عز المؤمنين وثبات الموحدين طارق سالم هذا هو عنوان خطبة الجمعة اليوم ٢٠٢٣/١١/٢٤ من مسجد الجبارنة بمدينة دكرنس للدكتور . سعد ابو العنين .وهذا العنوان هو دستور حياة للفرد والمجتمع . لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وشرفنا بعزته وجلاله وشرفنا بالاسلام وعزته فمن تمسك به فلح ومن ضل خسر .. عز المؤمن هو انتماءه للاسلام وتمسكة بالايمان لأنهم هم شرف ما بعده شرف ينير قلبه وعقله ويهديه الى الصراط المستقيم وكرامة تجعله فوق رؤس الضالين يمشى مرفوع الهامة واثق الخطوة يمشى ملكا لأنه عزيز بين الناس بايمانه واسلامه .. الله سبحانه وتعالى يحب عبده العزيز صاحب الكلم الطيب والعمل الصالح الذى يجعله سراجا منيرا بين مجتمعه وأفراده.. عز المؤمن فى تواضعه وثقته بنفسه وقوة ايمانه وحسن تصرفاته مايوافق فطرته التى خلق عليها دون رياء او نفاق او زيف .عز المؤمن فى الحمد الدائم على النعمة والشكر الموصول لواهب النعم سبانه وتعالى وان ينحنى اجلالا وتعظيما لخالقه فى كل سراء وضراء لأن يعلم أن أمر المؤمن كله خير مهما كانت الصعوبات المؤلمة والنجاحات السعيدة .. وهنا نتذكر كلمة عمر ابن الخطاب الشهيرة والتى كانت هى دستور خط بقلم من نور وكتب على جدان القلوب . عندا كان يمتطى فرسه وبالطريق وجد وحلا وطريق غير ممهدة فنزل من على فرسه وخلع نعليه وحملها على كتفه واخذ بناصية فرسه وسار بالوحل حتى عبر هذه الأرض فشاهده أحد قادته فتعجب وقال له ياأمير المؤمنين لا يستحب ان يراك القوم وانت على هيئتك هذه فنظر اليه عمر رضى الله عنه وعلا صوته وقاله له مقولة دستورية نحن قوما أعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة فى غيره اذلنا الله .. ولابد ان يتمتع المؤمن بالثبات بالدين فى كل مواقفه وتعاملاته مهما كانت عواقب الحياة وبطش الطغاة بالقول الصادق والعمل الجاد والمخلص ولا يبتغى غير الله سبيلا والثبات على الحق المبين مهما احاط به من سوء الضالين .. هناك امثلة كثيرة تمثل الثبات على الدين والتوحيد لرب العالمين . منها انه فى اوائل نشر الدعوة بين مجتمعات الكفر نجد سيدنا بلال عندما اعلن اسلامه ناله ما ناله من عذاب شديد وألام لا يتحملها بشر من الكفار الملاعين حتى يعود عن اسلامه ولكنه ثبت على الدين والخق المبين وكانت مقولته المشهورة هى احد أحد .ونجد اوائل من اشهروا اسلامهم فى أول الدعوة حين ذاك تعرضهم للبطش والتعذيب بكل انواعه واشكاله حتى يعودوا للكفر ولكنهم ثبتوا على الدين .. فعز المؤمن وثباته على الدين له اكبر الاثر على الفرد والمجتمع مما يجعل منه مجتمع صالح يعيش فيه الأعزاء والموحدين خال من الفقر والمهانة وذل الحاجة .. عز المؤمن وثباته على التوحيد له اثر كبير على الاسرة والأبناء مما يجعلهم سعداء نافعين قانعين متواضعين ليصبحوا نبراسا وقدوة لغيرهم بالمجتمع .. وهناك امور لابد ان يعلمها كل منا بهذه الحياة والمجتمع الذى نعيش فيه حتى ينصلح احولنا وهى. ان يعلم كل منا أنه مهما بلغت من الغنى فهناك بالأخير قبر ينتظرك .. ومهما بلغت من قوة وبطش فتعلم انه هناك قبر ينتظرك .. ومهما بلغت من علو بالارض ونشرت الفساد ببطشك وجبروتك فتعلم أنه هناك قبر ينتظرك .. ومهم بلغت من ملك بالارض فتعلم انه هناك قبر ينتظرك .. ومهما بلغت من زينة وتفاخر بين الناس وعنجهية دنيوية ذائفة فلتعلم انه هناك قبر ينتظرك .. فلابد ان نتمسك بعزنا ونفتخر به ونسعد بثباتنا على الدين والحق المبين .. ونسأل الله ان يثبت قلوبنا على الحق دايما . وندعوا الله ونقول دايما .. اللهم يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك . اللهم امين يارب العالمين .جزا الله عنا خيرا شيخنا الجليل ونفعنا بعلمه المستنير .