حامل الجائزة السحرية


….
بقلم / غادة العليمى

لست من المهتمين بشئون الرياضة ، وليس لدى إلمام كامل بقواعد توزيع الجوائز العالميه ، ولم اكن ابدا ممن يتابعون مسابقات السوبر ستار من ملوك الاقدام الذهبية ،
وكل متابعتى لهذا الزخم من الاسماء والاهداف والمبارايات لكؤس العالم والقارات كانت للحظات قصيرة من طرف عينى بلا اهتمام وأنا اقلب بالريموت فى قنوات الفضائيات لانتقى فيلم للسهرة او برنامج توك شو مسائى
واخر عهدى بأسماء وصور نجوم كرة القدم هو ما كنت احمله كغلاف لدفتر واجباتى المدرسية من كشكول يحمل صورة لمارادونا اسطورة الاساطير فى عصره
وهذه الرسومات على التيشرتات القطنية التى كنا نرتديها فى المصايف وفى البيوت فى ليالى الحر وقت السمر والسهر والتى تحمل وجه رونلدينوا أو ملامح بيكهام التى كانت تزين الملابس
أوقات قليلة فقط هى التى استرعت انتباهنا حين دخلت مصر لكأس العالم فى أوائل التسعينات فتابعنا وشجعنا وخرجنا بهدف مجدى عبد الغنى الواحد الوحيد الذى ظل يذكرنا به لعقود حتى ندمنا عليه
ودخلوها للمرة التانية فى اواخر الالفينات وخروجها كضيفه شرف وايضا ندمنا عليه
وهذه الفواصل الرائعة بمباريات كأس الامم الافريقيه التى تحمسنا للتشجيع والمشاهدة بحكم الوطنية وليس بحكم الشغف
حتى ظهر موو صلاح فلم يترك ولم يزر احد الا واجبره على الشغف والمتابعه والفرح والحزن معه
لم يكن صلاح بطل كروى فى الملاعب
ولكن كان نجم ملهم فى كل مجالات الحياة
تستطيع ان ترى فيه نفسك وتشاهد فيه وانت تمنى على الله اخيك أو ابنك
بإبتسامته الطيبة وصورته الهادئة التى بدأت تزاحم نجوم العيار الثقيل فى البوسترات المعلقه على جدران المقاهى وصالونات التجميل والنوادى وكراسات الطلبة واشهر واكبر المجلات العالمية
وفى كل جائزة يفوز بها
نفوز نحن قبله
ومع كل نداء له من جماهيره بالمعلب ينادوننا معه ويشجعونا قبله لانه الملك المصرى ونحن المصريين الذى ارتضيناه ملك لنا بأخلاقه ومهارته واصراره وطموحه الذى رفع سقف طموحنا حتى وصلنا معه الى جائزة افضل لاعب فى العالم بشهادة الجماهير الانجليزيه والعالمية والبرامج الكرويه فى كل بلاد الدنيا
ورغم ان ملكنا المصرى لم يفوز بالجائزة التى استحقها عن جدارة حقيقية
الا انه فاز بجائزة اكبر واعظم ليست جائزة محبة الجمهور فهم يحبونه بدون شك من قبل ان يترشح للجائزة من الاساس
ولكنه فاز بجائزة اخرى فى قلب ١٠٠ مليون جائزة الملهم
جائزة الساحر
جائزة الدليل لكل تائه او ضائع أو يائس
حصل صلاح على مفتاح الصندوق الاسود الذى دخلناه منذ عقود وعصور وفتحه ونشر النور فى ربوع النفوس اليائسه وأشار لنا بالخروج لنستطيع ان نجرى فى ارض الطموح ونحن نرى واحد منا سبق ووصل وتربع على عرش طموحه غير مكتفى بما صنع ومازال يصنع
الهمنا صلاح انه بالفعل من جد وجد من الممكن ان من يزرع يحصد واننا نستطيع وان العالمية ليست غريبة علينا
وان كليات القمة التى يتحطم من لا يدخلها ليست نهاية العالم وان كل صاحب موهبه من الممكن لو طور موهبته يكون ملك لاهل بلده
فعل صلاح مالم يفعله كل معالجى التنمية البشرية فى كل جلساتهم
جعل الصغار تتطلع فى مرأتها كل صباح وترى انها فى يوما ما ستكون موو صلاح الملك المصرى
رااعو ملوككم يا سادة فثمة ملك جديد اليوم يتجهز ليحمل التاج من موو صلاح
حامل الجائزة السحرية الاقوى من مليون افضل لاعب فى العالم
فهو افضل من افضل لاعب فى العالم

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً