حاكموا ريان بتهمة الخيانة العظمى بقلم / محمد فرج الله الشريف


يا قادة العالم حاكموا ريان بتهمة الخيانة العظمى وإليكم الأسباب :
حاكموا ريان لأنه بمكر الطفولة كشف سوأتنا وأظهر عورتنا وكأنه يقول بلسان حاله أننا في عصر القنبلة النووية تهزمنا الكثبان الرملية .
حاكموا ريان لأن خمسة أيام وريان يكابر ويرفض الموت السهل السريع . يرفض الموت التلقائي العادي المنطقي
خمسة أيام وهو يوهمنا بالصمود والرغبة في الحياة ويكسب التعاطف وينال الدعوات ويلفت الأنظار ويغري الفضائيات ويجذب الكاميرات .
خمسة أيام وهو في الجب يتحرك ويتنفس ثم إذا أخرجناه مات . مات موتا سبنمائيا بطوليا دراماتيكيا ليصنع من نفسه يوسف الصديق .
حاكموا ريان لأنه مات بضجيج وصخب ولم يتخذ إخوانه من أطفال سوريا قدوة له , فقد ماتوا متجمدين في الصقيع في هدوء تام وبلا إزعاج أما هو فقد مات في الجب مستمتعا بالدفء الذي حرم منه أطفال سوريا ،
بل وفي كل يوم يموت الأطفال في الحروب بمثالية رائعة دون الصخب الذي أحدثه ريان عن قصد . ليعيد إلى ذاكرة العالم كل الجرائم التي ارتكبت في حق الأطفال بدءا بمحمد الدرة مرورا بإيليان وصولا إلى ريان .
حاكموا ريان لأنه أجهد قوات الأمن المدججة بأحدث الحفارات على مدار خمسة أيام تحفر أنفاقا طولا وعرضا رأسيا وأفقيا وفي كل زاوية واتجاه بتأن وصبر وروية ببطء بطيء متباطئ دون جدوى . ليرسل رسالة خبيثة مفادها : أن العالم لم يتحرك لإنقاذ الأطفال فهو يملك قلوبا قاسية كالأحجار ، يا له من لئيم !!!!
حاكموا ريان لأنه وضعنا في مأزق تاريخي حقيقي مع سيدنا يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام
فقد أظهر بشاعة أبناء يعقوب وأنهم لو أخبروا أباهم عن مكان الجب الذي ألقوا فيه يوسف لحفره بأنيابه وأظافره وأخرج يوسف حيا , فهنا ريان بمكر الذئاب لا يسيء للدولة فحسب بل يسيء لأبيه أيضا . ويظهر أن العالم أعينهم بيضاء من حزن .
حاكموا ريان لأنه أظهر أن الأطفال رخيصة وثمنها بخس فلم تمر قافلة وتدلي دلوها ولم يعرض أحد أن يشتريه أو يدفع ثمنا لإخراجه ولو بخس دراهم معدودة . فماذا يقصد ؟؟
ثم ماذا لو عاش ريان !!؟؟ أخبروني بالله عليكم !؟
هل كان سينقذنا من سبع سنين عجاف ؟ هل كان سيوحد الأمم ويجمع الشمل ويمنع حربا محتملة بين المغرب والجزائر ؟
هل كان سيفسر الرؤيا ويهزم الكهنة ويرفض التطبيع مع إسرائيل ؟؟
هل كان سيحل أزمة الصحراء الكبرى مع جبهة البوليساريو ؟؟
أنا أظن بل أكاد أجزم أن ريان كل ما كان يخطط له أن يدخل قصر الملك وقد نجح بدهاء ومكر أن ينعاه القصر الملكي ويتصل الملك بأبيه وأمه .
أي ريان هذا ؟
حاكموا ريان ولو غيابيا فريان خطير على أمن العالم .
ومن هنا أدعو الأمم المتحدة أن تضع بندا في ميثاق الطفل يمنع الأطفال من الموت بإزعاج وضجيج ويدعو الأطفال إلى الاستسلام للموت في أول محطة دون صخب , وينص على معاقبة أي طفل يشوه دولته أو يظهر عجزها قبل موته .
ولكم التحية .

حاكمواريانبتهمةالخيانةالعظمى

Loading

عبير سليمان

Learn More →

اترك تعليقاً