بقلم / الكاتبة سلوي عبد الحميد
الكل يلهث وراء الدولة المتحضرة ، متناسين أهم وأقوي عنصر للقيام بدولة حضارية متمدينة آلا وهو التعليم القنبلة الموقوتة التي تحتاج لوقفات وآيادي ممدودة من جميع أبناء الشعب المصري والمسئولين بجميع إختصاصاتهم ،لان العلم يتدفق من داخل نبع الإنسان ، والمعلومات كائنة في النفوس ، والمسائل المنوطة بالإنسان في حياته المادية والمعنوية ، يشترك في العلم بها الناس جميعا عامتهم وخاصتهم كبارهم وصغارهم ، حتي من نشأتحت سقوف الجامعات ومن عاش تحت سقوف السماوات فالعلماء والجهلاء إن دققت النظر جيدا في عصرنا هذا تجد أن العلماء يسردون الشئ منظم أم الجهلاء يسرده مبعثر فنجد أن المعلومات ،كامنه داخل النفس البشرية كمون النار في الحديد والقوة في المادة ووظيفة العلم هو خروجها وبعثها من مكمنها لكي تري الحياة وتتريض علي الواقع لكي تترجم إلي حقيقة ملموسة ومحسوسة يستفاد منها الإنسان ، ولذلك لاتوجد حكمة من الحكم ولاقاعدة آدبية إلا ولها مايقابلها من آمثال شعبية أو مواقف عند العامة ،ولذلك من أجل هذا لابد من صحوة في التعليم ، ليس مجرد كلام يكتب وعبارات رنانة تسرد ، وملفات للجودة عبارة عن أوراق متراكمة وصور مآخوذة التعليم حياة وروح ونبض الأمة هو السر الخفي للتقدم من بداية مرحلة التمهيدي عبورا بباقي المراحل لكي نضع نصب أعيينا ثلاثة أشياء هم المعلم ، والطالب ، والإدارة المدرسية نتعلم من رسولنا الكريم كيف كان يعلم الصغار وكيف كان يعاملهم بالرفق والحنان والعطف عليهم كما كان يعلمهم عبارات قصيرة تحمل معاني عظيمة فنطبق منهاج الرسول صلي الله عليه وسلم فطن الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أن التعامل الناجح مع الطفل يعتمد على أساليب تربوية مدروسة، تقوم على العلم والخبرة والتجربة وسعة الصدر والصبر والاحتواء؛ ونظرًا لأهمية تلك المرحلة العمرية فقد صاغ لها صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهجًا في التعامل التربوي والعلمي، أنتج شخصيات ناجحة منجزة، وقيادات متميزة فذة، وعلماء متفردين عباقرة، ومن أهم محاور المنهج التربوي في تعامله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع الأطفال:اللطف وبساطة التعامل ، الآطفال الصغار دوما يحبون من يتبسط معهم وينفرون من غليظ الكلم وكان يبث فيهم معان مهمة ويحفزهم عليها في تقويم السلوك وتكوين الشخصية الناجحة
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم العشاء؛ فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذًا رفيقًا ويضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، حتى إذا قضى صلاته أقعدهما على فخذيه.
إن الطفل لا يمكن أن تعي مداركه الواجبات والحقوق والأصول والمبادئ والقيم والمعاني، إنما يبدأ في تلقيها خطوة خطوة عبر سنين حياته، ومخطئ من يتعامل مع الطفل تعامله مع الكبير، الذي لا بد أنه يعرف الأصول والضوابط، ولهذا نجد أناسًا كثيرين يسيئون معاملة الطفل؛ حيث يطالبونه أن يكون ساكنًا هادئًا رزينًا وقورًا، وهو ما لا يستطيعه.
تحكي لنا صحابية اسمها أم خالد عن مشهد كان في طفولتها لا زالت تذكره وتقول: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أبي، وعليَّ قميص أصفر. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: سَنَهْ سَنَهْ. قالت: فذهبتُ ألعب بخاتم النبوة فَنهاني أبي. قال رسول الله :صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أبْلِي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي
إنه مشهد متميز ومعبر عما نريد أن نقوله، يأتي الرجل ومعه ابنته إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يعلم حبه للأطفال، وأنه لا يتبرم ولا يتأفف من لقائهم، بل يبَشّ لهم ويسعد بهم، وتجترئ البنت عليه وتتعلق على ظهره وتلعب، وهو يضحك ولا يتأفف بل يدعو لها ويكرر دعاءه ثلاثًا.
وربما حمل الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الطفل الصغير فيبول على ثوبه، فيدعو بماء فينضَح ثوبه به، ولا يغسله. وقد تكررت مواقف بول الأطفال الصغار على ثيابه وفي حجره صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كثرة حبّه لهم وحمله لهم، ولم يقتصر حمله على الصبيان بل والبنات أيضًا، تقول أم كرز الخزاعية: «أُتِيَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بغلام فبال عليه، فأمر به فنضح، وأتي بجارية فبالت عليه فأمر به فغُسل»
ويقول صاحبه أبو موسى الأشعري: «وُلِد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة
وكان يداعب رسول الله الأطفال حتى في طرقاته، يقول يعلى بن مُرَّة: خرجت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على طعام، فإذا الحسين بن علي يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم، ثم بسط يديه ليأخذه فطفق الغلام يفر هنا ويفر هنا، ورسول الله يلاحقه ويضاحكه، بل كان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن علي فيقعدهما على فخذه كل على ناحية ثم يضمهما ويقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما».
وحتى في لحظات الصلاة جاءته أُمامة بنت ابنته زينب، فحملها في صلاته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها.
