الذئاب المسعورة لاتعرف كلمة وطن

كتبت /سلوي عبد الحميد

نكتب يوميا عن الفساد وتطالعنا وسائل الإعلام والبرامج وتستضيف بعض مسئولي الهيئات والشركات وبعض من رؤساء الأحياء وفئات كثيرة ممن يتقلدون مناصب في كل المجالات ويتحدث عن الشرف والعفة والوطنية وإنه لايوجد مثله ونجلس نشاهد ونتعجب إذا كنا نعرف عنه إنه مصدر من مصادر الفساد وإنه في سنوات مضت كان ينتمي إلي الإخوان أو لاينتمي إليهم بل كان في حزب كله تمام علي سبيل تكدير البشر وعندما يسأل عما قدمه يذكر انجازات لايعلم عنها شيئا بل مجرد شو إعلامي وممكن يقدم خدمات نظير ظهوره المتكرر حتي يسلط عليه الأضواء وبعد ذلك يجلس ويترقي إلي وكيل وزارة محافظ وزير رئيس قطاع رئيس هيئة وغيره.وتتعجب من كل ذلك إذا كان أحد علي مقربة ويعلم علم اليقين إنه ناهب أموال الهيئة التي كان يديرها وليس هذا فقط بل كان يلجأ لوضع من هم يساعدوه علي إنجاز الفساد ويرقيهم لأنهم قدموا الولاء والطاعة له وهم صبية له ويظهر أمام الإعلام بصورة البرئ الوطني الذي يضحي من أجل الوطن وإذا حاولنا أن نعلم ثروته وشركاته فتأكد إنه قدمها لابنته وابنه وزوجته خلاف ذلك لو كان في هيئة مثل السكك الحديد أو الجمارك والصحة والتعليم والموانئ والبترول علي سبيل المثال سوف تشاهد العجب يرسي المزاد المخلفات علي أشخاص بعينهم وتكون المخلفات سعرها يفوق أضعاف ماتم دفعه ويتم أخذ الرشوة التي جعلته يسرق الدولة وكذلك يفتح زوج ابنته أو بنته شركة ويعين فيها أشخاص ويتقاضون رواتبهم من المؤسسة أو الهيئة وليس فقط الصفقات عندما يتم طرح صفقه للمؤسسة أو الشركة يقوم سيادته بالتحاور مع من يعرض عرض ويدرك غرضه وتكون السلعة رديئة أو تالفه كالصفقات اللحوم وغيرها وطبعا يتم الخروج من تلك الصفقة بألاف الجنيهات ولأنه انعدم الضمير ومات وليس كذلك فقط بل إذا تابعت هاتفه الذي هو قديم حتي لايتم متابعته لوجدت مصائب الفجر البشع والفساد المدروس المقنن ويظهر بصورة الشريف الوطني ونجد السر عند المقاول يتم عمل صيانات في مكان ما تكون سعر الشئ علي سبيل المثال عشرة ألاف ويطرحها بخمسين ألف والأربعين تحت الترابيزة وبالطبع الأمر لايسلم بل هناك صبيان لهذا الناهب يجمعون له الولائم والغنائم من كل صوب وحدب وإذا وقع أحد من الصبية سرعان مايتم توكيل محامي ويأتي التهديد إذا بوحت بشئ هنفعل معك مالايحمدعقباه والعجيب إن هذا الشخص الكثير يعلم عنه هذا وله أصدقاء في كل المجالات حتي يقفوا معه ويبلغونه بما يحدث أول بأول من خلال هاتف خاص ويدينون له بالولاء والطاعة والسبب يعود إلي العزومات الفاخرة التي تتكلف ألاف والملاهي الليلية والهدايا القيمة والتعيينات طبعا في يديه سبحه وعندما يجلس يتحدث تتأكد تماما أنه شريف شرف لامثيل له وإذا قمت بتقديم شكوي عن فساده تحفظ ولاتر منها آثار بالطبع يداري نفسه في حضور مؤتمرات وطنية وعلم مصر علي مكتبه والأغاني الوطنية دوما علي نغمة هاتفه من منا فاسد ياسادة ؟من ينهب الوطن ؟