كتبت / سحر الجمال.
في قرية من قرى مصر ، كن أربع بنات ، حيث رزق بهن الأب كأول خلفة له ، كن يعملن معه في عمله ويساعدنه ، ويعتمد عليهن الأب كأنهن البنين ، كبرن ولم يضجرن أو يملون من العمل مع أبيهن ومساعدته ….تزوجت الأولى ، ثم الثانيه ، وجاء دور الثالثه وهي أحلام ، خطبت أحلام لشاب من عائلة كريمة وكان موظف حكومي ، عقد قرانها ، ولكن يشاء القدر أن تصاب أثناء خطبتها بمرض الثعلبه ، الذي يقضي على شعرها نهائيا وتضطر حينها أن تداري رأسها وتربطها بأستمرار بمنديل مخصص للشعر .
وبدأت رحلة علاج شعرها ، حيث كانت تسافر لأختها المتزوجة بمحافظة أخرى لتذهب لأحد اطباء الجلدية وتتلقى العلاج سرا …تذهب لأختها سرا …وعندما تتناول علاجها تغلق كل الابواب وفي أخر مكان بالبيت حيث لا يراها أحد ولا يعرف أحد ، ولكن هنا تبدأ والدة العريس في السؤال عن شعر أحلام ….وتلح في السؤال وتقول ( هي رابطه راسها علطول ليه اوعى تكون قرعه ) …وفي أحدى المرات تتحكم أم العريس إما أن ترى شعر العروسه او الطلاق وعدم اتمام الزواج ، ومع الأصرار والتعنت ترد أم أحلام بكل ثقه وتقول لأ خلاص ما فيش نصيب وتدخل وتجيب شبكة أحلام وتقول لأم العريس وانا كمان اللي هدفع أجرة القاضي ، بالفعل يتم طلاق أحلام وتدفع امها أمام الجميع أجرة القاضي كما وعدت ،
ولكن في البيت وخلف أسواره وأبوابه يبدأ النواح والعويل والبكاء على ما حدث ….وما هي إلا أيام ويتزوج عريسها بأخرى ويمر بعروسه من أمام الباب ليزداد حزن أحلام وأمها …
تمر الأيام والشهور وأحلام تتلقى العلاج سرا ويبدأ شعرها في الأنبات والظهور وتبدأ أحلام في إظهاره من تحت رابطة رأسها ….في هذه الأثناء يتقدم لخطبتها شاب فقير ويوافق أبيها عليه …وعند اقتراب الزواج يكون شعر أحلام طويل جدا خلف ظهرها ……تتزوج ولكن المعيشة ضيقه وظروف الحياة صعبه …يمر عليها أبيها ليتفقد أحوالها وهو محمل بالخيرات لها ، و في أحدى المرات يقترح عليها أبيها بان يفتح لها دكان ويملأه لها بالبضاعة. تقبل احلام بهذا الأقتراح وينزل من عند أبنته ويطلب من حماها وحماتها أن يؤجر منهم نصف الغرفة المطلة على الشارع ، بالفعل يؤجرها لها ويملئ لها الدكان بالبضاعة ويدفع لها الأيجار …
تتيسر أحوال احلام ويصبح هذا الدكان هو أحلامها …فعند الفجر يذهب زوجها الى عمله بمصانع الطوب وهي تفتح دكانها ..تمر الأيام والشهور وأبوها يتابعها وتتوسع أحلام في أحلامها فتوسع تجارتها ببيع الخضروات والفاكهه ، تمر الأيام والشهور وعام بعد عام وأبيها يتابعها ويشجعها ثم تطلب من أبيها أن يرفع يده عن دفع الإيجار ولكن يرفض ولكن مع إصرارها يقبل وهو يتابعها من بعيد وعن قرب …اصبح هذا الدكان الصغير بيتهاومكان طبخ طعامها والأكل والمذاكرة أيضا لأولادها ، فكم نام أولادها على بلاطه وكان أولهم أحمد ، وأحمد هو ولدها البكري وابن عمرها كما يقولون..وكان له منزلة خاصه في قلبها وكانت دائما تحلف وتقول وحياة أحمد وغلاوة أحمد .
يكبر الأبناء ويتيسر الحال ، وكان في الجانب المواجه للدكان بيت لأبيها مغلق وقديم ومبني بالطوب اللبن ..تطلب من أبيها أن تشتريه فيوافق ويأخذ منها ثمن زهيد له …توسع أخلام على نفسها ، حيث ينام فيه أولادها ويذاكرون فيه وتضع لهم الطعام ..ويصبح أيضا مخزن لبضاعتها، لأن أحلام كانت لا تملك في بيت أهل زوجها إلا غرفه واحده تسمى مقعد هي التي تزوجت فيها ….وبعد شراء البيت يطلب أهل زوجها من أبنهم تلك الغرفه ليزوجوا فيها اخيه …فيوافق الزوج ….تمر الأعوام والحال يتيسر أكثر واكثر مع احلام وزوجها وفي هذه الأثناء تنجب سبعه من الأبناء ….يشتري الزوج بيتا أخر بجوار بيته الذي أبتاعه من أبو زوجته
وتترك أحلام دكانها القديم لتنقل تجارتها وحياتها الى هذا البيت الجديد ، وتمر الأعوام تبني أحلام بيت ابيها وتفتح فيه المحلات وتنتقل إليه وتبني البيت الثاني ….تتوسع التجاره…عند الفجر يذهب الزوج الى عمله بمصنع الطوب الذي اصبح شريكا فيه وهي تفتح دكانها الذي اصبح يعج ببضاعة مختلفه في مجالات شتى إلى جانب تجارتها في الخضار..
