قصة بقلم ..محمد تمام
هذه القصة مأخوذه من قصة عراقية حقيقية
ولدت في بيت يعمه الحب والوئام بين أفراد عائلتها ام تعطي الحنان . واب عطوف ناصح امين متفتح رحل عصري
هي فتاه جميلة شقراء مبتسمة مجتهدة في دراستها في خضم هذا الجو الأسري نشأت وترعرعت تضحك للدنيا ومبتسمه للحياه وأصبحت متفوقة دراسيا ستة وراء سنه
صارت عروس وسعي إليها الخطاب لكنها كانت ترفض لانه لم يأت بعد فارس احلامها اصبحت بعمر الخامسه والعشرين تشع مثل الشمس قوام ممشوق جمال طاغي
تخرجت ومثلها مثل اي بنت يملئها الطموح وفي رأسها الف حاجه لهما تريد إثبات وجودها
وحائها العمل وعملت مدرسه في إحدى المدارس للغه الانجليزيه واجتهدت وأحبها الطلبة وعشقتها الطالبات ونجحت في أولي طموحاتها واستحوزت علي قلوب كل من يراها . لم تفكر يوما”بالصداقات ولم تفكر بالعلاقات مثلها مثل اقرانها
اكتفت بالعيش مع ابويها في دلال وهناء ونظراً لطبيعة عمل والدها الذي يعمل في سلك القضاء
فكانت مغروره جدا يتقدم لخطبتها الخطاب ترفض كل من يتقدم اليها وامها مثلها مثل أي ام تريد تفرح ابنتها وهي بيت زوجها وكل ما ما ترفض الفتاة عريس ينفطر قلبها وتهرول علي زوجها وتقول له الي متي تترك ابنتك هكذا فيقول لها اصبري وسيأتي ابن الحلال والفتاه تسعد بكلام ابيها ولاتعلم من غدر الحياه شيء
وفي أحد الأيام وفي خضم الاحداث التي تتوالي
وتعرف والدها على شاب في ريعان شبابه بعمر الثلاثين
تشع من عينيه النظرات الثاقبه ويحمل في نفسه الثقه والامل وروح الشباب الاضافه الى الاخلاق المتميزه التي يتصف بها
ففكر الاب وقال فيه نفسه لماذا لايكون هذا الشاب زوجا لابنتي فإنه دخل قلبي واعجبني أسلوبه وحسن تربيته وطموحه فقرر أن يعمل حيلة تجمع بينهم ودون أن يفرض رأية علي ابنته ودون يحرج الشاب فاجتمع به أكثر من مرة وعرفه أنه يهوي الشعر نظما وإلقاءً وكان يعلم أيضا أن ابنته تميل وتحب سماع الشعر وقراءة الادب فقرر الرجل ان يلتقيا في بيته في أمسية شعرية مصغرة تتكون من الاب والشاب والابنه فدعا الاب الشاب عنده وفلبي الشاب الدعوة وأبلغ الاب الفتاة ان هناك شاب شاعر جميل والقائه جميل سوف يقابلني هنا في مكتبي فالبيت ما رأيك ان تشاركينا الجلسة فوافقت الفتاة لأنها تحب ان تسمع وتناقش الشعر وتحب الادب العربي والانجليزي فجاء الشاب في الموعد المحدد وطرق الباب ففتح له الاب واستقبله بترحاب وأدخله مكتبه وقال له سوف يكون لك ناقد وستناقش فيما تقول من الشعر عندي ابنتي تهوي ذلك فقلت فرصة نعملها أمسية ثقافية فرحب الشاب بذلك وما هي إلا دقائق حتي طرق الباب وفتح الاب الباب ودخلت الفتاه وهي تحمل بين يديها صينية عليها اكواب شاي وكاسات مياه
فعرف الاب الشاب بالقناه والتقيت هنا عيناهما لاول مره ولكنها شعرت بانشراحة صدر وكنها تعرفه من زمان ودون أن ترتبك رحبة به وقال إنها سعيد أنها ستسمع شعرا الليلة وقالت أن أباها دائما يشكر في نظمك للشعر وحسن إلقائك له
