كتبت -اسماء رزق
دشّن النادي الثقافي برنامجه الثقافي لهذا العام بندوة عن تجربة الشاعر عبدالعزيز المقالح الإبداعية والشعرية في ندوة تكريم ( الشخصية العربية الثقافية لعام 2021) تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة تضمنت قراءات نقدية في إنجازه الشعري والأدبي شارك فيها الدكتور إبراهيم عبدالرحيم السعافين، والدكتور محمد عبدالسلام منصور، والدكتور سعد علي التميمي، والدكتور محسن بن حمود الكندي وأدار الأمسية الشاعر إبراهيم السالمي.
في بداية الندوة التى أدارها الشاعر ابراهيم السالمي قدم الدكتور محمود بن مبارك السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة للنادي قال فيها أن هذا الاحتفاء يأتي ليعكس تفاعل النادي الثقافي مع الثقافة العربية ورغبته في مدّ أواصر التعاون بين الثقافة العمانية والثقافة العربية من خلال المؤسسات المعرفية والثقافية العربية رغبة في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في عمان.
وأضاف «السليمي» إن مثل هذه الندوات والحوارات التي ينظمها النادي الثقافي، ويشارك فيها مبدعون عمانيون وعرب بالتأكيد ستحقق الأهداف التي رسمها النادي من خلال تعزيز مسيرة الثقافة والعمل على نشرها بين المجتمع من أجل خلق فضاء معرفي يقوم على الحوار والتفاعل. بعدها ألقى الدكتور سعيد الزبيدي قصيدة بهذه المناسبة.
بعد ذلك قدم الدكتور إبراهيم عبدالرحيم السعافين ورقته في الندوة بعنوان «عبدالعزيز المقالح النّاقد الموضوعي» قال فيها: إن نظرة شاملة على منجز «المقالح» الشّامل يجعلنا نقف أمام ناقد جمع فأوعى، واستوعب ثقافة عصره وربطها بتراث أمّته وتراث الحضارة الإنسانية. ومن هذا المنظور نستطيع أن نقرأ رؤيته لحركة الشعر الحديث وخاصة التحوّلات الشكلية والإيقاعيّة، فقد نظر بتسامح إلى تحوّلات القصيدة من شكل الشطرين/ البيتي، إلى شكل التفعيلة، إلى الشكل المسمّى قصيدة النثر حين سمّى ما بعد التقليدي القصيدة الجديدة ثم القصيدة الأجد..
لقد وقف عبد العزيز المقالح عند قصيدة الشطرين أو القصيدة البيتية كما أحبّ أن يُسمّيها موقف الناقد الموضوعي الذي لم ير الشّكل الخارجي الفيصل في الحكم على القصيدة، فلا العمود أو البيت يعود بالشعر إلى الرجعية والتخلُف والجمود، ولا التفعيلة أو نبذ الموسيقى الخارجية هو الدليل إلى الحداثة، فمعيار
الجودة لدى المقالح الأصالة والشاعرية والتعبير عن حاجات الإنسان وأشواقه بلغة جديدة تتجاوز الرّاهن وتتخذ مسالك أسلوبية قوامها التجذر في المنجز التّراثي والتجاوز في الأسلوب والتعبير بما يشكل ظاهرة أسلوبيّة فريدة.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور محمد عبدالسلام منصور في ورقته «أيقونة الثقافة اليمنية»: إن هذا الكم المتنوع من حصاد سنين المقالح، بقدر ما رفد، الجانبُ العملي منه، نهضةَ المجتمع اليمني وتحرره، من قيود التخلف، أسهم، جانبه الفكري والإبداعي، في إثراء الثقافة اليمنية، العربية، والإنسانية، وأسهمت مقالاته المنشورة في الصحف اليومية والدوريات الأدبية، إسهاما كبيرا، في عصرنة الرؤى، إلى القيم الجمالية، في الفنون والآداب، الأمر الذي كان له أثر في تطور وحداثة الإبداعات اليمنية، ومنها بخاصة الإبداع الشعري والسردي، فارتقت، تبعا لذلك، الذائقة الجمالية، لدى النقاد والقراء، بأعماله الأدبية الحداثوية، بهذا تحديدا انشبكت نشاطاته العملية والنظرية والإبداعية ، بآمال الناس وأحلامهم في أن يحققوا لأنفسهم، بأنفسهم حياة أرقى وأسعد.
واستعرض الأستاذ الدكتور سعد علي التميمي جدلية الدستوبيا واليوتوبيا في شعر عبد العزيز المقالح وقال: إنّ المتتبع شعر المقالح يجد أنّ الحزن كان حاضرا فيه بقوة، وهذا ما يعكسه المعجم الشعري الذي تغلب عليه معاني الحزن والألم والقلق، وذلك لقربه من معاناة الوطن وتفاعله مع قضيا الشعب، إذ عالج في شعره موضوعات عبّر من خلالها عن القضايا الكبيرة من الحروب والفقر والجوع والجهل التي عانى منه الشعب لزمن طويل ،إلاّ أنّ ذلك لم يمنع المقالح من بعث الأمل بالحرية والسلام والجمال بين الحين والأخر لاستنهاض الهمة والمبادرة في تغير الواقع، فالشعر عند المقالح هو رؤية للعالم تمر عبر الحلم لاستشراف ما ينبغي أن يكون في عالم الواقع وعالم الحلم ،ففي عالم الشعر تكون اللغة جديدة غير مسكونة، أما الحزن فإنّ الشعر صوته النابع من ضلوع البشر وقد قدم في ديوانه (رسالة إلى سيف بن ذي يزن) أطيافا من الحزن الذي ارتبط بالطفولة والشباب ومازال حاضرا في واقع يئن تحت وطأة الانقسام والتشتت،وهذا ما دفع الشاعر يتساءل عن سر ملازمة الحزن للشعراء ،ولماذا كل الشعراء حزانى ،فالشعراء الذين يحملون قضية الوطن والشعب يتفاعلون مع الواقع المؤلم، مما يشحن لغتهم وصورهم وتراكبهم وألفاظهم بالحزن الأسى ،فالمعنى يتجلى في بنية القصيدة.
فيما قدم الدكتور محسن بن حمود الكندي ورقته بعنوان «الدكتور عبدالعزيز المقالح… شهادة لقاء.. لم يمحها الزمن» قال فيها يظل المقالح بتألقه الإبداعي وفكره الخصب المتقد الكارزمي المستنير- واجه اليمن السعيد بعيداً عما يكتنفها من منغصات، وأنت حين تزورها يأسرك اسمه منذ بداية الوصول فلا تكاد ترى غيره، فالرجل ملأ كيان بلده، وأوسعها تأثيراً بل ورسم خط ثقافتها الجديد، فكل مكتوب جديد في اليمن يذكرك به، و وكل منطوق بالحداثة مرتبط به انه الاسم الوضاء اللامع لليمن السعيد.
وفي نهاية الفعالية قدم سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة تكريم الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح (الشخصية العربية الثقافية لعام 2021) تسلمها بالنيابة عنه الدكتور محمد عبدالسلام منصور، كما تم تكريم الدكتور سعد علي التميمي، والدكتور محسن بن حمود الكندي والشاعر إبراهيم السالمي مدير الأمسية.