يعملان معا بحب ونشاط وحيويه وإلى جانب هذا لم تهمل بيتها وأولادها وزوجها وكل ما يحتاجونه منها كام فتجدها في آن واحد تغسل وتطبخ وتتابع تجارتها وتخبز أيضا …..كل هذا في وقت واحد ….يكبر الأبناء ، هنا تعلم أحلام أن خطيبها السابق الذي تركها بسبب شعرها قد أصيب بمرض السرطان وما هي إلا شهور قليله وتوفى وترك أبنائه أيتام …تضحك أحلام للقدر وتقول الحمد لله ربنا كان كاتب لي الخير والاحسن …وتستمر رحلةالكفاح وهي سعيده مع أولادها وزوجها والله يفيض عليهم من خيراته
ينهي احمد وهو إبنها البكري دراسته الجامعيه تزوج البنات والبنين وتزداد وتتوسع التجارة والسعادة تعم حياتهم ، ويفتح عليهم الله من فضله وخيره ، ومع مرور الأعوام يسلم الأب ماله لإبنه أحمد الكبير وهو الذي يتولى إدارة الأموال ويرتاح الأب من عناء السنين ويطلب من أحلام أن ترتاح هي أيضا ويقول لها لقد فتح الله علينا من فضله ولكنها ترفض لكن تخف من تجارتها ومن متابعتها رويدا رويدا وتسلمها لأولادها …الخير يزداد ويعم على الحميع البنين والبنات ويد الخير تمتد بالصدقات وكفالة الأيتام والأرامل وتزويج الشباب والبنات الغير مقتدرين …تذهب أحلام مع زوجها للحج عدة مرات ويشكرا الله على فضله ونعمه عليهم …تظل الحياة مبتسمة لأحلام بعد عناء السنين واحمد ابن عمرها وكبيرها يدير الأموال والمشاريع ويتوسع في بناء المصانع ويغدق بالخير على أخواته البنات …
كل صباح يستيقظ أخوة احمد ويوزع أحمد عليهم مهام عملهم اليومي …
الحياة باسمة وجميله ….الجميع سعيد والخير كثير والبيت ممتلئ بالأحفاد …ولكن الأب يشعر بخوف في صدره ويحدث به أحلام ويقول لها أنا خايف على ولادك من عيون الناس وحسدهم ، فتضحك أحلام وتقول له سيبها على الله …ولكن يحدث ما يخاف منه الأب حيث في عز الفرحة والسعاده يأبى القدر أن يتركهم فيها …فيأتي الأختبار القوي …فيصاب أحمد بوباء الكرونا فجاه ، يكابر احمدويداري عن أمه وأبيه لأنه يعلم مدى تعلقهم به ، ولكن يزداد التعب عليه ويأمر الأطباءبنقله إلى الحجر الصحي ينزل أحمد ويودع أمه وأبيه ويوصيهم على اولاده ، تصرخ الأم وتحتضنه وتقوله بعد. الشر عنك وتأخذه في حضنها
ينظر أحمد إلى أركان البيت ويودعها ويلقي نظراته الأخيره على أولاده وزوجته وأمه وأبيه ويركب سيارته ويذهب على قدميه مبتسما إلى مستشفى العزل ليمثل للعلاج ، ولكن تتدهور حالة أحمد يوم بعد يوم ، أخوه معه لا يفارقه ولكن بينه وبين أخيه باب لا يراه ولكن يحاول ان يسترق السمع والبصر ليعرف أخبار اخيه …يشتري لأخيه ما يطلبه الأطباء من علاج …الأم والأب يتضرعون ٱلى الله بالدعاء والصلاة والتوسل والدعاء بشفاء وليدهم وحبيبهم ….تتدهور حالة أحمد المرضيه ، ويخبرهم اخوه بهذا وهو منهار من البكاء ، وهنا يأخذون قرار نقله ٱلى مستشفى خاص ، والام تصرخ على ٱبنها وتطلب رؤيته ولكن ممنوع من أجل الحفاظ على صحتها ….تتضرع للسماء بالدعاء ….يجرون الأتصالات كمحاوله لإيجاد الحل والعلاج
ساعات قليله عصيبه على الجميع ….ترفض مستشفى العزل خروج أحمد ولكن يصر أخوه ويتم النقل ، وبمجرد الوصول للمستشفى الخاص ووضعه داخل العناية الفائقه وجهاز التنفس الصناعي يلفظ أحمد أنفاسه الأخيره الصعيبه ويأبى القدر أن ينصاع لدعاء الكل له وينفذ أمر الله وتصعد روح أحمد ٱلى بارئها
يصفع القدر أحلام صفعة قوية تنهار أحلام على أثرها ، وعند وصول جثمان أحمد حبيبها وابن عمرها ، وعند دخول الجثمان إلى مأواه الأخير ليوارى في التراب ، تسقط أحلام مغشيا عليها أمام قبره ….يحملها من كان يقف بجانبها للبيت
ترى هل ستصمد أحلام أمام هذه الصفعة القوية لها من القدر أم ستنهار أحلام ويسدل الستار على قصتي بأن تلحق بأبنها حبيبها وابن عمرها ….خيم الحزن على البيت وعلى من فيه ، بعد السعادة والفرح …هل ستصحوا احلام من غيبوبتها أم ستستسلم لها.