كتبت / نزهة الإدريسي.
” يا ركب المحبين أين ما حللتم وأرتحلتم وذهبتم وأقبلتم اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم “
هكذا صدحت مصر ، فلبي العاشق إبراهيم أصلان النداء وأقبل بحلمه الجميل الى أرض الكنانة لينسجه أهرامات شامخة خضراء تنهل من معين نظيراتها بالجيزة التي لا تكف عن العطاء والإلهام وتفيض مجاريها بالسحر والرهبة والشموخ و الجمال …
أهرامات أصلان التي تعد مدينة شرم الشيخ بالمزيد من الرقي وجذب المحبين وعشاق الطبيعة و الحياة ، هي امتداد أيضا للعمارة الساحرة والأفكار النيرة التي اعتادت أن تنبت وتزهر عبر العصور بأرض الكنانة، فمن فجر حضارتها حيث رست الأهرامات الثلاث بالجيزة ، والمسلات الشاهقة والعلوم المعجزة مرورا بسيل الثقافات والفنون و العمارة والفكر والأدب … .، مازال رحمها الخصب الأخضر يعد بالعطاء ويهب لكل عصر رجاله ونساءه بكل سخاء ، مبدعين وبناة ، صادقي العهد والعزيمة تماما كنيلها هبة السماء لتبقى دائمة الخضرة والحياة .
لم تكن فكرة هذه الأهرامات الخضراء صديقة الطبيعة محض صدفة في طريق مبدعها الدكتور إبراهيم أصلان وإنما ضالته التي كانت تغازل أحلامه منذ زمن طويل و كان عاجزا عن رسم ملامحها الى أن بدأت روحه تلهم فكره بعدد من الإبداعات كالحدائق و الجبال المضيئة التي تبدد ظلمة الليل حول معالم الطبيعة لينعم الناظر بجمالها حتى وإن نام عنها ضوء الشمس .. كان هذا أول تحد للطبيعة ليحرس عنها جمالها ليبقى متألقا مبتسما ليل نهار ، ومن هنا فاضت روحه العاشقة للجمال والاستمرار بفكرة الأهرامات الخضر أو الايكولوجية صديقة الطبيعة ليعود بها لتحدي الزمان والمكان وينفض الغبار مرة أخرى عن تلك الروح التي طالما عاشت بها أرض الكنانة ، روح العطاء المتجدد والبناء و الشموخ و السحر والجمال …
أبراج أصلان الهرمية لا تأتي لتدخل المنافسة ضمن المباني العملاقة التي تزخر بها بعض الدول كبرج خليفة بدبي أو برج شنغهاي بالصين او ابراج البيت بمكة المكرمة او برج مركز التجارة العالمي الذي أقيم على أنقاض برج التجارة العالمي بنيويورك … والتي نافست بعضها في الضخامة والعلو و صلابة البنيان ، لتبرز قوة بلدانها وهيبتها و درجة التقدم والتحضر الذي وصلت إليه خاصة وان جلها وربما كلها جاءت كمراكز تجارية ومالية لتأكد على قوة اقتصادها اولا اما السياحة فتحتل بها ركنا ضيقا منعزلا استأثر به رجال الأعمال و المال ولا يتسع لغيرهم …
أما أهراماتنا الخضر فقد جاءت لتفتح ذراعيها للجميع ، وتتجاوز الأغراض المالية للحياة الإنسانية بكل مفرداتها ، المال والأعمال ، السياحة والترفيه ، التجميل و الموضة ، المرافق الرياضية و الثقافية و الفنية … وكل ما يشبع رغبة العقل والخاطر والقلب …
لتنفرد بكل متطلبات الحياة داخل عمارة تزهو بعبق التاريخ و نسمات الطبيعة
قيل أن واحدة من أوّل شروط السعادة هي أن العلاقة بين الإنسان والطبيعة يجب ألّا تُكسر، وهذا تحدي خاضه الدكتور أصلان حين وضع لنا هذا التصور الواعد ليعيد الإنسان لأحضان الطبيعة وقلبها الحنون حتى ينعم بالراحة والسعادة ، ويهتف من جديد
” يا ركب المحبين أين ما حللتم وأرتحلتم وذهبتم وأقبلتم اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم.