كتبت : سحر الجمال
من أول من يمارس العنف ضد المرأه ؟
هل أنصفتها اليهوديه والمسيحيه والإسلام ؟
هل أنصفها المجتمع ؟
كلما أمسكت قلمي لأكتب ، ترتعش يدايا خوفا وألما ولا أقوى على الكتابة ، لأني أعلم أن هناك أمور موجعه جدا لا أجد الجرأة على كتابتها .
ولكني استجمعت بعض من شجاعتي وقوتي ، لأكتب ، وأرصد ، بعض هذا العنف بسبب عادات وتقاليد وفتاوى بعض الشيوخ ، الذين يملؤن البيوت بفتواهم عن المرأه ، تلك الفتاوى والعادات ، التي حملتها كل مشاكل المجتمع ، وجعلتها سلعه للعرض ، وللبيع والشراء
الحقيقه المؤلمه ، في هذا الموضوع ،هو إن أول من يمارس العنف ضد المرأة ، هي المرأة نفسها ، من أول صرخة لها ، وهي صرخةالميلاد ، التي تعلن بها قدومها للحياه ،آلام المخاض تعتصر الأم ، النسوه حولها وعندما تضعها انثى ، ينفض الجميع من حولها ، فلا ننسى المثل الشهير ( لما قالوا ده غلام اتشد ضهري واستقام وكلوني البيض مقشر وعليه السمن عام ولما قالوا دي بنيه هدوا حيطة البيت عليا وجابولي البيض بقشره وبدال السمن ميه )
هذا كان قديما قبل معرفة نوع المولود بالسونار ..أما بعد معرفة جنس الجنين قبل الميلاد ، نجد الطبيب نفسه يكون حزين وهو يخبرهم بنوع الجنين …والأهتمام بالأم يكاد لا يكون ويعم الحزن كل من حولها .
ثم تأتي يوم السبوع أو العقيقه ، فنجد أن المشايخ يفتون بحلق شعر المولود ، ووزنه وشراء العقيقه بثمنه ، ويقدر إذا كان ولدا بالذهب ، وإذا كانت بنتا بالفضه ، أتسال هنا لماذا ، فنحن هنا نرى التفرقه من لحظات الميلاد ، والعنف والأضطهاد منذ صرخة الميلاد الاولى
وفي طفولتها ، يمارس نوع آخر من العنف ضدها بيد امرأة مثلها تنفذ وتكبل وتكسر أنوثتها فيها ، وهي لا تعلم ما يحدث لها وما ذنبها الذي اقترفته لتجرى لها هذه العمليه بمنتهى البشاعه ، والتي برغم كل حملات التوعيه والتجريم مازالت تنفذ سواء بيد الطبيب أو القابله سرا ، وعند مناقشة من يقوم بها يستند الى بعض الأحاديث التي لا أساس لها من الصحه وضعيفه جدا
تكبر البنت وتصل لمرحلة البلوغ فيمارس عليها لون آخر من العنف لكبت انوثتها وأعتبارها بأنها أصبحت في وضع لازم القيود حولها تكون كتيره جدا …فرض الحجاب بسبب البلوغ والحذر في الخروج وعدم الحديث مع الصبيان ، تجد هذا حتى في مرحلة الجامعه ..تحذير وتهويل وتخويف ، فرض ملابس غريبه عليها لأنها أصبحت أنثى وكبيره وعيب تلبس غير كده ..وأدهش كثيرا من ٱنتشار هذا الزي المسمى بالأسدال الذي فرض حتى على الأطفال ….حقا تجد منه مقاسات أطفال…والسؤال هنا ، هل كل هذا منع التحرش أو الانحراف من جانب الأنثى أو الرجل ، والإجابة هنا ، لا لم يمنع لسبب بسيط الممنوع مرغوب لدى الطبيعة البشريه ، ولو كانت التربيه صحيحه بعدم لفت الأنتباه لهذه الأمور لما وجدنا ما يحدث أمامنا
ثم نأتي للزواج من القديم تعامل المرأة على ٱنها سلعة تباع وتشترى ، لا يؤخذ برأيها في شريك حياتها والكارثة مازالت مستمره في قرى مصر فبرغم أنه وضع قانون يحدد سن الزواج فمازالت المخالفات موجوده ويتم الزواج دون عقد والمحاكم ممتلئه كوارث لأثبات النسب بسبب هذا التحايل وعدم احترام القانون الذي يشارك الجميع في انتهاكه
يمارس العنف ضد المراه في البيت وسط اخوتها البنين وذلك بالتربية الذكوريه التي تمارس عليها ، أخدمي أخوكي روحي أعملي لأخوكي …ده شغلك …هو ده دورك …لو هتخرج يبقى استأذني من أخوكي وخدي أخوكي معاكي ، وضربها ، وأهانتها وأكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعه وعشرين ….نحن رسخنا لذكورية هذا المجتمع وتحميل الفتاه كل اسباب المشاكل ، اسباب التحرش والاغتصاب ، واعتبار انها هي المذنبه وسبب العار لأسرتها ، رسخنا للراجل يعمل عملته ويعدل عمته .
