بقلم: سحر ااجمال
إن قصة عم نادي نرد بها على دعاة الظلام …أو إن صح التعبير الظلاميين …الذين يفرضون وصايتهم على عقول البسطاء….
سأرويها لكم
كنا نسكن في منطقة باغوص بالفيوم مده لا تقل عن أربع وعشرون عاما …واضطرتنا الظروف الى الإنتقال الى منطقة على امتداد منطقة باغوص …البنايات الجديده التي بنيت هناك…هذه المنطقه الجديده تفتقر إلى وسائل المواصلات ونتضطر إلى السير مسافة لا تقل عن ربع ساعه حتى نصل إلى كوبري باغوص .. وإن حالفنا الحظ ووجدنا تاكسي فانه يساومنا بأخذ الأجره مضاعفه ….وفي بعض الاحيان تضطرنا الظروف للسير أو الخضوع لابتذاذ سائقي التاكسي …مع اننا داخل حزام وحرم مدينة الفيوم….وكانت أبنتي كثيرة الغضب بسبب هذا الوضع
في أحدى الأيام أخذت أبنتي تحكي لي عن عمو سائق التاكسي الذي ركبت معه وكانت غاضبه من أبيها اثناء مكالمته تليفونيا …فإذا بعمو سائق التاكسي كما تروي لي ابنتي وأسمته أخذ يهدؤها بأننا الاباء نخاف عليكم ولا نعرف طريقة تفكيركم …المهم انني هدأت يا أمي من كلامه…وكان كلامه جميل جدا ….والغريب يا ماما إن عمو سائق التاكسي لم يأخذ مني غير الأجره الأصليه ولم يقبل بالزياده وحاولت معه ولكن رفض وقال أنا باخد من الكل كده….هي دي أجرتي…فقلت لها يمكن علشان كنتي بتعيطي ما أخدش منك زياده…فقالت يمكن يا ماما
اخذت ابنتي تحدثني عن عمو سائق التاكسي كثيرا وٱنها تجده ويقف لها وتقول له لاء أتفضل انا همشي فيصر ويأخذها ويقول لها انا هنزلك على كوبري باغوص وتركبي السياره الأجره ( السرفيس )…..تكرر ذلك كثيرا مع أبنتي إلى أن خرجت معها ذات يوم لنجد عمو سائق التاكسي يقف على كوبري باغوص ينظف سيارته وتعرفني أبنتي به…فإذا به رجل تعلو الابتسامة وجهه والطيبة تظهر على ملامحه رجل تجاوز الستون عام بكثير ….ويتعامل بود جم ….شكرته على ما يقوم به مع أبنتي وقال لي عيب دي بنتي …تعرفت على أسمه وقلت له شكرا عم نادي
تصادف أن ركبت معه ذات مرة وهو لم يتذكرني وأنا لا أخفيكم سرا لم أعرفه بنفسي وكنت أرتدي كمامتي مما ساعد أن لا يعرفني العم نادي ….أوصلني العم نادي إلى المكان الذي أريده ولم يأخذ غير أجرته ولم يطلب زياده…هنا تيقنت فعلا أنه يفعل ذلك مع الجميع وليست أبنتي فقط….
لاحظت عندما ركبت معه صور للسيده العذراء والسيد المسيح فعرفت بذلك أنه مسيحي….ولكن لاحظت صوت في التاكسي ولم أصدق أذني . قلت لعلي أسمعه من قهوة او محال قريب من التاكسي ولكن أستمر الصوت …إنه صوت لتلاوه قرآنيه بصوت الشيخ الحصري …فقلت له ..وأنا متفاجأه.. عم نادي أنت اللي مشغل القرآن فضحك ضحكته التي لم تفارق وجهه أصلا فكانت أبتسامه ثم انفرجت أساريره والتفت إلي وقال بصوت ولاد البلد المحترمين أيوه مشغل قرآن …بحبه وبحب أسمعه….أنت مستغربه علشان أنا مسيحي …أنا بحب أسمعه…مش ده كلام ربنا برضو …ليه ما أسمعوش ….إزداد أفتخاري وأعجابي بعم نادي … ولما استغرب وهم يشاركوننا فرحتنا بشهر رمضان وبالمولد النبوي ….فهذا ما وجدناه ونحن اطفال صغار
عم نادي الذي يفتي لنا شيوخ الظلام الظلاميين ألا نقول لهم في أعيادهم كل عام وأنتم بخير… الذين يكفرونهم….لقد اخجلتني يا عم نادي وليتهم هم ايضا يخجلون
إن عم نادي هو الواجهه الحقيقيه للشخصيه المصريه التي كنا نعيشها مسلم ومسيحي جيران وأصدقاء
أستأذنت عم نادي والتقطت صورته ووعدته بأنني سأكتب عنه ليعرفه الكثير والكثير حتى يتحلوا بأخلاقه
انتظروني في حكاية اخرى لواجهة مصر الأصيله وحكاية خالتي ام ماهر
كتبت : سحر الجمال