هل تعلم عزيزي القارئ أن أمريكا لديها قانون يسمى ( قانون مكافحة أعداء أمريكا ) باسم هذا القانون تنشر جيوشها في جنبات الأرض وتوزع أساطيلها الحربية على بحار ومحيطات العالم ، وتطلق أقمارها الصناعية التجسسية على كل بقعة .
باسمه تتدخل في شئون الدول وتفكك نسيجها وتفرض العقوبات وتلفق التهم وتقلب الشعوب ضد الحكام وتزرع الفتن وتثير الأزمات . تعطي السلاح لمن تريد وتمنعه عمن تريد ، تطلق قدرات بعض الدول العسكرية وتحد من قدرات دولا أخرى كيفما شاءت .
وما من دولة ألقت أمريكا مراسيها عندها إلا وأهلكت الحرث والنسل . كل ما عليها أن تلقي بذريعة سواء قبلها العقل أو لم يقبلها مرة باسم محاربة الإرهاب وأخرى باسم الحرية والديمقراطية .
سيطرت على مجلس الأمن وجعلته لعبة في أيديها تسن فيه القوانين بما يتناسب مع مصالها , فهي تؤدي دور البلطجي ببراعة واستحقاق وأصبح شعارها المعلن ( الفوضى الخلاقة ) , تتحالف مع الجميع ضد الجميع كما تفعل في لعبة إيران والخليج .
فتحول العالم إلى غابة لا مكان فيها إلا للوحوش وتلطخ كوكبنا بالدم .وغاب عنه أي صورة من صور العدل والرحمة .
هذا القانون – قانون مكافحة أعداء أمريكا – لوحت به أمريكا في وجه مصر في عام 2018 عندما أعلنت مصر عن عقد شراء طائرات سوخوي 35 الروسية فرفضتها أمريكا ملوحة بمعاقبة مصر إذا استمرت في هذه الصفقة ولكن اعتبرت مصر ذلك تدخلا في قراراتها السيادية وأن من حق مصر تنويع مصادر تسليحها وتطوير ترسانتها العسكرية خاصة أن أمريكا ترفض تزويد مصر بطائرات F16 الجديدة المتطورة في الوقت الذي سمحت يتزويدها لإسرائيل وقطر والسعودية وتركيا , واستمرت مصر في الصفقة فقررت قطع المعونة .
ليس هذا فحسب بل جعلت أمريكا النظام المالي العالمي تحت سيطرتها وفي قبضتها بإنشاء نظام مالي عالمي يسمى ( سويفت ) كل حركات البيع والشراء والصفقات والتحويلات يمر أمام عينيها ومن تحت يديها .
إن التطورات الأخيرة في الأزمة الروسية الأوكرانية إيذانا ببدء نظام عالمي جديد تتعدد فيه الأقطاب لذلك آن الأوان لكسر هذا الطوق الأمريكي وعلى كل دولة أن تبحث عن مصالحها العليا التي تحقق أمنها وتضمن استقرارها وتحافظ على عمقها القومي والاستراتيجي ومن حق كل دولة أن تضع لنفسها خطوطا حمراء , حتى يعم السلام وينعم العالم بالأمن والاستقرار .