بقلن…رؤى مظلوم
اطلق هذا اللقب على بائع ورق اليانصيب، ولكن هناك بائعات النصيب بمجتمعاتنا اطلقت عليهن تسميات عديدة ….
فكثيرا ما نسمع عن زوجة بائعة لنصيبها مسببة تشتتا لعائلتها برمتها، حينها يقال عنها انه إما أنها فاقدة لصبرها، أو انها متمردة رغم كونها تعيش في نعمة، أو يتم وصفها بالغباء المقرون بالتفكير العقيم، او بالأنانية حيث لا تفكر إلا في نفسها، بل و غالبا ما تنعت بأشياء كثيرة قد لا يتسع المقام لذكرها…
و من هذا المنطلق و كمحصلة بديهية ، فمن الطبيعي جدا ان نجد مجتمعاتنا قد تربت على عقد من صبروا قبلنا و قبلوا بنتيجة الخطأ الاول، تضحية من أجل الحفاظ على شكل وهيكل العائلة، ليصل كل واحد منهم في آخر العمر لمرحلة المعاناة من أخطاء الماضي، ليجد نفسه إن لم يفقد حياته بسب سكتة قلبية مفاجئة في سن مبكرة، إما مصابا بجلطة او بأمراض الضغط والسكر.
فقليل جدا من يكون له النصيب المخالف، ألا وهو نصيب الرضا والسعادة وذلك لتكافئ البنية الاجتماعية والثقافية ، و نتيجة لوجود الحوار والتعاون بين الزوجين، حيث لا وجود لغطاء غربال الصبر على الاهانة وعدم الاحترام.
إن الحقيقة المخفية التي تتناقلها الألسن و ترسخها في الأذهان هي القول بان الطلاق في مجتمعاتنا مرتبط أساسا بالماديات ذات الصلة بالمال، فهذا أمر مجانب للصواب و المنطق ، و منافي للحقيقة المرة حيث أصيب الحوار بين الأزواج بوباء عدم الاحترام وفقدان الاحتواء، لتصبح العلاقة الزوجية شماتة و نكدا.
و لتجاوز هذه المراحل التعيسة التي نعيش على وقعها في مجتمعاتنا العربية، لا بد من:
١- مواجهة النفس والتصالح النفسي معتبرين ان هناك علة نفسية داخل كل مناو بالتالي لا بد من مداواتها و معالجتها بالطرق الممكنة.
٢التعود على الاسترخاء بشكل منظم و يومي ، و القيام ببعض الأعمال المحببة لتنمية القدرة على التصالح مع النفس وترويضها للتخلص من الموروثات المجتمعية والعائلية العقيمة المؤذية.
٣-الوقوف امام الوالدين وفتح نقاش واضح صريح شفاف، يعطي الفرصة لتصالح النفوس بنقاء، باعتبار الوالدين ركنا من أركان الفرض الشرعي، و أن نستحضر أنه من واجبنا تقبل الحقيقة المجتمعية انهما قد يكونا ضحية تلك العقد والامراض النفسية بحكم التوارث و الطاعة العمياء، حتى نتعلم الاحترام لغيرنا، لنستخلص منه احترام ذواتنا لنكن مشاعر المحبة و الاحترام لمن هم خارج دائرتنا العائلية من المحيطين بنا من اصدقاء و زملاء رغم اختلاف الجنس و الانتماء الفكري و العقائدي او المراتب الاجتماعية، منفتحين بذلك على غيرنا جاعلين من ابنائنا تلاميذ لنا ندرس و نلقن لهم كل ما هو جميل في الدنيا، متذكرين و مذكرين دوما بكل ما هو جميل مر بذاكرتنا سرابا او حقيقة مادية عشنا لحظاتها بكل و فرح و ابتهاج.