بقلم..إسلام عامر
سِرُّ الأسماء
ربَّنا يا ذا الجَلالْ
يا مَن لهُ كمالُ الجمالْ
رحمنًا عَمَّتْ رحمتُك
حنّانًا شَمِلَتْ رأفتُك
مَلِكًا لا يغيبُ عنك مُلكْ
قُدُّوسًا طَهُرَ بكَ القَلبْ
سلامَ الأرواحِ يا مؤمِنْ
مُهَيْمِنًا عَلِمْتَ مَن يُعلِنْ
عزيزًا لا يُقهَرُ سُلطانُهْ
جبّارًا سَجَدَتْ لهْ الأكوانُ
متكبّرًا عن كلِّ ضيمْ
خالقَ الخلقِ مِن عَدَمٍ عظيمْ
بارِئًا بالنَّفْسِ والروحِ سَوى
مُصوِّرًا بَدِيعَ الخَلقِ هَوى
غفّارًا تُكرِمُ مَن تابَ وعادْ
قهّارًا لا يُدرِكُهُ العنادْ
وهابًا تُعطي ولا تَمنُّ
رَزّاقًا جُودُكَ لا يَفنَى ولا يَمنَعْ
فتّاحَ الخيرِ عليم
قابض تَعلمُ ما في القلبِ الكظيمْ
باسِطًا لِكلِّ عبدٍ راجِ
خافِضًا للظالمينَ الباغِينَ
رافِعًا للمؤمنينَ بدرجَهْ
مُعِزًّا من أطاعَك بفرجَهْ
مذلًّا مَن عصاكَ وانحرفْ
سميعًا للدعاءِ إذا ارتجفْ
بصيرًا بالقلوبِ والنوايا
حَكيمًا يُنزِلُ الآياتِ هدايا
عدلًا لا يَظلمُ عبدًا في الحسابْ
لطيفًا بالخفيِّ من الأسبابْ
خبيرًا بالنوايا والضّميرْ
حليمًا إن تأخّرَ التقديرْ
عظيمًا جلَّ شأنُكَ والسنا
رؤوفًا إن أتانا المُبتلى
شكورًا للصغارِ من الطّاعاتْ
عليًّا فوق كلّ الرّتبِ والدرجاتْ
جليلًا في العُلى مُتعاليًا
حفيظًا حافظًا السّاريَ لياليَ
مُقيتًا للنفوسِ بما تَكْفِي
حسيبًا للعبادِ بما تزرعُ وتُحصى
بهاءً فاقت الأوصافُ جمالَهْ
كريمًا عمّ بالخيرِ نوالَهْ
رقيبًا لا يَغيبُ عنّا البصرْ
مُجيبًا للدعاءِ إذا حضرْ
واسِعًا جُودُهُ لا يَنفدُ أبدًا
رقيبًا كلُّ أمرٍ عندهُ عدلًا
ودودًا تُحِبُّ عبدَكَ المُنيبْ
مجيدًا حَمدُكَ حقٌّ لا يغيبْ
بَاعِثًا تُحيي العظامَ الرميمَ
شَهيدًا تَعلمُ الأعينَ المنكوبة
حقًّا لا يُضامُ في وُجودْ
وكيلًا نِعمَ مَن للعبدِ يعودْ
قويًّا لا يُغالبُهُ الأقدارْ
متينًا عزمه لا ينهار
وليًّا للمُخلِصينَ بالنِّيَّهْ
حميدًا لا يُعدُّ لهُ عَطِيَّةْ
مُحصيَ الأعمالِ في الدّفاترْ
مُبدِئًا كلَّ أمرٍ بلا نافرْ
مُعيدًا للبعثِ بعدَ الرّميمْ
مُحييَ القلوبِ بالصّبرِ الحكيمْ
مُمِيتًا لا يُؤخَّرُ بالدعاءِ
حيًّا لا يموتُ بلا انتهاء
قيّومًا قائمًا بكلّ شَأنْ
واجدًا لا يَفقدُ مِن خَلقٍ وزَمنْ
ماجدًا فاضَ كرمُهُ بلا مَدى
واحِدًا لا شريكَ لهُ في الهدى
صمدًا تُقْصَدُ القلوبُ إليهْ
قادرًا لا يُعجِزُهُ مُنيهْ
مُقتدرًا تدبّرُ الأمرَ بعَدلْ
مقدّمًا في الخيرِ والفضلْ
مؤخِّرًا لمن شاءَ الحِرمانْ
أولًا كانَ قبلَ الزّمانْ
آخرًا لا يَفنَى كالأعيانْ
ظاهرًا نُورُكَ في الأكوانْ
باطنًا علمُكَ بالسرّ الدفين
والِيًا على الأمورِ بالدِّينْ
متعاليًا عن كلّ نقصٍ وخَطَا
برًّا بالخلقِ لا يُنسِي مَن دعا
توّابًا يَغفِرُ الذنوبْ
مُنتقمًا ممن كَفرَ وتَنَكَّبَ الدروبْ
عفوًّا تُكرِمُ بالتجاوزِ والفضلِ
رؤوفًا رحمتُك للعبدِ الذّليلِ
مالكَ الملكِ يا ذا السّلطانْ
ذا الجلالِ والإكرامِ والإحسانْ
مُقسِطًا لا تَجورُ في القضاءْ
جامِعًا تحشُرُ الخلقَ بالنداءْ
غنيًّا كلّ مَن سواكَ فقرٌ واستِجارْ
منّانًا ترزقُ مَن شَكَرْ
مانِعًا منعتَ الضرَّ عن العِبادْ
ضارًّا إذا أردتَ الردَّ للعنادْ
نافعًا تنفعُ مَن أطاعْ
نورَ السماواتِ لا يُدرَكُ لهُ شعاعْ
هاديًا تُنيرُ الدربَ للقلوبْ
بديعَ العُلى في العلوّ البعيد
باقيًا لا تفنَى صِفاتُكْ
وارثًا الأرضُ ترجعُ إليك ومُلكُكْ
رشيدًا ترشدُ القلبَ السليمْ
صبورًا على العبدِ
إن أسرفَ في الذُّنوبْ
![]()

