✍️ سامي عطية
يستقبل نفق عثمان يومياً مئات من المارة، الذين يمثلون فئات مجتمعية متنوعة، بدءًا من الطلاب الصغار المتوجهين إلى مدارسهم، وصولاً إلى الشباب وكبار السن الذين يعتمدون عليه كوسيلة لبلوغ أعمالهم أو منازلهم. إلا أن جميع هؤلاء يواجهون تجربة مؤلمة تتمثل في الاستنشاق اليومي لمزيج من الأتربة الكثيفة والروائح الكريهة المنبعثة من أكوام النفايات الملقاة داخل النفق أو على جانبيه
تتجاوز هذه المشكلة، التي قد تبدو في البداية مجرد إهمال في النظافة، لتصبح تهديدًا صحيًا جديًا. فالغبار المتناثر يوميًا يحمل في طياته مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وحساسية الصدر، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا مثل الأطفال وكبار السن. بالإضافة إلى ذلك، تترتب أضرار بيئية وجمالية نتيجة لتراكم المخلفات، مما يؤدي إلى تحويل النفق إلى بيئة غير ملائمة لا تتناسب مع كونه جزءًا من طريق عام.
وعود تذوب في الهواء
يُفاقم من مرارة الوضع تكرار وعود المسؤولين على مدى السنوات الماضية بشأن تطوير النفق وحل المشكلة بشكل جذري. فبين الحين والآخر، تصدر تصريحات تتعلق بخطط للرصف أو الإضاءة أو التنظيف الشامل، إلا أن الحقيقة المرة تبقى قائمة. فسرعان ما تعود الأتربة لتغمر الممر، وتستقر القمامة لتفسد المشهد وتبعث الروائح الكريهة، مما يجعل هذه الوعود تظل مجرد حبر على ورق يتلاشى مع أول نسمة هواء تتدفق من هذا النفق الملوث.
إن استمرار هذه المشكلة المزمنة يعد مؤشراً واضحاً على غياب التخطيط المستدام والمتابعة الدورية للخدمات الحيوية. فتنظيف النفق لمرة واحدة لا يكفي، بل يتوجب وضع آليات صارمة لضمان الحفاظ على النظافة بشكل مستمر. كما ينبغي تفعيل دوريات التفتيش ومحاسبة المخالفين، والأهم من ذلك هو الالتزام بتنفيذ وعود التطوير لضمان توفير بنية تحتية ملائمة للاستخدام البشري.
دعوة إلى التحرك الفوري
يُعتبر نفق عثمان أكثر من مجرد ممر عبور؛ إنه تجسيد لمدى الاهتمام بجودة حياة المواطنين في مدينة الخصوص. آن الأوان للمسؤولين لوضع حد لمعاناة سكان المنطقة المستمرة، وتحويل الوعود إلى أفعال واقعية تضمن لهم حقهم في بيئة صحية ونظيفة. ينبغي البدء بحملة نظافة شاملة ودائمة، تليها مباشرةً تنفيذ مشروع التطوير المتكامل الذي تم الانتظار طويلاً لتنفيذه، لكي يعود نفق عثمان إلى وظيفته الأصلية كممر يخدم السكان، بدلاً من كونه مصدراً للمعاناة اليومية.
دعوة للمحافظ ورئيس المدينة: التحرك الآن مسؤوليتكم
نناشد السيد/ محافظ القليوبية المهندس أيمن عطية لتدخل المباشر والحاسم لوضع ملف نفق عثمان على رأس أولويات المحافظة، والضغط لتنفيذ حلول جذرية وليست مسكنات مؤقتة.
1- حملة نظافة وتطهير شاملة وفورية لإزالة القمامة المتراكمة
بالكامل.
2 – وضع آلية متابعة يومية صارمة لضمان عدم عودة تراكم القمامة مرة أخرى.
3- تنفيذ وعود التطوير والبنية التحتية
(الرصف، والإنارة،ومعالجة مصادر الأتربة) لوقف المعاناة الصحية للمارة
![]()

