كتبت…سلوى عبد الحميد
أمل توجهت لشباك تذاكر القطار وتوجهت لمحطة القطار لكي تنتظر القطار الساعة تقترب علي الثانية عشرة ظهرا وميعاد القطار الثانية عشرة وربع مرت دقائق وهي تري أشخاص يجرون لكي يلحقوا بقطارات أخري يحملون حقائب ومنهم من يحمل أجولة بها بضائع الطيبة والفطرة واضحة من حديثهم ولكن قطار التي تستقله أمل للأسف تأخر عن موعده بثلث ساعة وإذا بمذيع المحطة يعلن عن قطار الشرق يأتي من رصيف واحد وجميع المنتظرين يهرولون هنا وهناك لكي يختاروا عربة قطار بها أماكن للجلوس وإذا بأمل تصعد إلي العربة الثالثة من بعد البابور ودخلت العربة وجلست بجوار رجال من المنيا يستقلون القطار متوجهون إلي مركز ههيا لكي يقدموا واجب العزاء صامدون يشاهدون الباعة المتجولون داخل عربة القطار البضائع متنوعة شرابات وعسلية لب وترمس أقلام وكتيبات صغيرة أمواس حلاقة ماكل هذا مياة معدنية وشاي لكن تركت الأمل العنان لتفكيرها ماذا عن همجية الباعة الجائلين كما لو في سوق العتبة فحدثت نفسها قائلا لو تم منح أحدهم بوفيه ومن خلاله يتم البيع لكن الاشياء التي يحتاجها المسافر مثل الشاي القهوة والمياة والبسكويت وتؤجر بمبلغ ويتم وضعه لخدمة الطريق ولو تم تأجير الطرق المملوكة لسكك الحديد والعائد يدفع منه حافز للسائق والمحصل والباقي خدمة للطريق واستكملت أمل حديثها مع نفسها لو قامت السكك الحديد وأقامت علي بعض آراضيها مصنع الفرامل وآخر لملابس موظفي السكك الحديد ويقوم كذلك بتجديد وصناعة كراسي القطار ولكن كانت تعشق الزرع ومنظر المياة وبعض الترع الجميلة المبطنة من الداخل ومياهها كالسندس ياخبر أمل تذكرت طفولتها علي ترعة أبو شرابية عندما كانت تخرج مع بنات العزبة تجلس تشاهدون يغسلون الأواني وكانت تقلدهن وتفعل مثلهن وكانت متعة جدا وتذكرت عندما كانت مياة بيت الجد لايصل به المياة فكانت الفتيات يخرجن بالأواني نحو صنبور المياة علي طرف العزبة يملأن المياة العزبة أمل ليس لها خبرة فعندما تحمل المياة تغرق ملابسها وعندما تصل بيت الجد تجد في الإناء مياة قليلة فتحزن وتحاول مرة أخري علي الرغم من صعوبة الحصول على المياة بسبب الازدحام الشديد وإذا بالمحصل يقطع حبل أفكارها ويطلب تذاكر القطار وتجلس سيدة أمامها تظهر علي ملامحها الجهد والشقي وإنهابنت بلد جدعة تحاورت أمل معها وإذا بها من محافظة الإسماعيلية وكانت عائدة من حل مشكلة لجارتها فتاة عمرها ثلاثون عاما كتبت علي نفسها وصلات آمانة بقرابة مائة ألف متفرقة السبب إن آباها اختلس عجل كاوتش لسيارات نقل ثقيل فاستطاع صاحب البضاعة بأن يجعل ابنته توقع علي كل الوصلات ورفع عليهم قضية وكان هذا الرجل يقيم مع أسرته في محافظة الدقهلية ولكن لم يفلح معه شئ وعادوا مكسورين الخاطر الفتاة عليها حزن يكفي مائة السنة والسيدة تبتسم وتتحدث في خفة دم ودعابة حتي نزلت تلك السيدة وأكملت أمل الطريق وعندما وصلت لمركز كفر صقر شعرت بحنين موطنها ورائحة بلدها عطر فواح ولكن هي في قلبها عشقها وذكرياته التي لاتنس لكن ذرفت عينها أين أمي ماتت أين أبي مات وهي تعلم جيدا بموتهم من سنوات ولكن رائحة أمها وأبيها عادت تذكرها بعطر الماضي وحنينه كما لو كانت اللحظة عادت لكل الذكريات وجدت محل الفسيخ العم حاتم مازال موجود تذكرت عندما كانت أمها ترسلها لتشتري وجبة الفسيخ ثم دخلت محل الماركت اشتريت بعض الجبن ثم الخبز ورائحة الخبز التي تبعث فيها عبق الماضي رائحة فرن العمة والخاصة ومنزل الجدة ثم توجهت إلي شقة والدها ودخلت باب العمارة وعينها تذرف الدموع مر أربعة عشر عام علي وفاة أمها وتسع سنوات علي وفاة أبيها صعدت السلم مرهفة الحس ومرت علي شقة جارة أبيها النقية التقنية الحنونة البشوش الهالة عم عصام ولكن شقتها كانت مظلمة حزينة ودقت الجرس ولكن علمت بإنها رحلت ثم أكملت صعود السلم وهي حزينة وإذا بسيدة تستقبلها وتأخذها بالأحضان تذكرت جارتهم فوزية ملامح وجهها مازال بخير ولكن التجاعيد تكسو وجهها وأنحنت من شدة تعبها لأنها كانت تعمل خياطة ملابس ورحبت بأمل جدا وطلبت منهم الجلوس عندها لكن أمل شكرتها وطلبت منها ترتاح لكنها شعرت بقلق اصوات مرعبة داخل الشقة حركة قبل فتح باب الشقة وعندما فتحت الباب شعرت بحركة قوية ياإلهي ماهذا وإذا بها تغلق مسرعة باب الشقة وتخرج تفكر ماذا تفعل لكن فكرت إنها اشتريت سكين من بائع القطار وبعض الأشياء وعزمت على ارتكاب جريمة ولكنها لم تحدد المجني عليه حرامي ام ماذا وإذا بها بعد طول تفكير تقرر ارتكاب جريمة وتفكر فيها توجهت لمحل المبيدات واختارت مبيد قوي جدا وخبأته في طي ورقة وصعدت إلي شقة أبيها وإذا تضع السم في طعام وتهيأه لتناوله بعدما وجدت غرفة النوم متبهدلة وفيها آثار خيانة ياخبر هتكون آخر ليلة للخائن الذي دخل بدون إذن سوف أعد له عشاءا فاخراً ووضعت السم داخل الطعام وقدمته وسمعت صوت صراخ يعلو الشقة وإذا تتوجه إلي محطة القطار لكي تستقل القطار المتوجه إلي القاهرة بعدما خططت لجريمتها ووضعت السم وإذا بصفير القطار صعدت إلي القطار وجلست مطمئنة فرحة بما قامت به لقد قامت بإنجاز خلال ساعة عندما رأت مراتب أبيها والأريكة مبعثرة القطن والوسادات عليها قذارة تفوق الخيال ياتري متي سوف يتناول الطعام المسموم وتخيلت منظره وعقابه إنه خائن دخل بدون إذن هل يتألم أم يموت صامدولكن جارة أبيها شهدت الطعام المسموم هل هتتابع أم تصمد إنه القتيل الخائن الملعون الفأر وأسرته بأكملها لقد حرمني أن أتجول في بلدتي وحرمني البهجة وجعلني اعود في نفس اليوم فإنني أمقته واكرهه
![]()