ومضت الليلة الشاب يقول وهي تناقشه ومضت سريعا واستاذن الشاب ليذهب لبيته علي امل تجدد اللقاءات
وبالفعل تعددت اللقاءات تحت نظر الاب
وفي أحدي الليالي احست الفتاه العذراء بشيء ما قد تحرك داخل قلبها وكانت أول مرة تحس بهذا الإحساس لكن لم تكن تعرف ماهو زادت الفتاه في دلالها ظنا”منها ان الأمور بينهم ستتقدم خطوه خطوه كان يملىء قلبها شيء عجيب لاتعرف وصفا”له غير أنه يشبه الماء البارد الذي يثلج صدرها فكانت تتلهف وتترقب مجيئه لكي تشبع عينيها منه ويهدئ قلبها
وفي يوم من الأيام سمعت بخبر وقع عليها كالصاعقه
ان ذلك الشاب الذي التقيت به عده مرات وشعرت به يسكن بداخلها ولكنها كانت خائفة من البوح خشية أن يكون هو لا يرغبها أو تغضب أباها إذا به يخبر أباها ويدعوه هو وأسرته لخطبة صديقة له في الجامعه فكانت صدمة كبيرة للفتاه وتعبت جدا ولكنها ارتضت بالأمر الواقع خاصة أنه لا يعرف انها تحبه وتمت الخطبة ولكنها لم تذهب وجاء موعد الزفاف فكرر دعوتهم فلبوا الدعوة
تزينت وارتدت احسن ما عندها من زينة وهي بالفعل جميله لاتزيدها جمالا بل هي من تزين الزينه ذهبت بصحبته والديها وذهبت لكنها تحمل بداخلها الم كبير
لكن كانت تقنع نفسها انها لم تصرح هي له ظننا”منها أنه هو من سيصرح ويبدأ ولكن لا يعيد الندم شيء
ورأت بعينها زفافهم وكان ذلك اليوم بالنسبه لها يوم الوأد وأد الروح رجعت الي منزلها دخلت غرفتها ارتمت علي سريرها ظلت تبكي كثيرا إلا أن نامت ودمعتها علي خدها ومع مرور الوقت استسلمت للأمر الواقع وعلمت أن الزوجان سافرا وتمنت لهم الحياه السعيده وكانت كل ما تتذكر تبكي الفتاة بكاء شديد ولكنها هي الأقدار واستمرت الحياه
فوضعت هما كله فالعمل كانت تعمل بشكل كبير وهي لاتنسى ماحصل وتسارعت الأحداث وانقطعت الاخبار بينهما وجاء لخطبتها شاب فقبلت دون أن تفكر ولا تقرر لعلها تخرج من عباءة هذا الشاب ومع إلحاح والدتها أنها عاوزه تفرح تزوجت الفتاه وللاسف لم تشعر بأي عاطفة نحوه ولكنها عاشت في كنف زوج لاتحبه اطلاقا” لان كانت تحمل حبا”لشخص اخر في نفسها واستمرت الحياة بحلوها ومرها وانجبت من هذا الرجل اربع اولاد ولكن حدث مالم يكن فالحسبان
وبعد 30سنه وفي يوم من الأيام حدث شيء عجيبا قالت الفتاه .. وانا ابحث علي صفحات الانترنت لفت نظري صوره أعادت لذهني الذكريات فرجعت الي الصورة وفتحتها وكان هو ذات الاسم العالق في ذاكرتي وان كانت الصورة تحمل بعض التغييرات فالملامح ولكن مازال هناك الكثير في ملامحه تدل أنه هو وبدون أن أشعر دخلت صفحته و جدت رقم هاتف علي صفحته فدونته عندي وترددت كثير جدا ولكني اخذت القرار واتصلت علي الرقم وبعد برة وانتظار مميت مع انها ثواني معدودة إلا أنها كانت اثقل من الجبال وجائني صوته عبر التليفون الووو من معي التزمت الصمت انعقد لساني فتردد لفظ الوووو مين حضرتك الووو
فقولت ازيك عامل ايه أنا …. انا …. فقاطعني وقال انتي …