ويقول محمود بن الربيع: «عقلت مَجَّة مجَّها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وجهي، وأنا ابن خمس سنين من دلو». يعني لا يزال يذكر كيف دفع الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الماء من فمه في اتجاهه يداعبه به، وكان عمره يومها خمس سنين.
وكان إذا سمع بكاء طفل أثناء صلاته خفَّف في الصلاة؛ كي تنتهي أم الطفل من الصلاة وتحمل ابنها، أو تُسكت بكاءه وتلبي حاجته، فقد قال في حديثه: «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ كراهية أن أشقّ على أمه».
وكان يلاعبهم ويتحدث معهم في شئونهم الخاصة، ولو كانت لا تمثل أهمية لمثله، فعن أنس قال: « كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخ يقال له: أبو عُمَيْر، وكان له طير يلعب به، فكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْر؟»
تقدير الطفل واحترامه:
حرص الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أثناء تعامله اللطيف مع الأطفال على احترامه لنفوسهم وذواتهم، وحرصه على توصيل أفضل المفاهيم إليهم بأبسط الوسائل وأقومها، ولا يعنفهم، فيحكي لنا أحد الأطفال هذا الموقف له مع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو عبد الله بن عامر فيقول: «دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: هَا تعالَ أعطيك، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما أردت أن تعطيه ؟ قالت: أعطيه تمرًا. فقال لها: «أما إنك لو لم تعطه شيئًا لكُتبت عليك كذبة»
فهو يحذرها من أن تكذب على الصبي أو تستهين بمشاعره، ولو أن تقول له تعال أعطيك شيئًا، ثم لا تفعل.
وحين يرى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الأطفال ما يستوجب التقويم والتعديل، فإنه يتعامل معهم برفق دون تأنيب أو صراخ، يقول عمر بن أبي سلمة: «كنت غلامًا في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة؛ فعلَّمه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رفق ولين كيف يأكل فقال له: «يا غلام سم الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك»
كما حاول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يربي الأطفال عبر تعاليمه وسلوكه على معاني الرجولة والمروءة منذ صغرهم، فكان يعطي الأطفال جرعات متدرجة من تلك المعاني عبر المواقف المتناثرة والمتفرقة، فكان ربما أجلس بعض الغلمان كعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر في مجلسه ومع أصحابه ليتعلموا وينضجوا، فيحكي عبد الله بن عمر فيقول: كنا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأُتِي بجُمَّار، فقال: إن من الشجر شجرةً مثلها كمثل المسلم، فأردت أن أقول هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «هي النخلة»
وعلَّم عبد الله بن عباس وهو غلام صغير كان يردفه خلفه على دابته معانٍ عظيمة بكلمات بسيطة مفهومة، فقال له: «يا غلام احفظ الله يحفظك…» إلى آخر الحديث
بل يذهب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تقديره للأطفال مذهبًا بعيدًا في مجتمع كان لا يقيم للصغار وزنًا، فيجلس أحدهم إلى يمينه، وهذا يجعله أحق بالتقديم من كبار القوم، يقول سهل بن سعد الساعدي: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُتِي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا»
لقد راعى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأمرين معًا، راعى حق الطفل واستأذنه، وراعى حق الكبار فطلب من الصغير أن يتنازل لهم، فلما أصرَّ على موقفه، لم يعاتبه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو يعنفه، بل أعطاه حقه.الحفاظ على حقوق الطفل الأسرية والاجتماعية:
اهتم الرسول بحفظ حق المولود في النسب المعلوم والموثق والمشهود عليه، والمعلن من زواج صحيح، ومنع إنجاب الأطفال خارج العلاقة الزوجية الشرعية؛ حماية لهم من المشكلات المستقبلية، فضلاً عن طهارة المجتمع من الرذيلة والفساد واختلاط الأنساب.
وتحدث محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن حق الطفل في أن يختار له أبوه أمه ذات خُلُق حميد، وحقه في أن يسميه أبوه اسمًا حسنًا غير مستنكَر ولا مستهزأ به، وحقه في الرضاعة الطبيعية، وحقه في أن ينشأ في بيئة سليمة وقرابة محيطين به، وحقه في تربية إيمانية حسنة، وحقه في الحفظ من الانتهاك الجنسي والشذوذ والانتهاز، والرق والاستعباد، والمتاجرة.
كما أكدت الرسالة المحمدية على حق الطفل في الميراث والوصية، وأكدت تأكيدًا كبيرًا على حق الطفل اليتيم في الرعاية والعناية الكاملتين، وأن يُحفَظ له ماله، وأن يحميه مجتمعه ويعطف عليه، ويرعاه ويكفله الكفالة التامة.آليس هذا تعاليم رسولنا الكريم آليس أولي بنا أن نتدرب علي تعاليم الرسول الكريم صل الله عليه وسلم بدلا من التدريب الذي لايعية المتدرب ولا المدرب آليس نحن آحق بهذا من غيرنا من الدول أن نعيد تعليم آطفالنا التعليم السليم والتوجية الكريم الذي يعيد للمجتمع ذاته واحترامة فلانعرقل ونصعب علي آنفسنا الأشياء ولدينا منهاج معلم البشرية ومربي الأمه وشعلة دربها وشمس سطوعها آلا وهو رسول الإنسانية لابد من صحوة أولا في مرحلة رياض الأطفال أن ندرب صفوة من المعلمين السويين نفسيا أصحاء الروح وأن نمنحهم راتب يليق بهم وبناء العقول وتكوين عقول الامة وصناعة طفل المستقبل