كتبت / عبير عيد سليمان
في لحظة ما تشعر أنك غريب عن هذا العالم ، تشعر وكأنك أتيت
من مكان بعيد لا ينتمي لهذه الأرض وما عليها
من ضجيج البشر وطريقة حياتهم ومعاملتهم
تشعر أن نُبل مشاعرك نقمة تدفع ثمنها يومياً
تحاول أن تجد لك لو فسحة صغيرة تعيش بسلام بها
كزهرة نمت بين صخور فتقتلك صلابة الواقع
، فهذا العالم واقعي وذو قلب طيب ، تبحث عن شبيهك فتجد أن هذا زمن الأقنعة
هذا يتعامل معك حسب عقيدته وهذا يراك حسب
نواياه والكل يترك فيك أثر لايزول مع الأيام تود الإنسلاخ عن ذاتك فلا تقدر فتبقى محبوس بداخلك
تحاول أن تبكي وتبلل نفسك بالدمع لتعيد تشكيل ذاتك لتصبح أشد قسوة وأشد لعنة وأشد صلابة فتجد نفسك أكثر طيبة وأكثر طيب لا تنتهي
في كل مرة تقابل أحدهم يقتل بك أجمل جزء
فلا تدري من تلوم نفسك أم هو وكلما قتل بك جزء
بعض بقاياك تموت وبعضها ينحسر بداخلك تحاول إخفاء ماتبقى منك على قيد الحياة لتعيش بأمان
ستحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجفف منابع
الطيب بداخلك لكن ستجد أنك نهر متدفق لاينضب
وتؤمن أنك خلقت هكذا ولهدف ما ..
أريد أن أقضي ما تبقى من حياتي في هدوء تام.. لم أعد أستطيع خوض صراعات جديدة فلقد استهلكت طاقتي في معارك قديمة كنت أنا دائمًا الطرف الخاسر فيها ..لا أريد أن أُستَنفذ تحت طائلة العتاب.. أبحث عن أشخاص لا يهددون
دائمًا بالرحيل.. لا يجيدون العتاب واللوم لا يطيقون الخصام لا أسعى لإرضائهم فـهم يتقبلونني بكل ما في من مساوئ ومميزات.. أبحث عن الطمأنينة واللين في التعامل.. أبحث عن الدفئ ..تعبنا من صراعات العلاقات الأجتماعية من استنفاذ قلوبنا ومشاعرنا بلا مقابل.. من كوننا الطرف الذي يغفر ويتجاوز ويسامح سريعًا.. حتى أحلامنا تنزلق بعيدًا عنا ..ما أرجو أن أصل إلى ما أريد، أستريح قليلاً من الركض والسعي والمسؤوليات ..أنا فاقده للشغف تمامًا.. لا أعرف متى انطفأ قلبي وأصبحت كل الألوان في عيناي باهتة وباردة..لا أعرف متى أصبحت بهذا الهدوء ورغم هذا ما زلت أواصل الركض والسعي وأتظاهر بإنني في أفضل حالاتي.. لكن ما أعرفه جيدًا أنها ضريبة خوض المعارك والصراعات المستمرة مع الحياة حتى انطفأت تمامًا !!!!
اللهم كن ونيسنا في زمن اصبحنا فيه غرباء…..,
بقلمي .
عبير سليمان