مصر…زيارة واحدة لاتكفي

كتب…راشد البلوشي
لطالما سمعت عن سحر مصر وجمال معالمها التاريخية، ولكن عندما سنحت لي الفرصة لزيارتها، أدركت أن الكلمات لا تكفي لوصف عظمة هذا البلد.
خلال سبعة أيام قضيتها في بعض أحياء القاهرة متنقلا بين أروقة جريدة “الجمهورية”، شعرت بعظمة الصحافة وهيبة المبنى المكون أكثر من أربعة عشر طابق المطل على شارع رمسيس الذي يعج بالباعة والمشترين وأصوات السيارات والمكرو باص، شعرت أنني أتنقل بين جدران الجريدة التي تعج جدرانها بصور مؤسسيها ورؤساء التحرير الذين تولوا رئاسة تحريريها ، تلك الصور المعلقة تحيط بها عظمة الصحافة المصرية، جريدة الجمهورية” أسستها حكومة ثورة يوليو في عام 1954 لتكون صوت الثورة وأشرف عليها أحد الثوار وهو محمد أنور السادات” الى “الرئيس الحالي وهو الاستاذ الكبير احمد ايوب” .
فكانت الزيارة لهدف حضور دورة تدريبية نظمتها جمعية الصحفيين العمانيين حملت عنوان ( الإعلام الالكتروني) ، في اليوم الأول بعد إنتهاء المحاضرة اخذت اتجول في شارع رميس وسط الزحام اتنقل من سكة الى سكة وعلى جانب المحلات تفترش الباعة الارض لعرض منتجاتهم وبضائعم المستوردة والمستعمل فيما الجانب الاخر تزدحم محلات بيع المأكولات سندويشات الطعمية والكبدة بالمشترين ، حقا انها مصر أم الدنيا، لم احظى فرصت زيارة أهرامات الجيزة، التي تعد واحدة من عجائب الدنيا السبع. ولكن تخيل لي وأنا أقف أمام هذه الصروح العظيمة تجربة مهيبة، خاصة عند رؤية تمثال أبو الهول شامخًا، يحرس الأهرامات منذ آلاف السنين..
اليوم الثاني وبعد المحاضرة تسللت من الفريق وتوجهت الى المتحف المصري في ميدان التحرير. هناك، وجدت نفسي وسط كنوز لا تقدر بثمن، من بينها قناع الملك توت عنخ آمون الذهبي، الذي جذب انتباهي ببريقه الأخاذ. تجولت بين القاعات المليئة بالتماثيل والمومياوات والقطع الأثرية التي تروي قصصًا من أعماق التاريخ.
كان هناك تنسيق مسبق مع صديق مصري قديم كان يعمل معي في جريدة الشبيبة العمانية في قسم (الديسك) وابلغته عن زيارتي الى مصر لهدف حضور الدورة التدريبية في جريدة الجمهورية ومن حسن الطالع اتضح يعمل في الجريدة أيضا قسم الديسك ، شعرت من داخلي بان هذا الرجل الطيب في إنتظار، كان يتواصل معي عبر الفيسبوك كل يوم يسأل عن موعد سفري الى القاهرة فكانت المراسلات مستمرة إلى إن جاء موعد السفر.والأهم، كان مقر سكني بجوار جريدة الجمهورية لا يفصلني عنها سواء زقاق أو ممر وهذا ما سهل علي حضور جميع المحاضرات بشكل مبكر.
كان اللقاء الأول مع الأستاذ صلاح عبد المنعم، صديق قديم وزميل سابق في جريدة الشبيبة، والذي يعمل حاليًا في جريدة الجمهورية. إستقبلني في منزله بحفاوة كبيرة، حيث قضيت وقتًا ممتعًا مع أسرته الكريمة. كانت لحظة دافئة تعكس عمق الروابط القديمة التي لا يغيرها الزمن. تحدثنا عن الذكريات الجميلة التي جمعتنا في العمل، وعن تطورات الحياة والمستقبل. شعرت بسعادة غامرة وسط كرم الضيافة الذي غمرني به وأفراد أسرته، الذين إستقبلوني بحب ودفء.
إنتهت زيارتي للقاهرة، لكنني أدركت أن زيارة واحدة لا تكفي لإستكشاف هذا البلد العريق بكل ما فيه من سحر وتاريخ. مصر ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة حية تنبض بالحضارة والجمال، وأتطلع بشغف لزيارة أخرى.
راشد البلوشي
محرر صحفي
بصحيفة اليوم الالكترونية العمانية

Loading

Ahmed El sayed

Learn More →