للشاعر الدكتور ـ محمد سيد الدمشاوي
يا مصرُ، يا منيةً أَفْضَى بِهَا الحَسَبُ …أم الزمانِ لكِ التاريخُ ينتسبُ
يا منبعَ العِلمِ، حين الكُلُّ قدْ جَهِلُوا … كانتْ علومُـكِ منهـــــا تُستقَي الكُتُبُ
زَكَّــــــاكِ ربُّك في القُرآنِ يا هِبَة ً … مِنْ عِنْدِ ربِّك، سبحـانَ الَّذي يَـهَبُ
النيلُ بَعْضُكِ مَهما طَـــــالَ مَوئِلُهُ … والبحـرُ والشّمـسُ والتَّـاريخُ والأدبُ
أسْمَاكِ مِصرَ، فصارت كل عاصمةٍ … تُدعَى بِمصرَ، فلا يرضى بها اللَّقَبُ
* * *
يا مصرُ، يا موطنَ التَّوحيدِ كَيفَ لَنَا… أَنْ نَستكينَ لمَنْ في الغَيِّ قد ذَهَبُوا
للعَابِثِينَ وأهلِ الشَّر ويْحَهُمُ … قدُ أمطرُوا الأرضَ إفْساداً بما كَسبُوا
وللعراةِ الأُلِي صَارتُ جَـرَائمهُمْ … في دولةِ العِلمِ والإيمانِ تُرْتَكَبُ
في مِصرَ هَاجرَ يأتونـــا بَعـَــــاريةٍ … فلا حياءٌ ، ولا دينٌ ، ولا أدبُ ؟
اسْتَجْلَبُوا الفِسْقَ من أوْكَارِ مَنْبَعِهِ … بحُجَّة الفَنِّ، بئسَ القومُ إِذْ جَلبُوا
وهلْ بلادٌ لَها في الطُّهرِ مَنزِلةٌ … يرودها العُهْرُ والمُجَّانُ والصَّخبُ
يَصيرُ كلُّ بنيها رَغْمَ حِرْصِهِم … كأنَّهمْ في متَاهَاتٍ قدْ اغْتَرَبُوا
أَبَعدَ شَدْوِ البلابلِ في مَساكنِنَا … يُصِمُّنَا البُومُ، والغربانُ تَنْتَحِبُ
أبعدَ أنْ صَدَّرَتْ مِصرُ العلــومَ لهُم … يُصدَّرُ العُرْيُ والإِفســــادُ والَّلعِبُ
أَضَعْتُمُ الفَنَّ والأوطانَ وَيْحَكُمُ … بئسَ الفُسُوقُ، وبئسَ الفنُّ والطَّرَبُ
إنَّ الّذي قَـــــدْ أَتَى منكم لنَائِبَــــةٌ … يندى لها الوجهُ، بَلْ يَسْتعجبُ العَجبُ
* * *
فلتَنْفُضِي مِصْر هذا الزَّيفَ وانْتَفِضِي …ليذهبَ الرِّجْسُ والبهتانُ والكذِبُ
ألقِي القِمَامَةَ في صُندوقِ مَدْفَنِها… وطهِّري الأرضَ من أدْرانِ ما اجْتَلَبُوا
هُمْ حِفْنَـــةٌ يا بـلادِي ضَـــلَّ سَعْيُهُمُ …إِنْ تَبْتُرِي الشَّــرَّ فالأجسـامُ تَنْتَصِــبُ
لا يبـــرأُ السِّنُّ إِنْ زَادَ الفَسَــادُ بِـــهِ … إلا بِخَلــعٍ لـــهُ، أَو يُقطَـعُ العَصَــبُ