“
كتبت: سحر عبد الفتاح
إن فعالية “الأقصر… طريق الكباش” التي أقيمت يوم الخميس الموافق ٢٥ نوفمبر الماضي وما تضمنته من تصميم للديكورات والأزياء الخاصة بها جاءت جميعها مستوحاة من موكب عيد الأوبت الذي كان يُقام في مصر القديمة وليست صورة طبق الأصل منه، حيث تم إجراء بعض التعديلات الطفيفة بوجهة نظر معاصرة بما لا يتعارض مع المعتقدات المصرية القديمة والحقائق التاريخية.
وأوضح المهندس محمد عطية، المشرف الفني ومصمم الديكورات الخاصة بموكب طريق الكباش وأغنية المطرب محمد حماقي، أنه تم الاعتماد خلال عملية تصميم ديكورات الموكب على المراجع العلمية والنقش الموجود على أحد حوائط معبد الأقصر والمدون عليها كافة تفاصيل موكب عيد الأوبت منذ إنطلاقه من معابد الكرنك حتي وصوله إلى معبد الأقصر مرورا بطريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميا بطريق الكباش.
كما أن تصميم المراكب الثلاثة جاء مستوحى من الزوارق الثلاثة المقدسة الخاصة بالثالوث المقدس للأقصر (آمون وموت وخنسو) والتي كانت تستخدم في عيد الأوبت في مصر القديمة ولكن تم تغيير أحجامها لتكون أكبر قليلا حتي تكون واضحة سينمائيا وليتمكن المشاهد من رؤيتها أثناء الفعالية، مشيرا الي أن طول المركب الأصلي كان يبلغ حوالي 5 أمتار تقريبا بالحافة أما المراكب التي تم استخدامها في الفعالية بلغ طول كل واحدة منها 14 متراً.
هذا بالإضافة إلى أنه تم تصميم حامل لنقل الهدايا كمحاكاة لما كان يقوم به المصريين القدماء أثناء موكب عيد الأوبت من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر عبر طريق المواكب الكبرى.
وأضاف أنه تم وضع كافة الإكسسوارات والإضاءات اللازمة على جانبي مسار الموكب والتي تمثل ما كان يتم خلال احتفالية عيد الأوبت قديما، كما تم تصميم ملابس وأزياء الراقصين والعازفين والموسيقيين والفنانين المشاركين بشكل يحاكي ما كان يتم خلال هذه الاحتفالية قديما.
كما أوضح أن الديكور الذي تم تصميمه أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر، كان على هيئة قرص الشمس، حيث كان يصطف حوله الشخصيات المختلفة من الراقصين وقارعي الطبول ولاعبي الأكروبات لاستقبال الموكب لتعلن عن بدء الاحتفالات أمام معبد الأقصر ووصول المراكب. أما تصميم المسرح الذي كان يوجد بمعبد الرامسيوم بالبر الغربي للأقصر والذي عُرض عليه بعض لقطات الاحتفالية فكان مستوحى من تصميم مفتاح الحياة رمز “العنخ”.
وأوضح المهندس محمد عطية أن تنفيذ مشهد عرض البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك، والذي كان جزء من “إطارات” كبيرة تم تصميمها للأنشودة الموازية لموكب عيد الأوبت، كان تصميمه معقدا جدا واستغرق تنفيذه سبعة أيام من العمل المتواصل حيث تم إقامة مسرح من الخشب تحت مستوى مياه البحيرة المقدسة بحوالي 5 سم حتى يحدث التفاعل بين الراقصين والمياه ولا يكون مجرد مسرح فوق المياه.
وأضاف أن المنصة والفلائك والذهبيات في النيل يجسدون احتفاليات المصريين في النيل، حيث كان يتضمن عيد الأوبت إقامة احتفال في النيل واحتفال آخر في البر ، حيث كان يوجد في النيل الفلايك المضاءة وفلايك المجاديف التي توجد بها الشمس المشرقة والمنصة التي عليها الراقصين.