كتب : محمد فرج الله الشريف
إعلاء قيمة الشهوة ورفع راية الانحلال الخلقي والمثلية الجنسية ونزع رداء الحياء . كلها عناوين لحروب الهوية والثقافة خاصة بعد رفع علم المثلية الجنسية في إحدى العواصم العربية بالأمس , إن ضرب الفضيلة وانتكاسة الأخلاق ونزع رداء العفة والطهارة لهو تخلي عن ساحة الإنسانية والتدني إلى مراتب الحيوانات أو أدنى , إنه الباب الأسهل للشيطان للدخول إلى بني الإنسان لبسط نفوذه وسطوته والتملك منه والتحكم فيه , لقد ضربت الأخلاق في مقتل وأصيبت الفضيلة في أم رأسها وجرحت العفة في مستقرها وقرارها عندما هدمت البشرية حصن العفة ذلك الحصن المنيع الذي حصن الله به بني الإنسان من السقوط في أسوأ مستنقع آسن وفي أسوأ هوة تتدنى فيها النفس البشرية إلى أحقر صورها ذلك الحصن الذي يحفظ على النفس الآدمية آدميتها ويحفظ للرجل رجولته ونخوته ويبقي حوله هالة المروءة والكبرياء ، ويحفظ للمرأة بريقها ويبقيها درة مصونة في صدفتها
بسم الله الرحمن الرحيم ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ………..” ” وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن …………… “
عندما هدمت البشرية ذلك الحصن غرقت في شلال من هتك الأعراض وزنا المحارم واغتصاب الأطفال وسعار الجنس بحر لجي وظلمات فوقها ظلمات
لقد هدمت البشرية ذلك الحصن بمعاول كثيرة مزينة صنعت بدقة وإحكام مرة بمعول الفن والجمال والفن والجمال منه براء ومرة بمعول التحضر والتمدن والتحضر والتمدن منه براء وما هي إلا دعارة وقبح وانحلال صار له دعاته ومروجوه ومزينوه وعارضوه في صورة بضاعة مهيجة لغرائز وشهوات الشباب والفتيات المساكين يغرونهم بلذة الجنس ومتعة الشهوة , إنها لذة يعقبها قمة الألم والمرارة , بريق سرعان ما ينطفئ ويسدل على قلبك ستارا يحول بينك وبين قلبك فتصبح تائها في داخلك تبحث عن نفسك فيك ولا تجدها , لذة تفقد النفس اتزانها وتخسر الروح بريقها وتذهب العقل صحوه والقلب صفوه والبصيرة نورها وذلك هو الخسران المبين .
إن خروج البشرية من حصن العفة لهو انتكاسة للفطرة السوية وتشويه لإنسانية الإنسان , خرجت منه البشرية إلى ما ينقصها ولا يزيدها ، إلى ما يخفضها ولا يرفعها ، إلى ما يشقيها ولا يسعدها . لقد أسقطت البشرية راية الفضيلة والعفة ولوثتها ودنستها بالانحلال والخلاعة والعري وجعلت الرذيلة عنوانا لكوكبنا الحزين .
فيا أيها الشباب والفتيات إن الحرب موجهة ضدكم فتسلحوا بالحياء وتحصنوا بالعفة وأعلوا قيمة العقل ولا تنزلقوا إلى شهوة حقيرة ولا تروا ربكم من أنفسكم إلا خيرا .