شهد صباح اليوم الخميس الموافق 24 فبراير/شباط 2022 مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين منظمة المرأة العربية واتحاد المحامين العرب، وبذلك بمقر المنظمة بالقاهرة.
مثلت المنظمة في توقيع البروتوكول الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة، ومثلت اتحاد المحامين العرب الأستاذة هدى المهزع الأمينة العامة المساعدة ورئيسة لجنة المرأة العربية بالاتحاد. وتم تبادل الدروع التذكارية بين الطرفين.
حضر حفل التوقيع وفد رفيع المستوى من السيدات والسادة أعضاء اتحاد المحامين العرب ولفيف من كبار الموظفين بمنظمة المرأة العربية وعدد من السادة الإعلاميين.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، وجهت الأستاذة هدى المهزع التحية للحضور الكريم كما نقلت للمنظمة وللحضور تحيات سعادة النقيب المكاوي بنعيسى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب معربة عن سعادتها بالتواجد في رحاب المنظمة وبالتعاون الذي يجري إطلاقه عبر البروتوكول.
وأكدت سيادتها أن المرأة في بلدها، مملكة البحرين، هي عنصر رئيسي في عملية التنمية وتمتد مساهمتها إلى جميع نواحي الحياة العامة بما في ذلك السياسة وأن الجهود تتواصل لتلبية احتياجاتها حتى تتمكن من اطلاق إمكانياتها والمساهمة بشكل كامل في المجتمع.
وأضافت الأستاذة هدى المهزع أن لجنة المرأة العربية باتحاد المحامين العرب لها باع طويل في الاهتمام بالقضايا الحقوقية للمرأة العربية، وتعمل على الاهتمام بالمشكلات التي تواجه المرأة العربية بشكل عام والمرأة والأسيرة الفلسطينية بشكل خاص وبحث العنف والضغط النفسي الذي تعانيه المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الصهيوني خاصة ملف الأسيرات ورفع هذه القضية لكافة المنابر الدولية.
وأكدت سيادتها على أن اتحاد المحامين العرب يعمل على تطوير لجانه الأساسية وخاصة لجنة المرأة التي كان لها الدور الأساسي في تعديل العديد من القوانين العربية الخاصة بالمرأة وإلغاء كافة أشكال التمييز ضدها، كما يحرص الاتحاد على دعم المحاميات العرب في أنشطتهن.
وثمنت الأستاذة هدى المهزع، التعاون مع منظمة المرأة العربية معتبرة أنها منظمة صاحبة مبادرات مهمة وتعبر عن الإرادة السياسية في الدول وتعمل على تكامل الجهود بين الإرادة السياسية العليا في الدول وبين المجتمع المدني والمجتمع الأهلي دعما لرسالتها في صالح المرأة.
وأعربت عن أملها أن تكون مذكرة التفاهم إطارا فاعلا لعمل مشترك يستهدف البحث في كل ما يهم المرأة من تشريعات وقوانين في الوطن العربي، معربة عن استعداد الاتحاد لتقديم المساعدة القضائية والاستشارات القانونية.
وفي نهاية كلمتها دعت سيادتها المديرة العامة للمنظمة للمشاركة في المؤتمر الدولي للمرأة الذي سيعقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 26 و27 مارس 2022 تحت رعاية اتحاد المحامين العرب تحت شعار: “المرأة العربية والمساواة أمام القانون – نحو ميثاق عربي لحقوق المرأة العربية”.
وفي كلمتها، رحبت أ.د.فاديا كيوان بوفد اتحاد المحامين العرب برئاسة الأستاذة هدى المهزع ووجهت التحية للأمين العام للاتحاد النقيب المكاوي بن عيسى. وأعربت عن عميق اعتزازها بالتعاون مع الاتحاد مؤكدة أنه سيشكل علامة مهمة في ذاكرة المنظمة.
وأوضحت سيادتها أن مسيرة المنظمة التي تكمل في هذا العام (2022) عامها العشرين قد شهدت اهتماما كبيرا بملف المرأة والتشريع؛ فتبنت المنظمة في بداية عهدها مشروع الدراسات المسحية الذي رصد المشروعات والبرامج الموجهة للمرأة في مجال القانون، فضلا عن نشاط المجموعة القانونية العربية التي قامت بمراجعة التشريعات العربية لجهة مدى تحقيقها للعدالة والإنصاف والمساواة في الفرص بين الجنسين، وأضافت أن المنظمة بادرت في محطة تالية من عملها على هذا الملف، ببناء قاعدة بيانات حول التشريعات العربية في علاقتها بالمرأة ممثلة في (مشروع ألف باء حقوق المرأة في التشريعات العربية)، الذي رصد وضع المرأة في جميع القوانين العربية، بحسب الوضع القانوني في كل دولة، وعلى هيئة سؤال وجواب مصاغ بطريقة مبسطة. لافتة إلى أن بيانات هذه القاعدة محدثة حتى عام 2018 وتعتزم المنظمة البدء في دورة جديدة لتحديثها قريبا.