صرخت من الفرحة وقلت نعم أنا يااااه هو انت لسه فاكر صوتي قالي هو أنا كنت نسيتك خالص طوال هذه الفترة وانتي معي في نجاحي واخفاقاتي في جلوسي ومنامي لا تغيبين عني لحظه فدمعت عيناي من كلامه وصرخت فيه اومال سبتني واتجوزت واحده غيري ليه وبدون أن أشعر قولتله عاوزه اقابلك حددنا المكان واتقابلنا
ويا لها من سعادة كبيرة التقى الحبيبان وكانت احضان واشواق ل30سنه باح كل منهما للاخر بدواخله وكيف كان وكيف عشا تلك الفترة
وانتهي اللقاء سريعا جدا وذهب كل منهما الي بيته تغمره السعادة وفرحة اللقاء
وكتب لها الشاب وكتبت هي له رسائل حب لم تكتب في حينها واظهر لها الشاب من العطف والحنان ما لم تشعر به طيله حياتها وحددا معا لقاء اخر
التقى الحبيبان في ساحه خضراء مليئة بالورد والياسمين اسميها ساحه اللقاء فتصافحت الأيدي واحضنت العيون وأثناء اللقاء بدأت السماء في نزول زخات مطر فأصبح الجو أكثر شاعرية فنظر إليها وابتسم وقال لها انتي الان اسمك ” مزنة المطر “
فعجبها الاسم جدا وقالت وعلي يديك جاء الخير فنت من الآن اسمك ” يامن الخيرات”
عادت الزهور تتفتح من جديد في قلب الفتاه ظنت ان الحياة قد تبسمت لها بعد طول حرمان سارا معا تحت المطر واحست بدفء يديه رغم بروده الجو والمطر إلا أنها امتلئت حنايا الروح بدفء القلوب عادت وقالت له روح الروح
وقالت العيون ما لم تقوله حينها وقالت وأفصحت مالم تقوله الالسن ذاب بينهم انين السنين والحسره والوجع
عرفت كل منهما كيف اضاع كل منهما الاخر دون قصد
طوال هذه السنين الي ان أصبحت بعمر الجدات وهو بعمر الجد لكن قلبيهما بعمر العشرين واصغر ظل في هذا الود وشغف الحب الي أن تم دعوتها لحضور حفل زفاف ابنته فتزينت كما تزينت من قبل 30 سنه وذهبت لحضور عرس ابنته حبيبها يامن وعندما شاهدت العروس في فستان زفافها شعرت بشيء غريب بداخلها فبكت واستاذنت وذهبت لمنزلها ونظرت فالمرآة وقالت بصوت مسموع لها لقد كبرنا وكبر معنا اولادنا واخذت قرار كان صعب عليها ألا وهو أن تترك كل شيء وتتفرغ لأولادها وهو أيضا كذلك وتنعم بلحظات العشق الصغيرة التي وهبها القدر لهما
وكتبت تقول هذه هي حكاية مزنه المطر ويامن الخيرات
وقالت نصيحتي لكل من يقرأ قصتنا
اقول لكم ان العمر واحد وعليكم ان لاتخسروا الحياة وان تعيشوا سعداء مع من تحبون .لان الحياة بصراحة لاتعاش الامع من أحب بصدق والحب الحقيقي يأتي دائما”متأخرا”
هذا باختصار ان تعيش الحب هو يأتي مثل القدر
لم أكن أخطط لشيء ما من هذا ولكن الله وارادته ومشيئته ان يعود لبعض حتى ولو لفتره قصيره افضل من ان لااجد في حياتك الحب هي المغامره الكبرى في الحياه
اعيش الآن على بعض كلمات قالت وبداخلي سلام العالم
احببته مرتين مره في صغري ومره في كبري
وعرفت عنه في القرب مماجعلني انتشي لسنين احببت بعدها الصغير قبل الكبير احببت السماء وماء المطر
احببت الاوراق والشجر احببته بعدد كل من صلى وصام
احببته بعدد العاشقين وعدد المحبين وقصص الغرام
كأن الارض ماجادت بغيره