بقلم..سحر الجمال
في هذا اليوم كان الإصرار على الكتابه ، بعد ما شاهدته ، صعدت لاركب عند العوده لمنزلي من العمل ، وكانت السياره فارغه من الركاب ، أنتظرت واخذ الركاب في الصعود ، والجلوس ، وإذا بطفل جميل ، أبيض البشره ، يعلو وجهه الحمره الجميله ، وملامحه جميله جدا ، وصحته وقوامه البدني وبنيته قويه ، لفتت نظري ملامح هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخمس سنين ، وكان يحمل في يده كيس صغير ، به كوب زبادي وكيس بسكويت ، ثم أخذت السيده التي معهه ولا أعرف إن كانت أمه ، أو جدته ، لم أعرف ، فلم تكون هناك أي ملامح مشتركه بينهم ، غير أن الطفل راضخ ومنصاع لها
أخذت تحدثه وتقول له ( أستنى لم أطلع المعلقه ، حاضر هأكلك ، أصبر ) ، كنت أظنها ستعطي له الملعقه ليأكل هو بيده ، فإذا بها تطعمه هي بنفسها ، أندهشت فهو يستطيع أن يطعم نفسه ، وإذا بالطفل يريد أن يفتح باكو البسكويت ليأكله ، فرفضت معلله له ذلك ( لما نروح البيت )
هنا ظهرت الحقيقه المؤلمه التي أوجعتني ، أخذ الطفل بالحديث بطريقه غير مفهومه ، والصريخ والبكاء الغريب ، وتخبيط رأسه في زجاج السياره ، شاهدت ذلك ، وعرفت حينها بأن الطفل مصاب بقصور عقلي وقصور في النطق ، ولا يملك غير الصراخ
حان مكان نزولي ، نزلت وأنا حزينه ، وتركتها تحاول تهدئته ، وأخذت أحدث نفسي ، لماذا يفعلون هذا في أنفسهم
فلم تكن هذه هي الحالة الأولى التي شاهدتها في وقت قصير ، وهو الوقت الذي بدأت فيه إستعمال الميكروباص ، فلم يخلو يوما من وجود طفل معاق ، إما إعاقه ذهنيه ، أو شلل وعدم القدره على الوقوف أو السير ….والأكثرية كانت مكفوفي البصر ، حتى أنني رأيت طفل رضيع حديث الولاده مولود بدون اعين ، وكنت أشاهد مدى معاناة من يكونوا بصحبة هؤلاء الأطفال
اخذت أسال وأتقصى من بعض الركاب ، عن وجود مثل تلك الحالات بكثره في هذه العزبه ، رغم صغر حجمها ، فكانت الإجابه ان السبب إن العزبه صغيره ، وبيتجوزوا من بعضهم ، وكلهم قرايب بعضهم ، فقلت لهم سائله برغم وجود هذه الحالات وأطفال مشوهه ومعاقه إعاقات مختلفه ؟ …فكان الرد نعم برغم ما قلتي
هنا تذكرت حديث سيادة الرئيس وإشارته للجهل الذي يضيع أمامه معظم جهود الإصلاح ، وإشارة سيادته أنه حتى بالقانون لا نستطيع القضاء على الجهل
حينها غضب الكثيرين وخصوصا بعض المثقفين بأنه كيف ننعت هذا الشعب بالجهل
وهنا أقول لهم نعم إنه الجهل ، ألم تفرض الدوله أنه من ضمن أوراق إتمام الزواج تقرير بالفحص الطبي قبل الزواج للمقدمين على الزواج ،
أقرت الدوله عام 2008 أنه شرط أساسي لأتمام الزواج اقرته و أضافته للماده رقم 31 مكرر إلى القانون رقم 143 لسنة 1994
وكان الغرض من ٱجراء مثل تلك الفحوصات الأكتشاف المبكر لبعض الامراض المعديه والوراثيه ، لأنجاب أطفال أصحاء ، وعرض البدائل ام المقبلين على الزواج ، لتجنب ما قد يترتب على ذلك بعد الزواج من الطلاق مثلا، أو أعباء ماديه واجتماعيه ستعاني منها الأسره بسبب إنجاب اطفال معاقين بسبب تلك الزيجه
ولكن ما يحدث أنه يتم التحايل على ذلك بعمل شهاده وهميه لأتمام إجراءات الزواج دون الكشف الطبي ، لذلك قررت وزارة الصحه المصريه ربط فحوصات الزواج ، بمجمع الوثائق المؤقته والذكيه ، الذي أفتتحه سيادة الرئيس منذ فترة قريبه ، أي أن الفحص الطبي أصبح الكتروني ولا يمكن تزويره ولا التلاعب فيه ، وذلك للأكتشاف المبكر للأمراض الوراثيه والمعديه ، ووضع العلاج قبل فوات الأوان ، ولحماية الجيل الجديد
ترى هل سيتفنن البعض في التلاعب والتحايل والتزوير هنا ايضا