بقلم / محمد فرج الله الشريف
ليس لدي أدنى شك في أن قوة إيران العسكرية نمت وكبرت تحت أعين أمريكا وإسرائيل . كانت أمريكا وإسرائيل ترغبان في وجود قوة كبيرة تصطدم بالإسلام السني العربي الذي يريان فيه خطورة عليهما , فكانت إيران هي القوة التي عملتا على تسمينها وتقويتها لضرب الإسلام السني بإسلام مثله فتكون النتيجة أكبر فوضى ممكنة ثم تقوم أمريكا وإسرائيل بالتخلص من إيران عندما يحققون منها أكبر فوائد ممكنة ,
ولم تكن حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني سوى ورقة في هذا المخطط فلم تكن في الحقيقة سوى ( بروفة حرب ) أي حرب مصنوعة ممثلة لتلميع حزب الله وإظهاره على أنه قوة كبيرة قادرة على هزيمة إسرائيل وأنه يمثل الإسلام ليلتف حوله المسلمون ويرون فيه الإسلام الحقيقي المقاوم المجاهد المدافع عن فلسطين والقدس وأنه حامي حمى الإسلام . وفي المقابل إظهار الجيوش العربية على أنها ضعيفة مستكينة غير قادرة على فعل ما يفعله حزب الله .
ونجحت إسرائيل وأمريكا في ذلك فاهتزت صورة الجيوش العربية وأصبح البعض يرى في حزب الله الإسلام الحقيقي الجهادي الذي لا يهاب إسرائيل . وتركت إسرائيل وأمريكا الملعب لإيران تطور أسلحتها وبرنامجها النووي بل وتسيطر على العراق ومقدراته بمساعدة أمريكا . بينما في أوائل الثمانينيات الماضية عندما حاول ( صدام حسين ) بناء مفاعل نووي قامت إسرائيل بالدخول بطائراتها إلى عمق بغداد وضرب المفاعل النووي في مهده واغتالت العلماء العرب النوويين أولا بأول . في الوقت الذي ترك فيه علماء إيران يصنعون البرنامج النووي بأريحية تامة .
ومن ناحية أخرى صناعة إيران لجماعات إرهابية ترعاها وتدربها وتسلحها ثم تنسب أفعالها للإسلام السني لتشويهه
إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وأدركت إسرائيل أن إيران قاب قوسين من امتلاك السلاح النووي بينما لم تتمكن من تحقيق النجاح الكافي من سحق الإسلام السني ولا تدمير الأمة العربية التي قاومت أشرس وأعنف الضربات خلال العقود الثلاثة الماضية وظلت واقفة على قدميها .
ليس هذا فحسب بل أصبحت إيران تمتلك الثقة والنفوذ والطموح الذي يمتد لحدود إسرائيل فأصبحت تشكل خطرا عليها هي ذاتها فحان الوقت للتخلص من إيران وإنهاء قوتها وتصفيتها . فقامت إسرائيل باغتيال عالمها النووي الأول ( محسن فخري زاده ) بعملية مخابراتية جهنمية سبرانية عبر الأقمار الصناعية حيث قام شخص بترك سيارة في الطريق الذي يمر منه محسن فخري زادهبها مدفع رشاش ( روبوتي ) أي يتم التحكم فيه عن بعد بالأقمار الصناعية وبينما يمر موكب فخري زاده خرج المدفع من السيارة وبدقة متناهية انطلق الرصاص نحو سيارة فخري زاده فسقط قتيلا وبعد دقائق قليلة تم تفجير السيارة أيضا بواسطة الأقمار الصناعية وفي هذه اللحظة كان الشخص الذي ترك السيارة يغادر مطار طهران .
في هذه اللحظة أدركت إيران أنها أمام حرب من نوع جديد جعلها تعيش في رعب وما حدث بالأمس من اضطراب هائل ودوي صافرات الإنذار في طهران وانقطاع التيار الكهربائي عنها بسبب خروج طائرة تركية عن مسارها قبل الهبوط في مطار طهران دليل على ذلك .
السؤال الآن : ماذا لو اشتعلت الحرب بين أمريكا وإسرائيل من ناحية وإيران من ناحية أخرى بالأسلحة التقليدية ؟
وما مصير الخليج العربي ودوله التي تقع تحت مرمى النيران الإيرانية مباشرة ؟
المتابع للأحداث يدرك تماما أن المسرح يعد ويهيأ . فهل ستكون الحرب القادمة بالأسلحة التقليدية الفتاكة المدمرة فتكون حرب القيامة لما تخلفه من دمار وخراب هائل ؟ أم هي الحرب السبرانية الناعمة التي تسقط الدول ومؤسساتها وتخلع جذورها دون دماء تذكر ؟