتى يحصل على مبتغاه وأمله في الوصول إلى ما كان يقف من أجله وهو يعلم تمام العلم أنه غير لائق لهذا ولا ذاك .
· وكثيرا من هؤلاء بالفعل ما يحصدون ويحصلون على مناصب وكراسى وهم غير مؤهلين لها ولكنها الوعود المنفعجية ويصبح من البطانة البصرية التى تبصر غير الحقيقة لكل من حولها وترسل سهامها لكل من يحمل الدروع الواقعية والعملية وأنهم ضد الصالح العام سواء لسيده أو مديره أو مرشحه وأنهم لابد أن يختفوا من المشهد حتى يصبح هو الناصح الأمين ولكنه بنياته يعلم أنه ليس بناصح ولكنه نافع بالحقيقة.
· نتمنى أن يعلم هؤلاء أنهم معلومين للكل حين تفضحهم أعينهم وتصرفاتهم وحركاتهم ومن خلال حديثهم تراهم أمام صاحب المنفعة حمل وديع وناصح أمين ومن خلفه تراهم يتغامزون حائرون ويقولون ما تحمل قلوبهم ونياتهم وياكلون على كل الموائد حتى ولو اختلف الطعام .
وأخيرا نتمنى أن نعيش الحياة بنيات صافية وقلوب مخلصة للصالح العام وليس للمصالح الشخصية التى هي فاضحة الأمر لصاحبها .