قشورُ تبعيّةٍ عمياءَ/ سرد تعبيري

تكابدُ الصّورةُ المعلّقةُ على جدران النّسيانِ عناءَ السّطوعِ وقد غمرها غبارُ الإهمالِ الكثيف، الصّورةُ الجاثمةُ على صدرِ أيّامِنا تنشدُ طوقَ نجاة. ها هو ذا الأشبهُ بجثَّةٍ محنّطةٍ ما زال يتقيّأ الرّحيلَ ولا يرحلُ، ها هو ذا النّفرُ المتواطئُ مع الشياطين بكامل عفونته يعبثُ بالحلقةِ المفرغةِ ليخبز من عجين المكر مسبغة شعبٍ، فتلك الثّواني المختبئة في منبّه صدئ تنتحرُ الواحدةُ تلو الأخرى، هي مع خفقِ كلِّ نبضةٍ تترقَّبُ نورًا آتيًا من خلفِ سورٍ إلا أنها تصطدمُ دومًا بالظّلام.
يا لصورة آتيةٍ من وراءِ كابوسٍ تحلم بالانعتاقِ من الإطارِ لتصافحَ الغيمَ، لتسأله عنْ معنى الحريّة. هالة تتراءى لي في جنحِ الظّلامِ تدثّرُ العتمةَ بنورٍ باهتٍ لتخفيَ حلكةَ السّواد، زيفٌ بزيفٍ أنتِ أيتُها الهالةُ المرتكبةُ لإثمِ المواربةِ لو تكفّين عن خداعِ الشّعوب بزعاماتٍ واهية!
الجدران تعشّشُ فيها أصواتُ الثّائرين، الأجنحةُ المتكسّرةُ تنوحُ منْ جلداتِ سوطِ العبوديةِ، العبدُ في ظلِّ تساؤلاتِه يهذي، وسيبقى في ضياعِهِ وهذياناتِه ما دام اختارَ أن يتزيّا بقشورِ تبعيةٍ عمياءَ.

سامية خليفة -لبنان

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →