بقلم..دكتور / ياسر السويدي
جلس يتناول وجبته المعتادة يوميا في ذلك المطعم بجوار عمله ..وجبة خفيفة عبارة عن قطع دجاج مع بعض المقبلات والمشهيات وقليل من الأرز ..تعود ان يتناولها كل يوم بلا ملل او كلل فهو يعشق طريقة طهيها والتوابل المضافة لها و قرمشتها ويعشق ذلك الصوت الذى يصدر مع كل قطمة فيتبعه بقليل من مشروب مياه غازية .. فقد بات مدمنا لها
بدأ تناول وجبته بهدوء كالمعتاد وهو يدور بعينيه في ارجاء المطعم الذى بات محفورا في ذاكرته كل ركن فيه حتي وضعية المناضد في ذلك الركن في الهواء الطلق وعلامات ارجل الكراسي في الموكيت الاخضر الذي يغطي الارض وكانه نجيل طبيعي ..بات كل شيء بالنسبة له ثابتا في ذاكرته ولا يوجد متغير الا تلك الوجوه المتغيرة من الزبائن ..
تناول قطمة من وجبته ووقعت عيناه عليها ..توقف عن لوك الطعام لما رآها ..تسمرت عيناه امام عينيها الخضراوتين وشعرها الاصفر الاشبه بتوب حرير منسدل علي جانبيها.. افاق علي صوت ام كلثوم المنبعث من سماعات المطعم وهي تشدو (امل حياتي يا حب غالي ماينتهيش ) انصرف بنظره عنها فوجد نفسه يعاود النظر الي عينيها مرغما ووجدها هي ايضا ترمقه بنظراتها الحانية الساحرة .. ذاب قلبه من نظراتها كما تذوب قطعة الدجاج في فمه وتسمرت يداه لا هو يستطيع ان يرفعها الي فيه ولا هو ترك ما تحمله من طعام .. حاول جاهدا ان يبتعد بعينيه عنها فلم يستطع ..وجدها تخطو نحوه في دلال ..جلست بجواره..تحسست ساقه بيديها في حركة فجائية أفقدته توازنه النفسي ..بات العرق يتصبب من جبينه ..نظرت الي عينيه واسدلت جفنيها جزئيا كأنها تطمئنه مرسلة بعينيها رسالة عشق ورغبة جامحة .. فراح هو الي عالم آخر بعيدا بافكاره .. وفجأة خطفت من يده قطعة الدجاج وهرولت بعيدا عنه تجلس في ركن المطعم البعيد علي الارض تأخذ قطمة وتنظر اليه ضاحكة? .. فتبسم وقال يالها من قطة
تمت..
![]()