حتى في خيانة الزوج لزوجته لا يعاقبه عليها القانون أما الزوجه تتهم بالزنا وفي قضايا الآداب يتم الافراج عن الرجال وعمل المحاضر للنساء …
الأم رسخت لذلك ولا أقول الأب وذلك لأن
الأب هو تربية الأم ،وعندما تجد رجلا يضطهد أمرأه فأبحث عن الأنثى ، فقد تكون أما سبب في هذه التربيه ، أو قد تكون أما تركته وهو صغير وتزوجت وتجد أمراه تحكي له أن أمك تركتك واتجوزت ….يعني بأكد أبحث عن الأنثى في مشكلة الرجل مع المرأه …
ايضا المجتمع الذي يتغامز نسوته على المطلقه والتي لم تتزوج ، حيث يمارسون العنف عليها والأنتقاص من حقها في تحديد مصيرها
امور عديده في هذا الموضوع أطرح بعضها ولا أستطيع حصرها ، فمثلا لم تمنح المراه حق الأنتخاب وحرمت منه قديما ….ممنوع عليها تقلد بعض المناصب القياديه في الدوله فحين أصبحت قاضيه اصبحت في محاكم الأسره ..رغم أن المرأه أثبتت جدارتها ومهارتهافي الكثير من المهن، وإنها لا تقل شأن عن الرجل …وكانت حتى وقت قريب لا تستطيع السفر إلا بموافقة الزوج …والسفر بمرافق
ولكن من رسخ لكل هذا ؟
من تسبب في كل هذا ؟
إنها.عوامل كثيره متشابكه مع بعضها ، منها العادات والتقاليد والتي مازالت راسخه في بعض الأماكن ، وكذلك يلعب الدين دور كبير جدا ، ففي اليهوديه تعاملت مع المرأه على انهاأصل الشر في العالم وهي المسؤله عن الخطيئه البشريه الأولى مستندين انها سبب خروج آدم من الجنه…
كما إنها تباع وتشترى وأيضا نجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر ، ولا ترى اليهوديه المساواه بين الرجل والمرأه من عصور سحيقه ، فنجدها أيضا في الديانه اليهوديه وكتبهم المقدسه يعتبرون المرأه متعه جسديه ، والمرأه في التلموز وهو الكتاب الثاني من كتب اليهودوبعد التوراه يقول أن المرأه من غير بني إسرائيل ليست إلا بهيمه لذلك فالزنا بها لا يعتبر جريمه لأنها من نسل الحيوان ، وكذلك يقرر التلموز أن المرأه اليهوديه ليس لها أن تشكو من زوجها ، إذا ارتكب الزنا في منزل الزوجه ، وكانت تحرم من الميراث
أما في المسيحيه نجد بولس يقول إن حواء هي التي أغوت آدم فأنقاد وراءها واخطأ
والمسيحيه أيضا لم تكن تاريخيا في صف المرأه ففي كثير من الأحايين تعتبرها لا قيمة لها ولا وزن كما كانت تحتل مكانه سيئه في المجتمع ، وظل هذا الامر ملاذما للمسيحيه منذ السنين الأولى بعد المسيح وحوارييه
وفي الإسلام لا أجد انصافا لها وأعلم أنني سوف أهاجم بعنف هنا ، فقد يكون أنصفها والعيب في التطبيق والتفسير ، فعندما يسمح للرجل بالتعدد فهذا إهانة لها …وعندما لا تساوى في الميراث أيضا فهذا ليس من الانصاف والعدل ، وهي الان معيله ومشاركه في مصاريف الزواج والاسره ، فلما لا يسن قوانين للمساواه في الميراث …
كما يعتبرونها ناقصات عقل ودين ، وشهادتها لا يعتد بها إلا بأمرأتين ، وعندما يفرض عليها زي محدد فهذا تعدي على حريتها ، والتقليل من شانها ، فنحن نحمل جسد المرأه كل مصائب المجتمع ، أين الرجل من كل هذا ..
.أيضا وحتى فترة ليست ببعيده كانت ملك يمين وتباع وتشترى ، واكبر دليل حريم الملوك والسلاطين وحريم صلاح الدين الايوبي ، مشاهد النساء في بعض الدول العربيه والإسلاميه مثل افغانستان
متى ترفعوا ايديكم عن اضهادنا وعن قهرنا وممارسة العنف ضدنا …نحتاج الى صحوه كبيره وثوره نسائيه على كل الاعراف والقوانين الجائرة على حقوقنا