بقلم / محمد فرج الله الشريف
إلى السادة الكبار أعضاء مجلس الأمن
تحية أمن وسلام .. ،
أما بعد ،
من مصري غاضب : إليكم بشأن أزمة سد النهضة
أكتب إليكم من قلب العالم وشريانه الموصول ، أكتب إليكم من حيث بدأ التاريخ وسطر حروفه الأولى
أكتب إليكم من مصر التي علمتكم أبجدية الحضارة وفكت لكم رموز الإنسانية .
إياكم أن تظنوا أنني أكتب إليكم رسالة استعطاف أو استرضاء أو انحناء أو انكسار
وإنما أكتب إليكم برأس مرفوع ، وعلى وجهي ابتسامة الواثق المؤمن بعدالة قضيته
أكتب إليكم وأنا شامخ شموخ أبي الهول وراسخ رسوخ الأهرامات ، لأضعكم أمام مسئولياتكم لتثبتوا للعالم صدق دعواكم في الحيادية والموضوعية ، لتثبتوا للعالم صدق رغبتكم في السلم والأمن والإخاء ، لتثبتوا للعالم أنكم جادون في حماية الشعوب واسترداد الحقوق وإقامة العدل ، لتثبتوا للعالم أنكم لا تكيلون بمكيالين وفق أهوائكم ومصالحكم الخاصة .
إياكم والمراوغة السياسية في قضيتي أو المغامرة بمصيري فلن نقبل المساومة في نهر النيل ولن نفرط في الكثير منه ولا القليل ، فكل قطرة منه دم وشرف وعرض ، نروي منه الأرواح والأجساد ونزرع منه الأرض ، فكيف نقبل بقطرة منه تسلب !؟
أما عن خصمنا فهو في قبضتنا وإنا عليه لقادرون ولكننا نصبر عليه صبر الكبار ونترفع عنه ترفع الأقوياء ونقدر ونحترم المؤسسات الدولية ودورها ، ونجيد لعبة السياسة والدبلوماسية حتى آخر الطريق ,
ولكن لا تختبروا صبري أكثر من ذلك فهو طويل ولكنه ينفد ، ولا تنتظروا موتي فعلى جثتي سينتحر العالم
” فإذا مت ظمآن فلا نزل القطر “
أما إن ضاع حقي على موائد مجلس الأمن فلن يبقى أمن ولا مجلس ، وانتظروا مئة مليون محارب يخلع عنكم لباس الأمن وينزع عنكم ثوب الأمان وغطاء الراحة .
وإن أردتم أن تعرفوا مصدر قوتي فانظروا إلى خطا مريم والمسيح على أرضي تباركها .
أو انظروا إلى موسى وبجواره هارون يهش بعصاه الشر عن بلدي .
أو انظروا إلى يوسف يعبر بنا سنين القحط والجدب إلى الخير والعمران .
وإن لم تروا ذلك كله فاسمعوا صوت الله على جبل الطور يمنحنا قوة لا تعرفها ترساناتكم العسكرية .
وفي الختام ..
أكتب إليكم وفي يدي قلم ورسالة وفي الأخرى بندقية ورصاص .
والسلام عليكم إن بادلتمونا السلام .
عاجل .. ويسلم إلى مجلس الأمن .