بقلم / محمد فرج الله الشريف
سقطت إثيوبيا في براثن الحرب الأهلية ودقت طبول الحرب وأعلن النفير على كل الجبهات بعد أن تقدمت جبهة تيجراي وحلفاؤها التسعة نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وكبدت قوات آبي أحمد خسائر فادحة وأسرت الآلاف من قواته وسيطرت على طرق استراتيجية حول العاصمة
أما عن آبي أحمد الذي فقد صوابه واختل توازنه إثر الهزائم المتلاحقة بعد حالة الاستعلاء والتكبر الذي كان يتعامل بها مع القضية في بدايتها مثل منع أي وساطة للتدخل لحل الأزمة حتى الاتحاد الإفريقي فكان يرى أنه قادرعلى إنهاء القضية بضربة عسكرية قوية يسيطر بعدها على الإقليم ثم يقدم قادة الإقليم للمحاكمة .
وإذا به الآن يستنجد بالاتحاد الفريقي للضغط على التيجراي للانسحاب من محيط العاصمة ثم يدعو للحشد الشعبي المسلح والدفع بمليشيات لمواجهة التيجراي وأخيرا ما أعلنه اليوم من نزوله بنفسه إلى ساحة المعركة وتفويض وزير خارجيته بمهامه في محاولة لاستجداء شعبه للتصدي وإيقاف جبهة تحرير تيجراي قبل السيطرة الكاملة على العاصمة .
ومن ناحية أخرى فإن الارتباك الذي أصاب آبي أحمد جعله يرتكب العديد من الأخطاء في إدارة الأزمة كطرد عدد من أعضاء البعثة الدولية التابعة للأمم المتحدة ومنعه وصول قوافل الإغاثة للاجئين وصار رجل نوبل للسلام مجرب حرب بامتياز ويده التي حملت جائزة نوبل ملطخة بالدماء يد تحمل السلاح ويد تحرك المليشيات
أما عن أمريكا فقد دخلت على خط الأزمة بقوة بعد منح آبي أحمد فرص عديدة أهدرها كلها فحركت قواعدها المتواجدة في جيبوتي لتكون على أهبة الاستعداد للتدخل لإيقاف الصراع الدامي
أما إسرائيل التي كان أبي أحمد طفلها المدلل بات طفل خطيئة تريد أن تتبرأ منه وعارا تفر منه ورأت في هذا الصراع خطورة على اليهود الإثيوبيين المعروفين باسم ( الفلاشا ) البالغ عددهم حوالي 8000 يهوديا فتعالت الأصوات داخل إسرائيل تطالب بسحبهم ونقلهم إلى إسرائيل
أما مصر فهي تعرف هدفها ووجهتها جيدا ومؤشر بوصلتها يتجه نحو مساره الصحيح تدافع بنزاهة وشرف عن قضيتها العادلة وحقوقها المائية التي وضعته خطا أحمر وذراعها العسكري قادر على فرض إرادتها وحماية حقوقها .