جامعات السراب وكليات الوهم …كتب/ الدكتور أحمد سالم..ذهبت إلى الجامعة فى الصباح لاجراء الامتحانات الشفوية للطلاب..وقد حددت لهم إجراء الإمتحان الشفوى فى جزء من المقرر وليس كل المقرر بما لايتجاوز 80صفحة..دخلت فى الصباح لاجراء الامتحان مع زملائى..وللأسف قابلت اليوم كل طلاب الدفعة والذى يصل إلى حوالى 300طالب..لم يكن يحضر منهم المحاضرات سوي خمسين طالب..رأيت كل الوجوه التى لم تكن تحضر أى محاضرات على الإطلاق..لم يذاكر مقرر الشفوى كاملا سوى طالبين فقط..أما الباقي فكل واحد ذاكر موضوع واحد فقط ولم يذاكره جيدا..يريد الطالب أن اساله فيما ذاكر هو وهو جزء لايعادل سبع المقرر تقريبا..اليوم راجع حزين ونفسى مكسورة لأنى بذلت جهدا كبيرا معهم..لأن جهدى مجرد سراب ..وتعبي وسعي فى تعليمهم لايثمن ولا يغنى من جوع..دع عنك التعرض لحرق الدم من الطلاب ..طالب بسأله لم يجب ..فسألته مذاكر إيه ..قال لى لم أذاكر أنا فقط عرفت إن فيه امتحانات شفوى فجئت..ونماذج أخرى تحزن وتحرق الدم..دع عنك دخولهم بحالة من اللامبالاة ..وعدم الإكتراث..وحين أنهيت الامتحانات لم أستطع الجلوس فى الكلية..وأخذت نفسى وعدت للمنزل ..وأنا راجع نفسى حزينة وبقول لنفسى ملعونة أم التمثيلية الفاشلة دى..قال أنا استاذ جامعة ..وبعمل فى جامعة..كلام فارغ أصبح ليس له أى معنى..حاجتى فقط هي ماتدفعنى للذهاب لمكان فارغ من أى مضمونوتمثيلية فاشلة ليس لها أى جدوى..وتضحك لما تسمع الكلام عن جودة فى التعليم ..وتسمع المسئولين لايجيدوا سوى عرض أخبارهم علي صفحات المؤسسات ..وكل يوم يقالوا كل حاجة بخير ..المؤسسات إلى الأمام .وبعضهم يبالغ ويكلمك عن العالمية..ودوره اللى محصلش فى الارتقاء بالعملية التعليمية..حقيقى هذه التمثيلية الفاشلة ليس لها أى جدوى أو عائد على المجتمع.