كتبت: سحر عبد الفتاح
تواجه المرأة في دول عديدة تحديات في مسار تطورها من أجل الحصول على حقوقها، جزء منها يرتبط بالأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم منذ سنوات، وأخرى ترتبط بالعادات والتقاليد والأعراف التي قد تحد من حرية المرأة، لكن تلك التحديات لم تفت في عضد المرأة العربية، وهي تكافح لانتزاع حقوقها.
ذلك ما تؤمن به الشيخة نوال حمود الصباح رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف وغسيل الأموال ورئيس اتحاد قيادات المرأة العربية فرع الكويت، وتؤكد “بأن كفاح المرأة المستمر للحصول على حقوقها كاملة لا بد أن تحصد ثماره دون تخاذل أو تنازل”.
الشيخة نوال الصباح ضيف الشرف لمؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة في كتابات المجددين – التحديات وآليات المعالجة” الذي ينظمه اتحاد الجامعات الأفروآسيوية من 25-26 نوفمبر الجاري في اسطنبول بتركيا، تحدثت إلى اللجنة الإعلامية للمؤتمر عن واقع المرأة والتحديات التي تعمل على تذليلها لنيل حقوقها كاملة دون تخاذل أو تنازل.
حيث قالت الشيخة نوال، إن المرأة العربية تواجه تحديات كبرى في مسار تطورها من أجل الحصول على حقوقها المدنية والسياسية. لكنها تؤمن “أن المرأة ستستمر في إبراز دورها الفاعل بالمجتمع من أجل تحقيق ريادتها ومشاركاتها في التنمية والبناء سواء على المستوى الاسري او المجتمعي وهو ما يعود بالنفع على كافة مجالات الحياة ويسهم في الرخاء والتقدم والاستقرار
وتكمل حديثها ” لا شك أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن العربي، تمثل أهم ركائز حقوق الانسان، لأنها توفر له امكانية العيش بأمان في ظل توفير احتياجاته الاساسية، مما يمثل تحديًا كبيرًا للكثير من الدول العربية”.
واضافت الشيخة نوال الصباح، إن الأزمات الاقتصادية لها تبعات على كل من الرجل و المرأة، فهي تلقي عبئًا على كاهل المرأة، وتطال تحديداً النساء الفقيرات و المهاجرات، وتتابع “فالاقتصادات العربية منفتحة علي الاقتصاد العالمي من حيث درجة اعتمادها علي الصادرات والواردات، لذا فالأزمات الاقتصادية العالمية لا بد أن تضفي بظلالها علي مجتمعاتنا العربية”.
الصورة بحسب الشيخة نوال ليست سوداوية، فهناك مكتسبات حققتها المرأة العربية في الكثير من المجالات والمناصب القيادية، وتعبير المرأة عن حريتها في الكثير من البلدان العربية، كما شُرعت العديد من القوانين في البلدان العربية لحفظ حقوق المرأة وحمايتها.
وتتابع القول “يتزايد الوعي اليوم بأهمية تمكين المرأة وسد الفجوة بين الرجال والنساء في عالم العمل لتحقيق التعاون والمشاركة الإيجابية البناءة بين الرجل والمرأة وكافة أطياف المجتمع “.
تعتبر الشيخة نوال ريادة المرأة للأعمال استراتيجية مهمة للنهوض بالتمكين الاقتصادي للمرأة خاصة في ضوء الكثير من التحديات التي تطال الرجل والمرأة على حد سواء، في هذه الأوقات.
بحسب رأى الشيخة نوال الصباح لم تعد المرأة تطالب فقط بحقها في العيش بل تطورت مطالبها إلى المشاركة في صنع القوانين والقرارات المصيرية، وذلك لن يكون دون تمكين سياسي، بحسب الشيخ نوال الصباح.
وتضيف “ليس هناك شك أن المرأة العربية قد حققت تقدمًا في السنوات الأخيرة من حيث الاعتراف بحقوقها السياسية، في المشاركة في الانتخابات والترشح للمجالس المحلية النيابية، كما تزايد وجوده على أعلى مستويات السلطة التنفيذية، في معظم مجالس الوزراء في الدول العربية”.
في الجانب الكويتي تسجل الشيخة نوال فخرها بمناخ الحرية السياسية والاقتصادية الذي تمتعت به المرأة الكويتية، وقد منحها ثقة كبيرة، أثمرت ابداعا وتميزًا في مشاركة الرجل في شتى المجالات والميادين.
وتقول إن المرأة الكويتية أثبتت وجودها على كافة المستويات، حيث شغلت الوظائف القيادية من وزيرة إلى وكيلة وزارة ومديرة جامعة وسفيرة خارج البلاد.
“إن كانت المرأة هي نصف المجتمع.. فهي صانعة جميع أفراده”
وتعتقد الشيخة نوال أن مجال التكنولوجيا يمكن أن يلعب دورا مهما في مجال النشاط الاقتصادي للنساء العربيات، فمع نمو هذا القطاع تنمو امكانية النساء في الحصول على القوة الاقتصادية.
وتتابع “تعتمد الزيادة في توظيف النساء العربيات بمجال التكنولوجيا على قدرتها على جذب المواهب النسائية، فأي تطور يضفي بظلاله على وضع المرأة بالتأكيد يكون إنجازا”.
تنوه هنا لمساهمة الكثير من المنظمات المهتمة بقضايا المرأة في تحسين الكثير من الأوضاع؛ منها أوضاع اللاجئات، والتحول من مجرد تقديم المساعدات الإغائية إلى تقديم مساعدات تنموية، في حال طالت فترة اللجوء.
وللمؤتمرات والندوات والمؤلفات دور مهم في اظهار قضايا المرأة على السطح، وبالتالي ضرورة معالجتها، لأن المرأة ركيزة أساسية في المجتمع العربي.
وعبرت الشيخة نوال الصباح عن دعمها لمؤتمر قضايا المرأة المعاصرة ولكافة المناشط العلمية لاتحاد الجامعات الأفروآسيوية قائلة “أنا أدعم وأشجع كل مؤتمر يسعى لتوطيد دور المرأة، ويخلق بيئة تنظيمية وشرعية تقود سياسات داعمة للمرأة، وتعزز تواجدها في كافة المستويات”.
وتتطلع لأن يخرج مؤتمر المرأة المعاصرة بخطة عمل عربية لتبادل التجارب والخبرات، حول برامج التمكين الاقتصادي والتمكين السياسي للمرأة، وتعزيز قدرات النساء في البلدان العربية في المجالات التكنولوجية باعتبارها لغة العصر.
وسجلت تقديرها لجهود الاتحاد الافروآسيوي، وما يقدمه من دعم للتعليم بقارتى أفريقيا وأسيا، ودعم تعليم المرأة وتقديم المساعدة ماديا ومعنويا للدراسات المتخصصة بقضايا المرأة خاصة والقضايا المجتمعية بالقارتين بصفة عامة ، قائلةً “فكم نحتاج إلى مثل هذه المنظمات المعنية بالتعليم والتقارب الحضاري في جو من السلام والمحبة وان اكثر ما أعجبني في أهداف ورسالة اتحاد الجامعات الأفروآسيوية هو منهجه في التقارب العلمي لتحقيق وحدة علمية ومعرفية بين الدول الأفروآسيوية خدمة لطلاب العلم والمجتمعات بعيدا عن الأطر السياسية او الحزبية او الطائفية وعلمه وفق الاطار العلمي فقط “.