كذلك لفتت سيادتها إلى أن المنظمة اهتمت بالمثل بدور القضاء في دعم حقوق المرأة الإنسانية في الدول العربية؛ فبادرت بمشروع مهم غطى في مرحلته الأولى الأحكام المستنيرة الصادرة في الدول العربية الأعضاء لجهة ضمان العدالة للمرأة وحفظ حقوقها الإنسانية على مدار عشرين عاما 1990-2010 ، ثم غطي المشروع في مرحلته الثانية -التي تم إطلاق نتائجها الشهر الجاري- عشر سنوات أخرى في الفترة (2010-2020) موضحة كيف كشف هذا المشروع عن الدور المهم الذي قام به القضاة في تطوير التشريعات العربية نحو تحقيق العدل والمساواة للمرأة على أرض الواقع.
وأوضحت سيادتها أنها شخصيا تحمل ذاكرة المنظمة منذ الإنشاء وليس فقط منذ تولي سيادتها مهام منصبها كمديرة عامة للمنظمة منذ ثلاث سنوات، حيث كانت عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة وواكبت كل مشروعاتها الرائدة مؤكدة حرصها على استكمال ودعم المشروعات وفتح مسارات جديدة لاستئناف مسيرة البناء والتطوير لصالح المرأة العربية.
ولفتت في هذا الإطار إلى اهتمامها بالتعاون مع البرلمانيين، من خلال ورش العمل التي تعزز قدرة البرلمانات العربية على الإحاطة بقضايا المرأة والتعامل معها بطريقة تضمن المساواة بين الجنسين، لافتة إلى مبادرة المنظمة بإعداد دليل استرشادي للبرلمانيين والبرلمانيات صدر في نهاية العام الماضي بعنوان (نحو برلمانات تراعي مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين).
وأبرزت سيادتها كذلك حرص المنظمة على توطيد أواصر التعاون مع البرلمان العربي وخاصة في وضع قانون استرشادي عربي في مجال مناهضة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله.
وأشارت بهذا الصدد إلى جهود المنظمة نحو التنديد بالعنف الذي تتعرض له المعتقلات والسجينات الفلسطينيات والسيدات ضحايا النزاعات المسلحة في المنطقة وحثت على ضرورة رفع الموضوع إلى مفوضية حقوق الإنسان بجنيف، وكذا إعداد ورفع مسودة قرار لمجلس الأمن بشأن مواكبة ودعم الناجيات من العنف خلال النزاعات المسحة والحروب والاحتلال والإرهاب. موضحة أن المنظمة عقدت بهذا الخصوص ورشة عمل إقليمية في أربيل بالعراق في الأسبوع الأول من فبراير الجاري ضمت ممثلين عن الآليات الوطنية والمجتمع المدني والسيدات ضحايا العنف، وأن المنظمة تعد حاليا (التقرير العربي حول مواكبة وتمكين النساء الضحايا والناجيات من العنف والإرهاب خلال النزاعات المسلحة وتحت الاحتلال الإسرائيلي) وتستعد لمناقشته في ورشة إقليمية تالية.
وأشارت سيادتها إلى أنها تعتز كثيرا بالتعاون مع اتحاد المحامين العرب، الأمر الذي يأتي ضمن مسار المنظمة المختص بالنساء والتشريع، مؤكدة أن المحامين والمحاميات لهم دورهم الرئيسي كونهم يتعاملون مع الحالات فرادي ويساهمون من ثمَّ في البناء التشريعي وأنهم أنهم رافعة لبناء الحداثة في العالم العربي إذا اعتبرنا أن أحد سمات الحداثة هي الانتقال من منطق الغلبة إلى منطق الحقوق على حد تعبيرها.
وأكدت سيادتها أن الضامن لتحقيق تقدم المرأة هو الشراكة الحقيقية بين النساء والرجال في الأسرة والمجتمع التي تقوم على العدالة والمساواة في الفرص والقناعة المشتركة بأهمية الدور الذي تقوم به النساء في بناء المجتمع.
وفي ختام كلمتها كررت سيادتها الشكر لسعادة الأستاذة هدى المهزع الأمينة العامة المساعدة لاتحاد المحامين العرب البحرينية الجنسية، منتهزة الفرصة لتوجيه التحية للسيدة فوزية زينال عضو مجلس النواب في مملكة البحرين التي تولت رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، وإلى السيد عادل العسومي رئيس البرلمان العربي وهو بحريني الجنسية أيضاً، وإلى سعادة الأستاذة لولوة العوضي المحامية البحرينية التي شغلت منصب عضو المجلس التنفيذي للمنظمة عن مملكة البحرين في مرحلة النشأة وواكبت عمل المنظمة في المجال القانوني، كما وجهت عميق والشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي هي أحد مؤسسي المنظمة الأساسيين.