كتب / ياسر عامر
” العدوى من النظرة الأولى” شعار مسلسل كوفيد 25… هكذا تحول الشعار من الحب من النظرة الأولى الي العدوى والمرض من النظرة الأولي .
فكان لا بد أن استهل مقالي بذكر نبذة عن أحداث مسلسل “كوفيد ٢٥” الذي تم عرضه برمضان هذا العام 2021 ضمن العديد من الأعمال الدرامية.. يحكي المسلسل قصة الدكتور ياسين المصري (يوسف الشريف) كان جراح يترأس مجموعة طبية لتصنيع لقاحات الفيروسات الخطيرة، هجرته زوجته وأولاده وترك عمله علي اعتقاد أنه كان سبباً في وفاة ابنه الذي أصيب بفيروس كورونا عن طريقه، فأصبح الطبيب الشهير يوتيبر شهير أيضاً، يوضح في مقاطع الفيديو التي ينشرها لجمهوره عن وجود فيروس منتشر يتلاعب بأعصاب المرضى ويجعلهم غير قادرين على استيعاب المؤثرات الخارجية، ولكن مع الأيام تتفاقم أعراض الوباء ويتحول المرضي إلى “زومبي” (الأموات الأحياء الذين يأكلون لحوم البشر ) وتنتشر الفوضى في المدن وفي جميع بلدان العالم، فيحاول الدكتور ياسين إنقاذ أفراد عائلته ومجموعة من الناس كانت معه في المستشفى ،و أثناء ذلك يحاول إيجاد علاج لهذا الوباء الخطير.
انصافاً للحق فأنا كنت أنتظر علي أحر من جمر عرض هذا المسلسل، بما أنه تم عرضه في النصف الثاني من رمضان علي مدار 15 حلقة وهذه إحدى مميزات المسلسل لعدم الاطالة والشعور بالملل، كماأن أحداثه مشوقة ومترابطة تجعل المشاهدين يتابعونها دون أي شعور بالملل كما ذكرت ولا يحتوي (حشو) مثل تلك الأحداث التي تملأ المسلسلات الاخرى والتي هدفها فقط تطويل زمن وعدد الحلقات .
ولكن كما كانت خيبة أملي بعد عدة حلقات شعرت كأني أتابع فيلم أمريكي في كل حلقة من حلقات المسلسل وياليته كذلك بل كأني اتابع السيرك والممثلين يمشون فوق الحبل ويتراقصون منهم من يقع ومنهم من يسير بحذر لاكمال طريقه.
علي رغم أن جميع طاقم المسلسل قد قدموا أفضل ما لديهم ليظهر المسلسل بمستوى جيد.
ومبدئي دائما ككاتب ومؤلف وناقد فني لابد أن يكون كل عمل درامي وخصوصاً الذي يعرض في شهر رمضان له رسالة وهدف او اي شيء إنساني هادف يقدمه المؤلف بالاشتراك مع جميع المشاركين في العمل للجمهور، خاصة في شهر رمضان لكن للاسف كان تأثير المسلسل علي المشاهدين سلبي وسبب الذعر والفزع علي رغم ان الفكرة التي اعتمدت عليها الكاتبة وهي “انجي علاء” زوجة بطل العمل “يوسف الشريف” هي انتقال الفيروس عن طريق نظرة العين، وهذا مما أثار اشمئزازي رغم انه استحالة علمياً الانتقال عن طريق العين ، اما من ناحيتي فلابد ان تظل نظرة العين هي اللغة الجميلة الرومانسية هي الحب والخيال بلغة راقية فلابد ان تظل من وجهة نظري نظرة العين سبب الجمال ومصدر للإلهام وان تكون هي مفتاح الجمال وليست هي سبب العدوى ، يجب ان تظل نظرةالعين هي السحر، فسواء ان كانت العين تحسد وتسبب الكثير من الأذى يسموها “العين الصفراء” ، أو مصدر للردع يسمونها “العين الحمراء” ولكن لا بد ان تظل نظرة العين الساحرة بمعناها الإيجابي الجميل، فما حدث أرفضه بشدة لأنه تشويه لمعنى جميل لا بدان يظل في ذهن الأجيال معنى جميل راقي .
” المسلسل” يرسخ لمبدأ العدوى من النظرة الأولى لا الحب مثلاً من النظرة الأولى فحولها من معنى سامي انساني جميل لمعنى مرعب معدي وخطير ، من انسان راقي يحب لوحش يأكل لحم أخيه .
الرسالة الذي اعطاها العمل هو تجرد لمعني كل شيئ جميل فوداعاً للإنسانية والمبادئ السامية فاضافة لأحداث العنف والرعب ظهرت معاني قذرة وسلوك قابيلي بحت ” نسبة الي قابيل” فمثلاً نجد ان طلاق ياسين وزوجته ، كان سببها غيرة الطبيب سيف (إدوارد) من ياسين ، وشقيقة الطبيب سيف (رحاب عرفة) تخفي في داخلها حبها للدكتور ياسين وكان لديها أمل الارتباط به ، فعندما تراه يريد العودة إلى زوجته تحاول أن تقضي عليه وعلى عائلته، و مشاهد آخرى كثيرة بنفس النوعية مثل فتاة متزوجة (ميرنا نور الدين) تحاول القيام بعملية إجهاض كونها حامل من رجل آخر غير زوجها ، فيعلم الزوج بالأمر فيقوم بقتلها، و فتاة أخرى تعاني من مشاكل نفسيةبسبب الكراهية بين أمها وأبيها والذي دفعها إلى الإدمان على المخدرات ،فنجد هذه الفتاة تقتل أمها في مشاجرة تحدث بينهما . سامح (محمد عادل) زميل صديقة زوجةياسين الذي يعمل معها في شركة صناعة اللقاحات يقتل زميلته ليمنعها من كشف علاقةشركته في نشر الفيروس، طفل بعمر ١٢عام تقريباً يصاب بالوباء ويتحول إلى زومبي فيقوم بقتل والده، وهكذا تحاول الكاتبة أن تثبت لنا ان الانسان الذي كرمه الله ما هو إلا حيوان ” مع اعتذاري للحيوان” شرس متجرد من أي مشاعر وأن الإنسان أصله ليس قرداً في النظرية الداروينية ولكنه زومبي فمن أصابته العدوى ليس هو الزومبي فإذا كان هناك عذرا له بمبدأ” ليس علي المريض حرج” فما بالكم بالأصحاء من باقي أفراد المجتمع مما يمثلهم العمل الدرامي. وختاماً لا ينفي النقد البناء للعمل الدرامي ولا اختلاف وجهات النظر في عدم الإشادة بأبطال العمل سواء الأبطال الرئيسيين أوالثانويين فكل منهم ادي دوره المكتوب له بحرفية وإخلاص… والي لقاء في عمل درامي آخر بمشيئة الله تعالى