الولد اللي ساكن جوه في قلبي قصه قصيره: سحر الجمال استيقظت من قيلولتي، وكانت الساعه تقارب الخامسه… استيقظت مبكرا عن موعد استيقاظي كل يوم.. ولم اعرف السبب… شعرت بحالة من السكون والهدوء الغريب والغير معتاد فى هذا التوقيت.. سكون ينتاب ارجاء الشقة كلها… تعجبت وذهبت للبحث عن مصدر الإزعاج والصخب المعتاد عليه في البيت، تحسست سريره فلم اجده… تعجبت كثيرا واخذت اتفقد وابحث في كل مكان… خلف الستائر وتحت المقاعد… بحثت في الحديقة الملحقة بشقتنا املا في ان اجده فيها… لكن لم اجده… بدأ القلق ينتابني بشده… توجهت مسرعة لباب شقتنا لأجده موصدا بالمفتاح والترباس كما تركته قبل قيلولتي

اخذت اهرول داخل الشقه الصغيره التي اصبحت في هذا التوقيت كأنها مغاره وانا تائهة بداخلها…. فأين ذهب… هل انشقت الأرض وابتلعته… ام اخذه الجن وهرب به…

كان قد اعتاد فتح الباب والخروج منه ونحن نائمون دون ان نشعر… فبدأت بغلق الترباس العلوي… لأكتشف جذبه لأحد المقاعد ويقف عليها ويفتح القفل والباب ويغفلنا بالخروج اثناء قيلولتنا…

لكن في هذا اليوم تغلبت على كل حيله في الخروج واغلقت الباب بالمفتاح ووضعته تحت الوسادة واستغرقت في قيلولة عميقه لأستيقظ قلقه وابحث عنه في جميع الأرجاء ولكن دون فائده، لم اجده!!!

لا ينام مثلنا في هذا التوقيت… ولا تكفيه الألعاب الكثيره التي يمتلكها ولا يشغله التلفاز ومشاهدة كرتون كابتن ماجد… او ماجيفر الذي يحبه ويقلد اصواتهم وحركاتهم ليل نهار… ولم تشغله وتجذبه عن الخروج في هذا التوقيت الحار جدا لعبة البلاي ستيشن…… التي اشتراها له والده لتشغله عن الخروج للشارع في هذا التوقيت… كل هذه الأشياء لم تثنه عن الخروج…

فأي حيلة فعلها هذه المرة وخرج بها والأبواب كلها مغلقه… اين ذهب هذا الجني الصغير… وكيف ذهب…

لم اجد بدا من احضار المفاتيح لفتح الباب والخروج للشارع للبحث عنه… مع بحثا مرة اخرى في جميع ارجاء الشقة حتى انني بحثت في الدولاب وفي درف المطبخ الخشبي العلوية والسفلية… فهو يمتلك جسدا نحيلا جدا وكم كنت اشبهه بالبرص الجائع لنحافته وليونته في ذات الوقت…

لكن تنبهت قبل الخروج بعدم وجود حذائه… ولكن دراجته الصغيره في مكانها…

خرجت للشارع واخذت ابحث وانادي عليه في جنباته واسأل الصبية الصغار عليه لأجده مع مجموعة من الاطفال يلعب معهم لعبة البلي… لم يخف او يندهش او يحاول الهروب عندما رأني… وانا بدوري لم احاول اخافته… فلقد اعتدت ذلك معه ومع اخته… التحاور والإقناع… اعتدل ووقف في ثبات… وسط دهشة وذهول مني… همست له في اذنه.. تعالى معي… فتحرك دون مقاومة او رفض… وقال في ثبات وثقه لاصحابه.. ثواني وراجع… لم يكن لديه اي شك بانه سوف يعود لهم

هنا اخذته للبيت وجلست واول سؤال طرحته عليه… كيف خرجت والباب موصد بالمفتاح… والمفتاح تحت رأسي… فنظر لي ببراءة واشار الي الشباك المسدل الستائر عليه والمغلق ايضا… فاندهشت وقلت له… كيف خرجت من الشباك وهو موصد ومكبل بالحديد لتأمينه… ففتح الشباك… واشار الي هذا المربع الصغير الذي لا يتعدى حجم بلاطة صغيرة مساحتها اقل من عشرين سم في عشرين… فأنذهلت اكثر وطلبت منه أن يريني كيف خرج من هذه المساحة الضيقة والصغيرة…

وبدأ تمثيل عملية الخروج… بوضع حذائه اولا خارج الشباك… وامساكه بالحديد والقفز وتسلق الحائط ليصل للشباك ويتشبث بحديده بيديه…ثم اذا به يخرج احدى زراعيه ثم رأسه ثم الزراع الاخر…ثم يسحب باقي جسده النحيل المرن الطيع كما الثعبان من فتحة الحديد الضيقة وسط دهشة وذهول مني…ويحدثني من الخارج..انا رايح اكمل لعب مع اصحابي..باي..

كان هذا ولم يتجاوز عامه الخامس…يحب الحركة والنشاط…وعندما يأتيه النعاس لا يستغرق ثوان معدودة ليستغرق في نوم عميق بعد ان يقول..

ماما هنام…ولا اجده معي…

مواقفه الخطيره وطرفاته ايضا الكثيره، كلها محفوره في قلبي… ماهو اصله الولد اللي ساكن جوه في قلبي

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →