بقلم الكاتبة….غادة العليمي
مع تفاقم ظواهر كارثية فى مجتمعنا الحديث من سلوكيات للغش والفساد والاذى واخيرا وليس اخرا ظاهرة جديدة كريهه يسمونها التحرش .. بدأ يتردد السؤال المنطقى جدا .. ما السبب ؟؟ لماذا هذا الكم الهائل من التعديات وعلى راسها التعدى اللفظى والسلوكى حتى وصلنا لهذا المدعو تحرش ؟؟
لو افترضنا جدلا انه بسبب ملابس بعض البنات سنجد ان فى الستينات والسبعينات كانت الملابس اكثر تحررا والاخلاق اكثر تأدبا والشعب اكثر انسانية ونخوة ورحمة
واذا تخيلنا انه بسبب نقص الدين سنواجه بكم رهيب من القنوات الفضائية الدينية فضلا عن الالاف الخطب المحملة على المواقع المقرؤة والمسموعة ومئات من الدعاه الجدد الواهبين انفسهم لما يسمونه الدعوة
مالذى حدث لمجتمع متدين بطبعه وفعله وحوله لمجتمع متدين بالحوقله والبسمله والصلاة كل بضعة دقائق على النبى دون التشبه باخلاق النبى
المعلق للملصقات الدينية المعلبة الجاهزة على صدر جدران بيته ومحال عمله
دونما سلوك فعلى يعبر عن زخم ايمانه المعروض بكل الطرق النظرية
لتجد سائق التاكسى يشغل القرأن ولا يشغل العداد وتجد التاجر يتزين بسنة الرسول فى ملابسه ومظهره وينسي انه صل الله عليه قال من غشنا فليس منا
وتجد مجتمع يقول مالا يفعل ورحمة ضائعة وصدقة يتعبها مناًو اذى وحوائج للناس معطله فى كل مصلحه يترأسها مصلى ويقوم عليها صائم
وتطالعك كل ذات صباح رسائل تساق اليك من الاهل والاصحاب مصحوبة بأمر ان تعيد ارسالها لعشرة غيرك لتساهم فى نشر الدعوة
فتفاجئ بقصص ساذجة واحاديث ضعيفه هزيلة لا تدعو لرحمة ولا تشرح اداب طريق ولا تعلى قيمة ايثار وانسانية.. او حب للوطن اوتفانى فى العمل اومقاومة للفساد اواماطة الاذى.. دعوة دينية خاليه من قيمة اخلاقية لدين بُعث رسوله فى الاصل ليتمم مكارم الاخلاق وخاطبه المولى بوصفه بانه على خلق عظيم هذه الرسائل التى تنقل بصورة بغبغانية عن اناس واشخاص لاتعرف مدى علمهم الدينى وتجد نفسك فى قلب سباق محموم يدعونك فيه لنشر الدعوة ويحسبون لك عدد الثوابات التى ستحصل عليها فور اعادة ارسال رسائل الدعوة
والطريف فى الامر ان الدعوة للاسلام كما يتصورنها تعرض على مسلمون بالفعل وتامر باعادة عرضها على مسلمون اخرون
ولم اسمع عن احد من الدعاة اجاد لغة ليخاطب اجناس اخرى ويشرح لهم جوهر الدين الذى لابد نقله عن اهل العلم وليس اهل الدعوة التى لانعرفهم
لم اعرف احد تطرق لموضوع النظافة وقاد حملة تغيير ونظف حتى حول مسجد شارعه مع ان النظافة شعبه من شعب الايمان
لم اقرأ عن احد اجتهد فى جمع اموال لترميم مدرسة او شراء ادوية واجهزة لمستشفى او صنع مظلة تقى المارة حر الطريق
اما فيما يخص المرأة تحديدا فالجهد كان اكبر واعلى فى الانحدار فراحوا يصنفون النساءفى ملصقاتهم الدعوية كسلعة عرض ويصفون احداهن بالحلوى المكشوفة والحلوى المغطاه وصار الوصف اكثر ابتذال حين شبهوها بقعطة من اللحم الغالى واخرى من اللحم الرخيص اى انها فى اخر الامر وباحسن تقدير قطعة حلوى وكومة لحم غالى ام رخيص لا ارى فرقا فكلهن فى النهاية منتج جاهز للاكل
فى تشبيهات لا ترق لاى دين فما بالك بغير المتدينين وكم من شباب سمع وقرأ ونما وعيه وادراكه على هذه التشبيهات وكم مار بيننا فى شوارع بلادنا يرى المرأة التى بجواره مهما كانت قيمتها المجتمعية والانسانية لا تخرج عن كونها قطعة لحم او قطعة حلوى
الاجابة موجودة .. فى معدلات وبلاغات التحرش بالنساءالتى تذداد يوما بعد يوم
النساءاللاتى كانت منهم السيدة خديجة اول اسلم فى تاريخ الامة على الاطلاق واكثر من دعم الرسول بالمال والمكانة والجهد فى صدر الدعوة.. وكانت اخرهم السيدة عائشة اشهر واكثر رواة الحديث عن الرسول والتى نقل عنها كل الائمة واصحاب المذاهب علمهم الدينى كله الذى يجتزأون الان منه مايروق لهم مما يسمونه دعوة
حتى بعدنا كثيرا عن جوهر الدين بسنيين واميال ضوئية فكرية
وان الاوان لان نصحح المسار ونعود اليه
والا هلكنا بهذى الدعوة
ولا اتردد ابدا اليوم ان اطالب كل اولى امر فى هذى البلد بضورة ايقاف تيارات هذه الدعوة حتى يوضع تعريف صحيح لمعنى ومخزى الدعوة
![]()

