يخيم الصمت القاتل على العديد من علاقاتنا الحياتية بمختلف مسمياتها
فمن علاقة صاخبة كلها حب وحماسة وشغف حلو جميل الى علاقة كئيبة مقرفة مليئة بالعنف الفعلي او اللفظي وبعدها صمت قاتل ينهي آخر حبة حب بين الطرفين ولا يقتصر الامر على علاقات الحب والعشق بل يتعداه الى علاقات يومية عادية بين الزملاء الاصدقاء وحتى جيران المباني السكنية
لعله وجه آخر من وجوه الحياة الذي نكتشفه مع مرور الزمن وكثرة التجارب مع المواقف العديدة والاصناف البشرية المتعددة
وقد يكون توقفي اليوم عند هذه الجزئية البسيطة في حياة طويلة ومعقدة هو ما قالته فيروز في احدى أغانيها ” تقعد حدي وفتش عليك “
لكثرة ما حملت هذه العبارة من معاني الغربة النفسية في حضور من يفترض انهم اقرب الى من ذواتنا من ناديناهم يوما يا أنا
وفعلا يدخل فيروس الصمت المقرف والبشع في يومياتنا او يحل بعد مواقف قاسية وعنيفة فننظر في عيني ذاك الاخر ذاك الحب ذاك الانا
لنجد أنفسنا فجأة نبحث عنه فهو بهذا القرب الشديد بات مفقودا او لأقل بمعنى آخر غير محسوس
وهنا صراع نفسي جديد يبدأ بين الاكتشاف والخوف من الاكتشاف أننا في طريق الخسارة الاخيرة لمحاولة انجاح هذه العلاقة
تبا للصمت كيف يفرق الكلمات عن الكلمات والارواح عن الارواح ويباعد بين مسافة قد تكون أقل من شبر
لننتبه أكثر ونأخذ حذرنا من فيروس البعاد ومرض الغربة الروحية حتى لا نضحي بأشخاص قد لا تكون الحياة سخية معنا مرة أخرى في إظهار أمثالهم في دربنا
لنعالج بالتواصل الدائم كل ما يخيم عليه الصمت كل ما يدخله فساد البعاد كل ما قد يؤذينا نحن بالمستقبل حتى لا نفتش عن بعضنا البعض من جديد
عبير سليمان