تحقيق …مجدي الشهيبي

من غرف العمليات في مستشفيات الصعيد إلى صفحات المجلات الطبية العالمية يكتب الدكتور علي فرجاني فصلًا جديدًا في مسيرة الطب المصري فبين يديه خرج اختراع جديد يتمثل في آلة مبتكرة لعلاج كسور الحوض وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ بل من سنوات طويلة من البحث والتجارب والاحتكاك اليومي بآلام المرضى.

مأساة تُلهم حلاً

كسور الحوض ليست مجرد إصابة عابرة بل واحدة من أخطر الكسور التي تهدد حياة المريض فغالبًا ما تنتج عن حوادث السير أو السقوط من ارتفاعات وتؤدي في حالات كثيرة إلى نزيف داخلي خطير أو إعاقات دائمة ويقول أحد المرضى الذين تابعهم د. علي فرجاني

“لم أكن أتخيل أنني سأتمكن من المشي مرة أخرى بعد الحادث لكن التدخل المبكر باستخدام التقنية الجديدة أعاد لي الأمل”

هذه القصص الإنسانية كانت الدافع الأكبر وراء سعي د. علي فرجاني لإيجاد وسيلة أكثر فاعلية ودقة لعلاج مثل هذه الإصابات المعقدة.

الآلة الجديدة التي ابتكرها الدكتور علي صُممت لتساعد الجراح على تثبيت كسور الحوض بدقة عالية مع تقليل زمن العملية الجراحية وتقليل المضاعفات المصاحبة

توفر الآلة ثباتًا أفضل للكسور

تقلل من احتمالية الحاجة لإجراء عمليات إضافية

تساعد المرضى على العودة للحركة بشكل أسرع

هذه المميزات جعلت الابتكار يلقى صدى واسعًا في الأوساط الطبية خاصة بعد نشر بحث علمي محكّم عنه في إحدى المجلات العالمية المتخصصة
النشر في مجلة عالمية لم يكن مجرد خطوة شكلية بل شهادة علمية على قيمة الابتكار حيث استعرض البحث النتائج السريرية والتجريبية التي أثبتت فعالية الآلة ما دفع العديد من الأطباء في الخارج للتواصل مع د. علي فرجاني لمناقشة إمكانية الاستفادة من التقنية الجديدة
من هو د. علي فرجاني؟
حاصل على دكتوراه في جراحة العظام – كلية الطب جامعة أسيوط.
استشاري ومدرس جراحة العظام والعمود الفقري والكسور.
متخصص في كسور الحوض والمفاصل.
عضو في عدد من الجمعيات الطبية المرموقة
الجمعية المصرية لجراحة العظام.
جمعية الحوض والمفاصل المصرية.
الجمعية السويسرية للفقرات AO Spine
الجمعية السويسرية للإصابات AO Trauma

أبعاد أوسع للإنجاز

لا يقتصر هذا الإنجاز على المستوى الطبي فقط بل يمتد ليحمل أبعادًا اجتماعية واقتصادية
خفض تكلفة العلاج عبر تقليل المضاعفات وفترات الإقامة في المستشفى
تحسين جودة الحياة لآلاف المرضى الذين كانوا يواجهون مستقبلًا غامضًا بعد إصابات الحوض
تصدير الخبرة المصرية إلى الساحة الدولية ما يعزز مكانة البحث العلمي المصري عالميًا

أصوات من الميدان

يقول أحد زملائه الأطباء
“ما يميز د. علي فرجاني أنه لا يكتفي بالحلول التقليدية بل يسعى دائمًا للتطوير والابتكار

بينما يضيف أحد طلابه بكلية الطب
“تعلمنا منه أن الطبيب الحقيقي هو من يضع مصلحة المريض نصب عينيه ويبحث عن طرق جديدة لإنقاذه
المستقبل.. ماذا بعد؟
رغم أهمية هذا الاختراع يؤكد د. علي فرجاني أن الطريق لم ينتهِ بعد بل يخطط لتطوير نسخ أكثر تطورًا من الآلة وربما توسيع استخدامها لتشمل مجالات أخرى من جراحات العظام

ما حققه الدكتور علي فرجاني ليس مجرد اختراع طبي جديد، بل هو قصة كفاح علمي وإنساني عنوانها الإصرار على تحويل المعاناة إلى أمل والبحث إلى إنجاز عالمي هو مثال حي على أن العلم حين يقترن بالإنسانية يُغيّر المصائر وينقذ الأرواح.