ومن منا يمتلك السيارات الفارهه وراتبه لايتعدي خمس ألاف جنيهات أو زيادة عن ذلك ومن يوافق علي الصفقات المضروبة من صاحب الشركات من الباطن لابنته وزوجها وابنه وزوجته ابحثوا عن زوجة كل مسئول أو أبنائه وزوجاتهم راقبوهم وراقبوا من أين لك هذا ومن اكتسبه وفيما انفقه المواطن يضار من هؤلاء الفاسدين الناهبين للدولة وإذا تحدثت وكنت جريئا تلفق لك تهم لايعلمها إلا الله ونسي كل مغتصب حق الدولة قول الرسول صلي الله عليه وسلم (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة )رواه البخاري حيث أن من استغل منصبه من أجل القيام بأعمال وخدمات لمجموعة من الأشخاص بشرط الحصول علي مقابل مادي ويروغ كما تروغ الثعالب لأنه يقوم بوظيفة الثعلب المكار والقرد الذي يصعد علي الشجر والحاوي الذي يداعب الثعابين لأنه يعلم مطلبها ويعلم جيدا جعلها كالدمية يحركها كيفما شاء وفي أي إتجاه يريده وكل ذلك إذا بحثنا عن الصفقات المشبوهه من لحوم فاسدة ومن فراخ وأطعمة ومن بيع الخردة ومن تعيين من ليس له حق وغيره أحق منه إذا قمنا في كل هيئه وشركة ومؤسسة نجد مافيا مجموعة من الأشخاص يتبعون لكبيرهم في خدمته مستعدين ومتأهبين لنهب طائعين له ولو حدث تم تعيين شريف يلفقون له التهم ويتم ازاحته بسرعه لعودة المستنقع لأنهم تعودوا علي الرائحة الكريهه العفنه كالرائحة الصرف الصحي إذا جردنا كل مافي الدولة وفحصنا وتمعنا لوجدنا هؤلاء ينسجون شبكة لهم مثل شبكة العنكبوت ويعرفون بعضهم ويشمون رائحتهم ويتجمعون علي التوحش والنهب ناهيك عن الأيادي القذرة الملوثة ويجلس كأنه الشريف الأوحد وقد قال الله عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )سورة الروم إلي متي تظل بلدنا في حالة نهب من هؤلاء الذئاب المسعورة ؟وإلي متي يظل هؤلاء بعيدين كل البعد عن عيون الرقابة ويترقبون حالات الخطر فيأخذوا الحيطة لأن لهم أعوان في كل مكان يخبروهم بما يحدث وهل نقتدي ونشعر أن هناك نماذج مشرفه فانظروا جيدا عن وزير الإسكان السابق النظيف الشريف المهندس حسب الله الكفراوي الذي كان يضرب به المثل في النبل والشهامة والوفاء للوطن تلك الوطنية الحقيقة تقوي الله ونظافة اليد وطهارة النفس من أجل بلدنا مصر ولكن من تعود علي النهب تبقي يده قذرة ليس له قدرة علي الشرف هل نسينا العظيم سيادة اللواء السابق أحمد رشدي وزير الداخلية نموذج يحتذي به أجيال وأجيال لم تنس هذا الجليل رحمة الله عليه بلدنا تحتاج إلي أمثال هؤلاء في كل ربوعها وأرجائها مصر ياسادة تحتاج إلي الإخلاص وإزالة هؤلاء الفاسدين الناهبين ومحاكمتهم ورصد كل أموال ذويهم الوطنية ليست شعار يقال ولانشيد يذكر بل خوف وقلق وإخلاص للوطن الوطنية عمل وبناء وتحدي لكل الصعاب وإزالة كل المعوقات من أجل مصر الوطن وزرع مصر داخل حنايا القلب والوجدان وعشقها بين الروح وأن تكون هواها في لسانك وفي دمك تمجدها وتبنيها وتراعاها بروحك ودمك مصر الوطن تحتاج الحب والعمل العشق والأمل

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً