خارج العالم الافتراضى … بقلم الكاتبة الروائية / غادة العليمى


فى مجتمعنا الذهنى وضع لكل فصيل صورة ذهنيه فى قالب واحد لكل فضيلة أو سيئه
وصرنا نذكر اسم معين يخرج علينا من درج الفكر المجتمعى برواز لصورته لا يقبل عنها بديلا
الحب دباديب وورود حمراء واغنيات مؤلفة فى كليب تجارى
النجاح بالطو اسود وقبعه بزر من الخلف وشهادة فى اليد وصورة مزيفه لنجاح مدفوع ثمنه لمصور ولوكيشن تصوير
المرض محاليل معلقة وثقب فى يد ممتده وصورة فى بروفايل صاحبها يطلب الدعاء
الزواج سيشن مفتعل لعروسه ترقص وعريس يقفز وزمرة من الشباب والبنات تلتف حولهم بإبتسامة تليق بالتصوير
التعليم فصول مكتظة بأطفال تكاد تختنق من تكدسهم ومنهج تعليمى يلتهم عقولهم ويقيد طفولتهم وصباهم فى الصم والتفريغ على الورق
الدولة صورة للحاكم ولاهل السلطة ولحقوقيين يصرخون
تكرار الصور المكرره فى مواقع التواصل ثبتت الصورة الذهنية لكل امر تناولته ايادى العابثين بالتايم لاين اليومى
وصار مؤشر البحث الجوجلى مجرد استدعاء لخادمه طلبا لمعلومة عن امر ما فيضع امامك نفس الصورة المختزله لها ليثبتها فى رأسك
بتكرارها مرات ومرات ومرات
حتى صدقناها وآمنا بها
فى امر اشبه بكاذب ظل يكذب حتى صدق نفسه
يختزل المجتمع المصرى بتنوعه المعروف وانماطه المختلفه باختلاف ثقافاته وصفات اهله ومستوياتهم المادية والاجتماعيه والفكرية فى هذه الاشكال المعلبه الجاهزة للعرض
فتجد من ينجح فى اجتياز مرحله ودراسيه حتى ولو كانت روضه حضانة يسارع بٱرتداء البالطو والكاب ويصنع ما يصنعه الحاصل على الدكتوراه فى السوربون وتنهال التهانى عليه مادام قدم الصورة الفيسبوكيه التى تستلزم التهانى
وهذا الذى طلب الدعاء بصورة اليد الممتده بالمحلول الملحى تقدم له التعازى والادعيه والابتهالات مثله مثل مريض السرطان فقد دخل فى نطاق المرض وزمره المرضى بإثباته التصويرى ليده بالمحلول
لا احد يخرج خارج الصندوق ويقدم شئ جديد وانما يكرر ويعيد ليثبت انه شخص فيسبوكى اصيل
فى تكرار ممل مريع فى العالم الازرق
حتى اصبح العالم الافتراضى عالم فرضى
تدخل اليه لتقرأ معلومة او تكتب خاطرة او تصنع قضيه
فتجد فروض غريبة فى المواساة والتهنئة والنقد والسير خلف القطيع
فى الاختلاف حياة وفى التشابه ملل
وفى الواجبات الانسانية والفكرية حياة لبشر يصنعوا ويختاروا ويعيشوا
وهذا الازرق مسخ كل شئ حتى اصبح الدخول اليه ماسخ مكرر مثله
وادعوكم لتذكر الحياة خارجه
فالنجاح كان لدينا زغروده وشربات ودرجه اخرى فى سلم التعلم وليس التعليم
والحب هو دفئ وسعادة ورباط ابدى بين حبيبين او زوجين او صديقين او اخوه واخوات
ولا علاقه له بهذه الاشياء الحمراء والافتعالات المزيفهوفى الصور المخادعه
وهذا الزواج كان فرحة ترقص فى عين رجل وامرأة وخاتم بسيط فى مناسبة متواضعه او كبيرة لا يقام فيها كثيرا حساب المكان ولا تهتم بلوكيشن تصوير ولا ملابس سهرة وانما مايزين الصورة كان دفئ الصورة وفرحة اصحاب الصورة
والتعليم ليس بوابة للشكوى المستمرة والصور المقبضة والاحوال التى لاتسر فغالبا اصحاب المعاطف السوداء المحتفلين فيما بعض هم المكدسين فى الصورة المقبضة فى الفصول فى مرحله اخيرة من التعليم
والمرض ابتلاء واختبار من الله لعبد من عباد الله لايجوز ان يكون تجارة لجمع التعليقات الفاترة ولا لدرء الحسد المحتمل كما يظن اصحاب الصور
والدولة هى نحن فى كل مكان ومجال هى طموحاتنا واحلامنا وهمومنا واشغالنا وشوارعنا وبيوتنا والنظام المكلفين بإقامته جميعا وليس حاكم وحقوقى وكلام مكرر عن مشاكل وانتقادات نحن جزء اصيل منها
ارجوكم اخرجوا خارج الصندوق الازرق ستجدوا عالم اخر يتنفس خارج العالم الافتراضى الجاهز المعلب

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً