قصص الحب عند الفراعنة موقع المتحف المصري


بقلم الكاتبة /سلوي عبد الحميد

عرف المصريون القدماء، كيف يحتفلوا بالحب في حياتهم قبل أن يخترع الغرب عيدا للحب. لقد كان الحب عند الفراعنة موضوعا دارت حوله العديد من الأساطير وتحدثت عنه الكثير من الأشعار والأدبيات التي نقلت لنا صورة وطبيعة الحب والتعبير عنه في تلك الحضارة الموغله في القدم، وعن المشاعر العاطفية والرقة في التعبير بما يؤكد أن ألفاظ الحبيب والمحبوبة كانت تجري علي ألسنة قدماء المصريين وحتي عصرنا الحالي.
تعد قصة الحب الأسطورية الخالدة بين إيزيس وأوزوريس من أروع قصص الحب الأسطورية التي شغلت العالم لقمة الوفاء والإخلاص والحب الذي لم تعرف البشريه مثل له من قبل او بعد. فقد كان اوزوريس حاكم علي مصر تميز بالعدل والوفاء والقوة في نفس الوقت وساد عصره السلام والوئام، لكن دائما للغدر والخيانة مكان في الطبيعة البشرية فلقد غدر به أخوه ست وقتله وإلقي بجثته في النيل ولكن إستطاعت الزوجة المحبة إيزيس ان تجد الجثة لكن ست لم يكتفي بهذا فاستطاع ان يأخذ الجثة ثانية وان يقطعها إلي 14 أو 16 جزء ويوزعها علي أنحاء البلاد إلا ان إيزيس الوفية استطاعت ان تجمع الأجزاء وتعيد تكوين الجثة لتعيده إلي الحياة بسحرها الذي تميزت به واستطاعت ان تحمل منه ولما كان عودت أوزوريس للحياة الطبيعية أمر صعب فقد ظل ملك علي مملكة الموت إلا أن حورس ابنه الذى أنجبته إيزيس ملكة الجمال، استطاع أن يحارب عموه ست ويتغلب عليه ويحكم البلاد وقد اتخذه المصريين القدماء مثالا إله الحب ما اعظم الحب والوفاء في هذه القصة الأسطورية الرائعة.
ومن قصص الحب قصة نفرتيتي وحبها لزوجها إخناتون الذي وقفت بجانبه في رحلته الديانة وتوحيد الألهه وذهبت معه إلي تل العمارنة رغم كل المعارضة التي لقيها والمشاكل والمتاعب التي واجهته إلا انها صدقته وساندته إلي النهاية.
ومن قصص الحب الحديثة عن المصريين القدماء حب كيلوباترا وانطونيوا تلك القصة التي إستمرت وقهرت كل الموانع وكل الحواجز والمعارضات التي وجهت لها لقد قهرا كل السدود ولم تعترف بالموت نهاية فلقد إنتحرت كيلوباترا عقب مقتل انطونيوا في أخر معاركه وماتت بين يديه معلنة تحديها للموت وليكن حبها حب خالد حتى الموت ولكي تتلاقي أرواحهم في الأخر كما تلاقت في الدنيا. هذا الحب وهذا هو الوفاء في الحب.
وذكر نص قديم أكتشفه عالم المصريات سويزو انه لإعداد شراب للمحبة يكفي الحصول علي كمية صغيرة من دم الأصبع البنصر – الواقع بين الأصبع الوسط والصغير – باليد اليسري والذي يتطابق مع الطحال وكان يسمي هذا الأصبع بإصبع القلب … لكي تدب المحبة في قلب الحبيب.
وربما يفسر ذلك سبب وضع خاتم الزواج في الأصبع البنصر باليد اليسري في الوقت الحالي.
فمن منا الآن يعرف هذا الحب ومن منا يستطيع أن يضحي من أجل حبيبه وإلي أي مدي يستطيع ذلك. من من يعشق من أجل العشق، من منا هام شوقا وذاب في ثنايا حبيبه حتي أندمجت أرواحهما فصارا قلبا واجدا يحي في جسدين وروحا واحدة هائمة في سماء العشق حيث لقاء الأحباب يجوب كل الأماكن ويقتحم كل السدود والموانع ليصل لدنيا العشاق. من عرف ذلك الحب فقد عرف سر الحياة.

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً