نهاية الإنبهار …

د. وفاء ابوهادي
مستشارة اعلامية وكاتبة
مدرب معتمد …

كل شيءٌ وله نهاية
قاعدة لا محيص عنها
وهي تنطبقُ في حالات مشاعرنا التي تمر بمراحل عديدة
واخرها الفراق
نعم الفراق ..
هو الفاصل لكل مراحل الحب والهيام
والشغف والجنون
والأشتياق والحنين
والوعود بعدم التغير وغير ذلك من مراحل تمر بها المشاعر لتصل الى شيوخة العمر وتنتهي
ولا يحاول أحد أن ينكر هذا
فهي حقيقة وشواذها قليلون
ان لم يكونوا نادرون
وسأخبركم متى تأتي هذه اللحظة
بعد أن يخفت الإنبهار …
وبعد تعودك على اسلوب التوسل والرجاء فيصيبك ملل القلوب التي لا تملك من حقيقة المشاعر إلا توقيتاً محدود ..
وقتها سأعود شخصاً عادياً ولن ترى بعدها اشياءٌ تميزني
وما كان بالأمس يطرب قلبك فيني اصبح الآن لا تشعره
وتحول كل ما حولي وعالمي
ومشاعرك اتجاهي
مجرد ومضات وانتهت
كفيروس انفلونزا جاء فهز جسدك
وتلاشى فنسيت وجعه
ومرارة ذاك الصداع الذى لازمك
اشبه بالشوق الذي كابدك
فبرأت منه ..
اصبح ذكري مملاً..
وغاب وقت العتب
واجتثت ساعات الحنين
وانتهت كل ما كان بالأمس يؤرقك
ستاتي لحظة الفراق عندما تمل السؤال عني
وتنام بعمق
وتأكل بشراهة
وتبتسم لكل مارٍ
حتى الجماد تبتسم له
وتبدأ بإنتقاء عطرك
واختيار اجمل هندام عندك
وتشعر بمن حولك شعور مختلف
سنفترق عندما تمر ساعات طويلة ولا تحادثتي أو اطرأ على بالك
ولا تشعر بأن شيء ينقصك
ستأتي لحظة الفراق عندما يبدأ رصيدك بالنفاذ
من كل شي يخصني
وستبدأ مرافعات الدفاع فتخبر تلك الروح المتلونة
لقد مللت وانا احاول ارضاء هذه الأنثى …..
لقد اوقفت حياتي في مراحل كنت بأمس الحاجة اليها وانا اغدق حبي عليها

وتلوم نفسك كثيراً
وتوجد لها مبررات كثيرة
لتُظهر صورتك كالحمل الوديع
العاشق الذي بذل الكثير
الصبور الذي علم الصبر من صبره
وتمضي عجلة الزمن حسب ما تريد
وتسمع صوت ضمير من صناعة يديك
وتصنع الاعذار لكل ما سيحدث
وانه من حقك
وانه فات الكثير عليك
وبهذا سيكون الفراق له وقعاً مختلف
فأنت لم تسعى اليه
ولم تكن سبباً في وجوده
وامور كثيرة
وكثيرة ..!!
اعلم ايها المعتوه كم انت شخص محتال على نفسك قبل أن تكون علي..!!
اعلم انك مجرد رجلٌ آلى مبرمجٌ على توقيت معين
وانك في عداد الموتى بالنسبة لي
وانك لم تكن غير قصة قصيرة لم استنفذ فيها افكاري
ولم تاخذ من وقتي غير القليل
فهناك قصص كثيرة لا تتضمن معنى أو يكون لها نجاح وظهور في حياتنا
لذلك جاءت لحظة الفراق لتثبت انها قصة قصيرة كاذبة
وملفقة احداثها بطريقة لا تستحق التدوين
وليس لها مكان بلحظات الوجود الحقيقي …!!

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً