بقلم.. هند بومديان
بدونِ جدوى يسألونني أيناك ، وحلم جديد من رحم هواجسي ، يراودني عنك أو عن جسد أرهقه الكتمان ، أبتسم للدنيا ، يحاصرني ، يعاديني ، يقاتلني عنادي ، و حشرجة الألم تتغلغل في ثنايا صوتي
لوهلة تأبطتُ قلبي ، و أدركت أن وحده أسمك كفيل بأن يبدد حزن المزاج ، تغرق عين الشوق بالدمع ، تسترق النظر إلى بقاياي و ذاك الشارد المار من الجوار ، تسمم الذكرى الشريان وترحل ، فأغيب كالشمس حين يأخذني حنيني مني إلي
يتردد رنين همسهم على مسامعي ،
ماذا بها ؟
لما تغيرت ؟
وجهها شاحب جدا
تسلب و شوشاتهم نبضي من انتماء قلب يخاطب روحك و هم لا يعلمون ، و بصوت منكوب أسقط في حقول من الهذيان ، لأعلم أن الحب معركة مخبئة بجوفي ، ينبري السكون باهتا ، متسكعا على أروقة كوابيسي ، تتلبك كلماتي ف أجمع حروف اسمك ، ينبعث صدى صوتي خافتا ، خائبا ، يمطرهم وابلا من العتاب الماحق كل مساء ، تتخلله الآهات العابثة بسخرية هذا الزمن ، و أيادي القدر تشنق كل الآهات الرابضة خلف تلال الحلم و تسبح ب صوتٍ مقدس و سماوي
آه يا قدري ،
جرحك لم يندمل ، و دمائي مدنفة بين الضلوع ، تسيل لتطهر أيامي من ذاك الحلم ، فيلفظني اللقاء ، و عتمة ذاك الليل تسلك الطريق إلي ، لتدفن سر نبضاتي، انتشل نفسي من عزاء حب سريالي ، ف أراك في الياسمينٍ المنثور كشعاع خافت ، يسرق القمر على أرصفة الطرقات ، و خلف ذاك المنعطف الخارق ، لاشيء سوى ظلال أمل تتناوب رغبة في الهروب
أتكئ على شرفة خجلي ، أراقب أصيص تعبي ، و أخجل من تسجيل غيابك على ملامح النجوم مخافة فقدك
فوحدك يدرك حجم الرجفة بقلبي ، فقط قلي بربك متى أبلغ النصاب فيك ، حين يتدثر الشجن بوجعي ، يلوك صبري ،و تنبئني ذات غفوة بغيث الخلاص
ألا تدرك
أني مسدت الليل بنورك لأشعل الأمل في سواد الوجع ، أرسم من ظل البياض عندليبا يشي لي بمواعيد الربيع ، حين يلوح بطيفه أمامي ، علني أراك تبحر في سراب الأيام
ألم أقل لك
خذني يا سيدي، من سجن اغترابي ، و وحشتي ، و انغمر بفيض حبي ، عساك تنتشلني من المسافة العالقة بين صوتي و حواسي ، و ذاك الفنجان البائس الذي ارتشفه على قارعة الذكرى في بيت جنونك المتصدع
فأنا كلما تصفحت ملامح وجهك في دفء الأمسيات ، أراك في ذاك المدى أحجية تشرق على روحي، تطفو كسحابة و تنغمس في دمي ، تناجي كلينا لتبعث مع الحمام الزاجل حلما و أملا بين الضلوع ، ليكن البعد عنك قربا و نحن أغراب بوضوح مطلق ، فلا تجعلني أحدق طويلا بالضياع ، و ذاك الهروب عن وجه القمر يلوذ بالفرار يمسك بذيل العمر
أبارزه بكل ما أوتيت من وجع ، ف أتلو و إياه على شهقاتنا تعاويذ الصبر ، يتكور التفسير كما الخيط الأبيض في دنس الظلام ، و نلقن الأنين آيات الحنين ب إيماءة كلمح البصر
أتدري ، دعك من التحديق بالعابرين ، لم تَعُدْ تلكَ السماء ملبدةً بالغيوم مذ نقشنا للحب ذكريات ، و لم تعد مواسم المطر تترنَحُ على حافّةِ أمنية و ديمومة الأنفاس تتخبط مع نبضي , أحاول الإجابة و فكري مكبل بالضياع ليس إلا
قلي بربك
هلا أخبرتني متى تفهمني بعقلانية قلبك ، و تهمس أن يومنا أجمل مما مضى فقط مد يديك ببطئ في ذاكرتي ، ليتسلل إليها شعاع حبك ، و اهمس لقلبينا في ذاك الحلم الثائر بشارةٌ ، عسى النورَ يبسط كفّيه فوق جيد ذكرياتنا
و أترك تأتأةُ الليلِ على قارعة الأماني ، ترتب الحروف بشكل مختلفٍ تماماً ، ل ترحل الأماني تجاه تلك النافذة الهشة ، لتصوغ عند ارتفاع الشمس خاطرة
فتبتسم في الأفق رؤى سعيدة لملامح النهاية ، أسند روحانا بين الحب والفراق ،علنا نتشبث بحبال ممتدة نحو أهداب ذاك اللقاء
هه ، دعك من حروف كان دأبها بين الحين والآخر أن تسرق من العمر في براري الزمن وقتا للانطلاق والحياة ، فكيف لقلم أن يصفَ ظل الخمائل بعدما استجدى ظلك
صدقا لن تَجدَ في هذه الأوراق إلا ضجيجَ فراغٍ سرمديّ ، دنسته الأيادي العابثة ، و صهوة اللهفة ، ليرسما بقايا دهشةٍ على حجر سنديانة كانت تقلم الساعات ليدوم الحلم و يهدئ روع الخافق ، يتوغل في السير قدر المستطاع، وحين يتعب يعود لكنف التعب
ربما التقينا ولم ننته أو انتهينا و لم نلتق ، فقط قل لي بربك ما الحكمة من باب مغلق و صَباحي بِقربك غَيمة تهجرني منها السعادة كي لا تلهو الحياة بي بعد اليوم ، يتبعني صدى صوتي و أنيني ، وابحث عني فيني ، ل يقتلني الجفاء على مسافة من انتظاري
تبا وألف تب
تحت ديمة مثقلة بالودق ، زلزل الوقت ، وتَواري الحُلم، و اندثر ظلي و السلام