بقلم..إسلام عامر
شَهِيدُ الرُّجُوعِ
ذُبْتُ في نُورِكَ لَمَّا لَاحَ لِي سِرُّ الْجَمَالْ
وَانْسَابَ نُورُكَ في فُؤَادِي بِلَا سُؤَالْ
نَادَيْتُ قَلْبِي هَلْ تَرَى غَيْرَ الْحَبِيبْ
فَبَكَى وَقَالَ هُوَ الْمُنَى وَهُوَ الْقَرِيبْ
يَا مَنْ إِذَا نَادَاهُ عَبْدٌ لَبَّى النِّدَاءْ
يَا قِبْلَةَ الْأَرْوَاحِ يَا سِرَّ الصَّفَاءْ
مَا مَرَّ طَيْفُكَ في خَيَالِي وَانْطَفَى
إِلَّا وَأَزْهَرَ في الْفُؤَادِ وَمَا اخْتَفَى
مَوْلَايَ مَا لِي سِوَاكْ
قَدْ هَزَّنِي وَجْدِي إِلَيْكَ
خُذْنِي إِلَيْكَ بِلَا قُيُودْ
وَاكْسُ ضَعْفِي وَاغْسِلِ الْجُهُودْ
أَنَا الضَّعِيفُ وَكُلُّ مَا فِيَّ افْتِقَارْ
وَإِلَيْكَ قَلْبِي في مَحَبَّتِكَ اسْتَقَرْ
سَكَبْتُ دَمْعِي في الدُّعَاءِ وَقَلْبِي نَادَى
ضَاعَ الْكَلَامْ وَفَاضَ حُبِّي في الْعِبَادَة
في اللَّيْلِ لَمَّا الْكَوْنُ يَسْكُنْ
أَسْمَعُ نِدَاكَ يُطَبْطِبُ عَلَى الْحُزْن
يَا وَاسِعَ الرَّحْمَةِ يَا سِرَّ الْأَمَانْ
يَا بَلْسَمَ الْأَرْوَاحِ في كُلِّ آنْ
لَوْ جِئْتُكَ بِالذَّنْبِ الثَّقِيلْ
هَلْ تَغْفِرُهُ يَا خَيْرَ مَأْمُولٍ وَنَبِيلْ
قَلْبِي تَعِبْ وَالْكَوْنُ ضَاقْ
وَمَا لَقِيتُ إِلَّا رِضَاكْ
هَبْ لِي بُكَاءً مِنْ خُشُوعِي يَغْسِلُ الذَّنْبْ
وَافْتَحْ بَصِيرَتِيَ الَّتِي أَطْفَاهَا الْقَلْبْ
دُلَّ الطَّرِيقَ فَإِنِّي ضَلَّنِي التَّعَبْ
هَا أَنَا ذَا أَضَعُ الْحَيَاةَ عَلَى يَدَيَّ
رَاضٍ بِحُكْمِكَ في الرِّضَا أَوْ في الْبَلَاءْ
مَا عَادَ لِي في غَيْرِ وَجْهِكَ مُشْتَهَى
فَارْزُقْ فُؤَادِي رَاحَةً بَيْنَ الدُّعَاإِنْ مُتُّ فَاجْعَلْنِي شَهِيدًا في الرُّجُوعْ
وَإِنْ حَيِيتُ فَكُنْ دَلِيلِي في الدُّرُوبْ
مَا لَذَّةُ الدُّنْيَا إِذَا غَابَ الْوِصَالْ
وَمَا النَّجَاةُ إِذَا تُرِكْتُ بِلَا قُرْبْ