كتب/ خالد ابراهيم
يقف البعض منا على طريق الهاوية من مشارف النسيان، تُطل ذاكرته على صفحات عمره عبر ستار رقيقٍ يكاد يحترق من ألم نظراته وانتظاره لغاية لا وجود لها إلا في خيالاته ، تمتد يده عابثة بهذا الستار بحثاً عن طيف لها يطفأ به حرارة إنتظاره أو يحتضنه بلا قيود وبلا شروط ، لكن يده تعود خالية..
يتجوّل بنظراته بين الوجوه هنا وهناك وكأنه يبحث عن غاليته في مدينة الأشباح.لا يشعر فيها إلا بالصمت الصاخب يُطَوّقهُ من كل صوب ولا يسمع فيها إلا صراع نبضات قلبه الخائف مع أنفاسه المتقطعة ، يتردد صداهما على جسده فيرتعش، يبحث عن رنين كلمة أو عن إبتسامة وجهٍ صادق أو بالأحرى عن حبّ يخلو من زيف الأقنعة..
لكن كلّما تقدّم خُطوة، وجد نفسه يغوص في ظلام صراعاته الداخلية،
وكأن مدينة الأشباح تحولت لمتاهة لا نهاية لها ، وضاع من نفسه في خبايا القلوب التي ظن يوماً أنها أمنه ومأمنه . فسقطت رغبته في البحث عن غايته ، بل وتساقط كل شيء كأوراق الشجر وقت الخريف التي تذبل مع الوقت كأنها لا تملك سبباً للبقاء..
✍️خـــــالـــد ابــراهيـــم