العلمانية في مصر من الصفر إلى الصفر


بقلم / محمد فرج الله الشريف
ظل التيار العلماني لسنوات طويلة في مصر يبحث عن موطئ قدم إذ يلقى بشباكه في المجتمع المصري فتعود دائما فارغة , فتتحطم أحلامه أمام إيمان الشعب لمصري وتدينه .
حتى أمسك بخيط ظن أنه المفتاح السحري الذي سينفذ منه إلى العقل والضمير المصري ألا وهو سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر عام 2013م إذ ظن العلمانيون أن الفرصة أصبحت سانحة وأن الساحة أصبحت خالية وأنهم البديل الوحيد والحتمي لملء الفراغ وإشغال الساحة فانتشروا في وسائل الإعلام وأطلقوا مفكريهم لنشر الفكر العلماني .
وإذا بالعلمانيين ينطلقون من فكرة رفض دخول الدين في السياسة وفصل الدين عن الدولة فإذا بهم ينزلقون إلى رفض الدين بالكلية ورفض تعاليمه وأحكامه وتشريعاته فانطلقوا ينهشون في سعار عجيب وديكتاتورية بشعة من يدعو إلى الحجاب ويسنون أسنانهم لكل داع إلى أي فكرة تمت إلى الإسلام بصلة ويحاربونها ويظهرونها على أنها رجعية وتخلف
فانحدرت العلمانية إلى أن وصلت عند البعض إلى اللادين والإلحاد فأصبحوا عرايا أمام الشعب المصري المتدين الغيور على دينه وظهرت دعواهم التي يسمونها تنويرا أنها ظلام دامس وانغماس في حمأة ومستنقع آسن فلم يكن تنويرهم إلا فوضى أخلاقية واجتماعية عارمة لا ضابط لها .
لتثبت الأيام والسنين أن حساباتهم خاطئة وأن الاتجاه المضاد للإخوان المسلمين وجماعات العنف والتطرف ليس هو الاتجاه العلماني وإنما الاتجاه المضاد لجماعات العنف والتطرف هو الإسلام الوسطي المعتدل الذي يمثله الأزهر الشريف .
فالأزهر هو كلمة السر ومفتاح اللغز فهو ضمير مصر الحي وقلبها النابض بما يملكه من العلم الديني الصحيح الوسطي المستنير القادر على استباط الأحكام الملائمة لكل زمان ومكان وما يملكه من مكانة في قلوب المصريين وهو وحده القادر على تجديد الخطاب الديني ( الذي سأفرد له مقالا للحديث عنه )
فالأزهر هو القوة الناعمة الحقيقية لمصر فإن أطلقت يده ووفرت له الإمكانات لسقطت أمامه كل جماعات العنف والتطرف المرتدين لعباءة الإسلام زورا وبهتانا ولقام بنشر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل في العالم كله , العالم الذي يتعطش لمعرفة الإسلام والتعرف على جوهره , العالم المتعطش للسلام والعدل والرحمة , العالم الشغوف لنور الإسلام وواحته الخصبة .

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً