كتب…مجدي الشهيبي
في خطوة وُصفت بالإنسانية قبل أن تكون صحية أعلنت الدولة فتح باب التقدم لمرضى السكري من النوع الأول للحصول على الأجهزة الحديثة لرصد مستوى السكر في الدم على نفقة الدولة خطوةٌ حملت بارقة أمل لآلاف الأسر التي تعاني يوميًا من مشقة المتابعة التقليدية للمرض عند أطفالها.
معاناة يومية خلف الأبواب المغلقة
تقول أم يوسف والدة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات مصاب بالسكري من النوع الأول
“ابني بيتعرض للوخز بالابرة أكتر من 8 مرات يوميًا علشان نقيس السكر. أحيانًا بيرفض ويعيط وحاسه إنه اتأذى نفسيًا قبل ما يتأذى جسديًا”
تضيف الأم أن أصابع طفلها امتلأت بالندوب من كثرة الشكشكة وأنها تعيش حالة قلق دائم خوفًا من حدوث هبوط مفاجئ قد يودي بحياته.
وجهة نظر طبية
يوضح الدكتور أحمد عبد الحميد أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب القصر العيني أن:
“الأجهزة الحديثة لرصد السكر المستمر تُعد طفرة في علاج النوع الأول لأنها تمكّن من متابعة دقيقة لحالة المريض على مدار اليوم وتعطي إنذارًا عند ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر وهو ما يحمي الأطفال من مضاعفات قد تكون قاتلة”
وأشار إلى أن استخدام هذه الأجهزة يقلل من الاعتماد على الوخز اليدوي المتكرر ما يحسن الصحة النفسية والجسدية للطفل ويزيد من قدرة الأسرة على السيطرة على المرض.
قرار الدولة بتحمل التكلفة يفتح الباب أمام العدالة الصحية حيث إن هذه الأجهزة كانت متاحة سابقًا بأسعار باهظة تفوق قدرة معظم الأسر واليوم أصبح من حق كل مريض من أطفال النوع الأول التقدم بطلب رسمي للحصول عليها مجانًا وهو ما يخفف الأعباء المادية والنفسية عن آلاف الأسر المصرية.
صوت من الشارع
منى والدة طفلة مصابة
“البنات في المدرسة كانوا بيتريقوا على بنتي لما يشوفوها كل شوية بتشك نفسها بالإبرة القرار ده هيغير حياتها وهيرجع لها ثقتها بنفسها”
ويرى مختصون أن هذه المبادرة هي بداية فقط ويجب أن تُتبع بخطوات أخرى مثل زيادة التوعية بمرض السكري في المدارس وتوفير الدعم النفسي للأطفال والأمهات بالإضافة إلى تدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الأجهزة الحديثة.
وأخيرا مابين دموع الأمهات ومعاناة الأطفال وأعباء الأسر، جاء هذا القرار كرسالة أمل جديدة خطوة تسجل كإنجاز في ملف الصحة المصرية ونجاح يحسب لاهتمام القيادة السياسية بإنقاذ أرواح الصغار
شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جعل من “الصحة” أولوية حقيقية لا شعارًا.
