كتب…عبدالتواب الجارحي
…………
صباح النور فى سبت النور على عيون كل المصريين
رغم انف خفافيش الظلام ودعاة الفتنة والانقسام من اعداء الحياه
فى سبت النور اكتحلوا واستمتعوا باكل البيض الملون وزينوا نوافذ بيوتكم وابوابها باكاليل البصل وسنابل القمح استعدادا ليوم العيد والاحتفال الاكبر باستقبال عام وموسم جديد تتحقق فيه كل أمانيكم الطيبة مع عيد تفتح الزهور وموسم الحصاد والإستعداد لدورة فيضان نيلى وفصل بذر جديد
كما كان يفعل أجدادكم وجداتكم منذ آلاف السنين
أتدرون كيف ؟أترورون اصل هذه المناسبات ؟
لا شك أن الكثير منكم يعرفها ويمارس هذه الطقوس المصرية الأصيلة ومع ذلك أوضح اصلها للذين لا يعرفون
حيث سبت النور هو اليوم الذى يسبق عيد القيامه وإكتمال الخلق والإستواء فى عقيدة قدماء المصريبن التى أخذوها عن نبى الله إدريس أول أنبياء الله الذين أرسلهم الله إلى الخلق بعد آدم عليهم جيعا السلام وأعطاها المصريون طابعها الشعبى الذى يتفق ومعتقداتهم الدينية وقيمهم الخلقية
وهذا اليوم نهاية لاسبوع الآلام الذى أكملت فيه إيزيس المصرية جمع أجزاء جسد زوجها وحبيبها أوزوريس بعد حادثة الشر التى إرتكبها أخيه ست معه وقطع جسد أخيه إلى ثلاثة عشرة جزءا جمعت منها إيزيس إثنا عشر جزءا والجزء الثالث الذى القاه ست بالبحر التهمته السمكة
وفى هذا اليوم الذى إكتمل فيه جمع أجزاء جسد أوزوريس إستوى على عرش الأبدية فى عالم الخلد عالم( الموتى)وكان فى نفس الوقت الذى كان فيه ربا للموتى هو ايضا ربا للزرع والخضرة والنماء وابنه حورس ملكا على عرش مصر فاصبحت الأم إيزيس والأب أوزوريس والإبن حورس هم ثالوث مصر المقدس ولما كانت المحاصيل الزراعية يكتمل نضجها وتصبح بذوها صالحة للإنبات فى هذا الوقت فكانت أرض مصر تفج النور فتتجدد الحياه مرة أخرى بصلاحية البذور للإنبات وبالتالى يعود رب الخضرة للحياة من عالم الموتى فتتجدد قيامته كل عام ومن هنا كانت قيامة أوزوريس عند قدماء المصريين
ومع هذة القيامة وتجدد الحياه مرة أخرى وبدء دورة خلق جديدة وموسم فيضان وزرع جديد يستبشر المصريون خيرا ويفكر كل منهم فى امنياته فى العام الجديد مع بداية خلق جديد
ولما كانت عقيدة قدماء المصريين ان خلق الكون والمخلوقات بدأ من البيضة والشكل المستدير فكان البيض والبويضة عندهم بداية الخلق فيقومون فى مساء هذا اليوم باحضار البيض وسلقه وكتابة امنياتهم التى ياملون تحقيقها فى العام القادم ثم يلتهمون البيض ظنا منهم ان الالهة سوف تحقق امانيهم ومن هنا كان البيض الملون فى سبت النور وماذا عن الكحل والاكتحال
ارتبط هذا بمجيئ سبت النور فى فصل الربيع ورياح الخماسين التى تصاحبه والغبار والرمال والاتربه وحبوب لقاح الازهار التى تؤذى العيون وتسسب لهم الرمد والحساسية وضعف الابصارفكانوا يستخدمون الكحل المصرى ويكحلون عيونهم بمراود توضع فى مياه البصل لتطهيرها من البكتريا والميكروبات
وماذا عن تعليق اكاليل البصل والقمح على النوافذ والابواب
اعتقد قدماء المصريين ان رائحة البصل كما كما تقضى على البكتريا وتشفى العلل والامراض فانها قادره على طرد الشياطين والشرور وابعادها عن بيوتهم وأطفالهم وبالتالى بتعليقها يبدأون عاما جديدا خالى ما الشياطين والشرور عاما ممتلئي بامنيات طيبة
وبالنسبة لسنابل القمح فهى ايذانا ببدء موسم خير جديد يملا صوامعهم بالقمح وبيوتهم بالخبز
وماالذى ربطها بالعقيدة المسيحية العقيدة المسيحية ومن قبلها اليهودية وعقائد قدماء المصريين السماوية ومن بعده العقيدة الاسلامية تواترت لتكمل بعضها بعضا فى دعوة التوحيد والتسامح والتعاون والعدل والمحبة والسلام وتحقيق كل مايسعد الانسان ولما كان الشعب المصرى متسامحا طوال تاريخه محافظا على هويته المصرية مع دخول المسيحية الى مصر امن بها واخذ ما يناسب العقيدة المسيحية من تراث حضارى فى الثقافة المصرية القديمة بحث لا يتعارض مع قوانين الايمان من توحيد وتسامح وقيم اخلا قية وروحية راقية فمزج بين النور الذى فج من قبر المسيح في سبت النور والنور الذى غمر الارض فى قيامة اوزوريس المصرى واحتفل بقيامة المسيح كما كان يحتفل بقيامة اوزوريس
والى لقاء مصرى اخر فى شم النسيم وحكاية ام الدنيا فى ارتباط اعيادها وتوقيتها والرنجة والفسيخ والخص والملانة والخروج للطبيعة ان شاء الله فى مقال قادم وكل عام وحضراتكم وكل شعب مصر بخير ومساء النور فى سبت النور